قانون إسرائيلي لمنع رفع الآذان في الدولة
رؤوفين ريفلين: القانون سيكون بمثابة إعلان حرب من قبل الدولة على المسلمين في إسرائيل، وعلى المسلمين في العالم قاطبة
لفت التلفزيون إلى أنّ تطبيق القانون في جميع القرى والمجمعات والمدن العربية في البلاد وسيحتاج إلى قوات كبيرة من الشرطة، التي ستضطر إلى تفعيل القوة من أجل فرض القانون العنصريّ
انستاسيا ميخائيلي :
على رجال الدين المسلمين أن يبحثوا عن طريقة أخرى لدعوة الناس للصلاة، إذ انه لا يمكن إزعاج بلد بكامله يقطنه الصغار والكبار والمسنون من اجل دعوة عشرة إفراد للصلاة
كشفت القناة الثانيّة في التلفزيون الإسرائيليّ النقاب عن أنّ الحكومة الإسرائيليّة برئاسة بنيامين نتنياهو، ستُصادق يوم الأحد القادم في جلستها الأسبوعيّة على مشروع قانون عنصريّ جديد بموجبه يتم منع رفع الآذان عبر مكبرات الصوت في جميع أنحاء الدولة.
وقال المراسل السياسيّ في التلفزيون إنّ مشروع القرار كان قد قدُدم من قبل حزب (يسرائيل بيتينو) الذي يرأسه وزير الخارجيّة، أفيغدور ليبرمان، ولكن الكنيست لم تناقشه في شهر أيار (مايو) المنصرم، بسبب حساسيته، على حد تعبير المصادر، التي أضافت أنّ نتنياهو اقتنع مؤخرًا بضرورة سنّ القانون، وأعلن للوزراء أنّه سيتم عرضه للتصويت يوم الأحد القادم.
تطبيق القانون في جميع القرى والمجمعات والمدن
وبحسب القناة الثانية فإنّه من المتوقع أنْ يحظى مشروع القانون بأغلبية كبيرة في الحكومة، علمًا بأنّ وزراء حزب (يسرائيل بيتينو) يؤيدونه، كما أنّ وزير جودة البيئة، غلعاد أردان، من أقطاب حزب الليكود بزعامة نتنياهو، أعلن عن تأييده لمشروع القانون، إضافة إلى عدد من الوزراء الآخرين.
ونقل التلفزيون عن رئيس الكنيست، رؤوفين ريفلين، قوله إنّ القانون سيكون بمثابة إعلان حرب من قبل الدولة على المسلمين في إسرائيل، وعلى المسلمين في العالم قاطبة، ولفت التلفزيون إلى أنّ تطبيق القانون في جميع القرى والمجمعات والمدن العربية في البلاد وسيحتاج إلى قوات كبيرة من الشرطة، التي ستضطر إلى تفعيل القوة من أجل فرض القانون العنصريّ، الأمكر الذي سيزيد من الاحتكاكات والمظاهرات بين الشرطة الإسرائيليّة وبين فلسطينيي الداخل، الذين باتوا يُشكّلون خمس سكان الدولة العبريّة (حوالي مليون وـ20 ألف مواطن فلسطينيّ.
إزعاج بلد بكامله
وكانت عضو الكنيست الإسرائيلي اليمينية المتطرفة انستاسيا ميخائيلي من حزب (يسرائيل بيتيون) قد قدّمت اقتراحًا لسن قانون في الكنيست لمنع رفع أصوات الأذان في مدينة الناصرة والعفولة والأماكن التي تحيطها البلدات اليهودية وذلك في أوقات معينة من اليوم كوقت أذان الفجر إذ ادعت المتطرفة أنه يقض مضاجع السكان اليهود إذ انه يرتفع في وقت مبكر من اليوم.
وأكدت المتطرفة في تصريحها أنها وضعت الأمر على سلم أولوياتها وستعمل جاهدة من اجل إقرار الكنيست لقانون يحظر استخدام المكبرات بتاتاً بشرط أن يرفق ذلك بغرامات مالية لكل من يخالف القوانين، وأضافت أن هنالك العديد من غير المسلمين الذين يعيشون في البلدات والذين يتعرضون إلى إزعاج شديد من أصوات ارتفاع الأذان المبكر، كما قالت: على رجال الدين المسلمين أن يبحثوا عن طريقة أخرى لدعوة الناس للصلاة، إذ انه لا يمكن إزعاج بلد بكامله يقطنه الصغار والكبار والمسنون من اجل دعوة عشرة إفراد للصلاة، إذ أن هذا الأمر ينغص عليهم حياتهم (على السكان)، على حد تعبيرها، كما وصفته بقلة الذوق والوحشية والجرأة التي تتسم بالوقاحة.
إخراج المشروع إلى حيّز التنفيذ
وقالت ميخائيلي: نحن جميعاً نؤيد الحرية الدينية، ولكن هذا لا يجب أن يكون على حساب جودة الحياة لمئات الآلاف من اليهود الذين يعانون يومياً من صوت الأذان في وقت الفجر، فعلى رجال الدين المسلمين إيجاد طريقة أخرى لدعوة المصلين إلى الصلاة، وليس كما يتعاملون حالياً بطرق بدائية كعرض تحد.
وأضافت ميخائيلي: على العرب والمسلمين أن يعوا وان يدركوا أنهم لا يعيشون في دولة عربية، إنما في دولة متحضرة. وجاءت أقوالها خلال زيارة قامت بها إلى مدينة (نتسيرت عيليت)، التي يسكنها العرب أيضًا.
وخلال الزيارة قال رئيس البلدية، شيمعون غابسو، إنّه لن يسمح بأيّ حالٍ من الأحوال للعرب المسلمين القاطنين في المدينة من بناءٍ مسجدٍ، وقال في معرض ردّه على سؤال قال إنّه يُفضّل الموت على أنْ يرى مسجدا في نتسيرت عيليت، لافتًا إلى أنّه سيستعمل جميع صلاحياته القانونيّة لمنع بناء مسجد في المدينة، كما أنّه سيتوجه إلى النواب اليهود في الكنيست وإلى الوزارات الإسرائيليّة ذات الصلة لمنع إخراج المشروع إلى حيّز التنفيذ، على حد تعبيره.