د.وليد حداد:
اليهود يعتبرون المخدرات والكحول شرعيا ويتعاطونها ويشربونها بشكل علني عكس العرب
90 % من السجناء الجنائيين يتعاطون المخدرات الكيماوية من نوع هيراوين واكستازي وهي خطيرة ومكلفة
نسبة المواطنين العرب في البلاد 20% وحوالي 45% من السجناء الجنائيين هم من العرب و90% من السجناء الجنائيين العرب يتعاطون المخدرات
المخدرات والكحول هما خط استراتيجي لعالم الانحراف والجريمة والمجتمع يضع هذا الخط بالهامش لذلك علينا كسلطة مسؤولة وعلى لجنة المتابعة واعضاء الكنيست وجميع افراد المجتمع محاربة هذه الظاهرة
هناك 10 أدوات تسهل على الاهل والمقربين تمييز اذا كان الشاب أو الفتاة يتعاطيان المخدرات منها تغيير فجائي في علاقته مع أصدقائه واهمال المظهر الخارجي وعوارض صحية ( كالقحة)، الانزواء الخوف من العبث وتفخص اغراضه وكذلك غرفته
12% من الشباب العرب يتعاطون المخدرات وهو ارتفاع حاد مقارنة بالسنوات الماضية فالفارق والنسب في ازدياد
12% من الطلاب العرب تعاطوا المخدرات لمرة واحدة مقابل 9% عند الطلاب اليهود و25%من الشبيبة العرب يشربون الكحول
9% من الشباب العرب يتعاطون المخدرات الكيماوية من نوع هيراوين واكستازي وهي خطيرة ومكلفة
نسبة الفتيات المتعاطيات للكحول والمخدرات هي 4.5% وهذه نسبة عالية وظاهرة خطيرة أيضا، كون تعامل المجتمع مع الفتيات العربيات يكون بموجب طريقة محافظة أكثر
نشرت مؤخرا سلطة مكافحة المخدرات والكحول في اسرائيل نتائج أخر بحث حول المواد التي تؤثر على الجسم وفاعليته كالمخدرات والكحول في المجتمع العربي، والتي أشارت الى ارتفاع حاد في نسبة الشباب العرب الذين يتعاطون المخدرات ويشربون الكحول، وتفوق نسبتهم عن الشباب اليهود.
ويقام البحث مرة كل أربع سنوات على صعيد الدولة، وهو بحث خاص بالوسط العربي، شمل 883 تلميذا بالمرحلة الاعدادية والثانوية بين الصف التاسع حتى الثاني عشر، اضافة الى 263 معلما ومستشارا تربويا جميعهم عرب من شمال ووسط وجنوب البلاد، من جميع الديانات.
وأشار البحث ان 40% من الطلاب العرب و45% من موظفي التربية يرون بظاهرة تعاطي المخدرات والكحول بالخطيرة على الرغم من اختلاف نظرة الشباب اليهود لذلك، وان 15% الى 20% من الطلاب أكدوا انهم يعرفون مراكز المساعدة لمنع تعاطي المخدرات والكحول.
وفي احصاء للخط الساخن في سلطة مكافحة المخدرات والكحول تبين ان نسبة المدمنين من الصف العاشر أعلى من الصف التاسع، وكذلك نسبة التعاطي والادمان في المدن المختلطة أعلى من المدن والقرى العربية غير المختلطة. وأشار البحث أن معظم المعلمين والمستشارين يرون أن الطلاب يعتبرون أهلهم المصدر الاول لمساعدتهم في حل الازمة خاصة عند البنات.
صورة توضيحية
وفي حديث مع د.وليد حداد وهو محاضر في كلية الجليل الغربي في عكا، ورئيس قسم مساقي الادمان ومفتش عام في سلطة مكافحة المخدرات والكحول للمجتمع العربي حول نتائج البحث قال:"يجرى البحث بمعدل أربع سنوات، وقد صدرت نتائج خطيرة جدا تشير الى تعاطي 12% من الشباب العرب وهو ارتفاع حاد مقارنة بالسنوات الماضية، فالفارق والنسب في ازدياد. وتبين أن 12% من الطلاب العرب تعاطوا المخدرات لمرة واحدة مقابل 9% عند الطلاب اليهود، و25%من الشبيبة العرب يشربون الكحول. وتبين أن 9% من الشباب العرب يتعاطون المخدرات الكيماوية من نوع هيراوين واكستازي وهي خطيرة ومكلفة".
