القوى السياسية تستعد اليوم للمشاركة في مليونية «الفرصة الأخيرة»
حصيلة الوفيات بعد إضافة حالتين جديدتين بلغت 38 حالة وفاة منذ بداية الأحداث
المجلس العسكري يعلن الأسف والاعتذار الشديد لسقوط الشهداء من أبناء مصر المخلصين خلال أحداث ميدان التحرير الأخيرة
عقب ستة أيام من الصدامات الدامية، شهد ميدان التحرير وسط العاصمة المصرية القاهرة وشارع محمد محمود مسرح الأحداث الساخنة هدوءاً مشوباً بحذر أمس، في حين قدّم المجلس الأعلى للقوات المسلحة اعتذارا بشدة بشأن سقوط ضحايا جراء الأحداث الأخيرة، متعهدا بإجراء تحقيقات في هذا الشأن ومحاسبة المسؤولين، بينما قوبل هذا الاعتذار بفتور من معتصمي الميدان، وسط استعدادات لمليونية اليوم تحت شعار: «الفرصة الأخيرة». وأعلن المجلس العسكري اعتذاره رسميا لسقوط ضحايا خلال التظاهرات التي تشهدها البلاد منذ أيام. وأعرب عن «اعتذاره الشديد لسقوط شهداء». وقال في بيان رسمي على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» إنه يعلن الأسف والاعتذار الشديد لسقوط الشهداء من أبناء مصر المخلصين خلال أحداث ميدان التحرير الأخيرة. وأكد انه يتقدم بالتعازي الى اسر الشهداء في كل انحاء مصر، ويؤكد التزامه بعدة اجراءات، على رأسها التحقيق السريع والحاسم لمحاكمة كل من تسبب في هذه الأحداث وتقديم الرعاية المتكاملة لأسر شهداء الأحداث الأخيرة فورا.
مباشر عن قناة الجزيرة
* ناقشوا هذا الخبر على صفحة موقع العرب على الفيس بوك
وكان اثنان من اعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة، هما اللواءان: محمد العصار ومحمود حجازي، ظهرا في ساعة متأخرة من الليلة الماضية على التلفزيون الرسمي، وقدما كذلك اعتذارا عن سقوط شهداء، ودافعا عن المجلس في مواجهة عاصفة الانتقادات التي يتعرض لها. ودعا اللواء حجازي المصريين والقوى السياسية إلى عدم المقارنة بين المجلس الأعلى والنظام السابق، معتبرا انها «مقارنة لا تجوز، كونها غير معبرة عن الواقع، وفيها ظلم شديد للمجلس والقوات المسلحة التي وقفت الى جانب الثورة».
تهدئة الموقف
وقابل المعتصمون في ميدان التحرير الاعتذار من قبل المجلس العسكري بالفتور. ورأى ناشطون أن الساعات القليلة المقبلة ستكون بمثابة اختبار لنجاح جهود المجلس في تهدئة الموقف. من جهة أخرى، أثارت تصريحات منسوبة إلى وزير الداخلية منصور العيسوي، نشرتها صحيفة «الوفد» المصرية في عددها أمس، أعلن فيها تلقيه أوامر من رئيس الوزراء المستقيل عصام شرف بفض اعتصام التحرير بالقوة، الكثير من الجدل في الشارع المصري، وبشكل خاص بين المتظاهرين في الميدان، الذين سبق ورفعوا شرف على أكتافهم وكانوا السبب الأول في توليه رئاسة الحكومة. وكادت الأمور تشتعل بين متظاهري الميدان، قبل أن تهدأ مرة أخرى عقب خروج بيان صريح من مجلس الوزراء ووزارة الداخلية يكذب تلك التصريحات التي نسبتها الصحيفة إلى وزير الداخلية. وأكد الناطق باسم مجلس الوزراء السفير محمد حجازي، أن ما نسبته إحدى الصحف، في إشارة إلى الوفد، عن وزير الداخلية، «عارٍ تماما عن الصحة». واضاف في تصريح لـ«التلفزيون الرسمي» إنه لم يدل بأي أحاديث صحافية للصحيفة بخصوص أحداث التحرير، متهما الصحيفة «بالفبركة ومحاولة إثارة المزيد من الجدل».
دروع بشرية
في هذه الأجواء، سادت حالة من الهدوء الحذر ميدان التحرير وسط القاهرة بعدما نجحت جهود في تثبيت هدنة بين المحتجين الغاضبين وقوات الأمن بالقرب من مقر وزارة الداخلية منذ ساعات الفجر أمس. وللحيلولة دون وقوع أي احتكاكات بين الجانبين، يواصل مدنيون تشكيل دروع بشرية عند مدخل شارع محمد محمود، الذي كان مسرحا لمواجهات بين المحتجين الغاضبين وقوات الأمن منذ السبت الماضي. وكانت مجموعة من «البلطجية» والخارجين على القانون، هاجمت فجر أمس، المعتصمين بالميدان بالأسلحة البيضاء.
قتلى ومصابون
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة ارتفاع عدد وفيات أحداث التحرير إلى 38 حالة، بعد وفاة حالتي إصابة بمستشفى القصر العيني. وأكد وكيل وزارة الصحة للطب العلاجي د. هشام شيحة وفاة حالتي إصابة بقصر العيني صباح أمس، مشيرا إلى أن حصيلة الوفيات بعد إضافة الحالتين الجديدتين بلغت 38 حالة وفاة منذ بداية الأحداث، حيث سجلت القاهرة 33 حالة، إضافة إلى حالتين في الإسماعيلية ومثلهما في الإسكندرية وأخرى في مرسى مطروح، فيما بلغ عدد المصابين قرابة 3256 مصابا.
الفرصة الأخيرة
من جهة أخرى، تستعد القوى السياسية اليوم للمشاركة في مليونية «الفرصة الأخيرة». وأعلنت 38 من القوى السياسية عن خريطة طريق لإدارة الأزمة، وتسليم السلطة في موعد غايته 15 مايو المقبل، بهدف الحفاظ على الوطن واستقراره، وحقنا لدماء أبنائه، وسرعة وقف العنف والانتهاكات التي ترتكب في حق الشعب. وتضمنت خريطة الطريق أربع نقاط، من بينها ملاحقة المتورطين في الأحداث الأخيرة ومحاسبتهم، وتشكيل حكومة إنقاذ وطني، وتحديد صلاحيات تلك الحكومة، وتحديد موعد للانتخابات الرئاسية.