البحث اشار الى أن 50% من المجتمع اليهودي يتعاطى بينما نسبة الذين يتعاطون في المجتمع العربي 12% والسؤال لماذا نسبة العرب أعلى؟
د. حداد : صحيح ان 50% من الشبيبة اليهود ( 12 الى 18 عاما، يشربون الكحول)، ولكنهم يختلفون عنا حيث أن نسبة العرب في البلاد أقل من نسبة اليهود، ونحن أقلية ومع هذا 12% من الشبيبة العرب يتعاطون، والفرق الثاني ان اليهود يعتبرون المخدرات والكحول شرعيا ويتعاطونه ويشربونه بشكل علني، عكس العرب. وهذه النتائج تشير الى ان هناك انحارفا اجتماعيا ومتمردا في المجتمع العربي، فالمجتمع العربي يحرم تعاطي المخدرات وشرب الكحول، بموجب الحضارة والدين والاعراف الاجتماعية، وهذه النسب أكدت ان المجتمع ينزلق نحو الهاوية"
ما هي نتائج هذه الظاهرة؟
د.حداد: نتائج شرب الكحول وتعاطي المخدرات وخيمة، فالظواهر الاجرامية تزداد. الامران مرتبطان، ولا يمكن السكوت على ذلك، وعلينا العمل بجد لكبح الظاهرة، وبالتالي تجنب تفشي ظاهرة الجريمة والعنف في مجتمعنا، فالعرب نسبتهم أعلى بكل ما يتعلق بعالم الجريمة، فحوالي 90% من السجناء الجنائيين العرب يتعاطون المخدرات، حيث ان هناك 45% من السجناء الجنائيين العرب، فيما أن نسبة المواطنين العرب في البلاد 20%، وللأسف الشديد ملف المخدرات في الوسط العربي مهمل.
كسلطة مسؤولة ما هي الخطوات التي ستقومون بها للحد من التعاطي بين أوساط الشبيبة؟
د. حداد: توجد 3 ركائز هي المسؤولة عن مكافحة المخدرات والكحول وهي السلطة المركزية والسلطة المحلية وجمهور الهدف، فهناك تقصير واضح من الحكومة ووزارة الرفاه يعمق من هذه الظاهرة، فالنقص المتعمد في السلطات المحلية وعدم وجود ميزانيات للمساعدة في مكافحة المخدرات، فالازمة خانقة حيث ان 80% من السلطات المعينة اما لجان معينة أو يتم تعيين محاسب مرافق، وبالتالي يؤدي الى تقليصات في ميزانية التربية والرفاه الاجتماعي، وهم يتعمدون بذلك. فالمواطن يتذمر اذا تم التقصير بالخدمات الاساسية كالنظافة وغيرها ولكن لا ينتقد عدم وجود برامج توعية لمكافحة الظواهر الخطيرة، أو المعظم لا يشعر بتقليص الميزانيات.
في أي منطقة سكنية عربية أعلى نسبة ادمان؟ وما هي نسبة الفتيات؟
د. حداد: بموجب السرية في عملنا، يمنع تحديد البلدات التي تسجل فيها نسبة تعاطي أعلى بلدة اعلى بين أوساط الشبيبة، ولكن النسبة العالية تسجل في المدن المختلطة مقارنة بالقرى وذلك لسهولة انتشارها، ففي القرى يسهل التعرف أكثر على الناس المتعاطين من خلال عدة نقاط وهناك ترابط بالعلاقات أكثر وبالتالي العمل على المثل الشائع :" قل لي من تعاشر أقل لك من أنت"، والابتعاد عن السوء وتجنب التدهور في عالم الكحول والمخدرات. إن نسبة الفتيات المتعاطيات للكحول والمخدرات هي 4.5% وهذه نسبة عالية وظاهرة خطيرة أيضا، كون تعامل المجتمع مع الفتيات العربيات يكون بموجب طريقة محافظة أكثر".
د.وليد حداد
قلت سابقا بأنه يسهل التعرف على المدمنيين كيف؟ وما هي المؤشرات؟
د. حداد: هناك 10 أدوات تسهل على الاهل والمقربين تمييز اذا كان الشاب أو الفتاة يتعاطيان المخدرات منها، تغيير فجائي في علاقته مع أصدقائه، اهمال المظهر الخارجي، عوارض صحية ( كالقحة)، الانزواء، الخوف من العبث وتفخص اغراضه وكذلك غرفته، الطلبات المادية( اختفاء نقود وازدياد المصروف)، استعمال لغة ومصطلحات غريبة خلال مكالماته الهاتفية، الاختفاء كثيرا عن الاعين وخارج البيت، عدم التركيز خلال الحديث، الاحمرار بملامح الوجه.
من هو المسؤول الاول عن الادمان؟؟ الاهل؟؟
د. حداد : التربية الحديثة لعبت دورا سلبيا في مجتمعنا، و80% من حالات اقدام الشباب على عالم المخدرات والكحول يتحمل مسؤوليتها الاهل، فعندما يسمح الاب لابنه في جيل المراهقة بتدخين السجائر والمخدرات، وعدم متابعة تصرفاته ومراقبته بشكل يومي، مع كل المخاطر الحياتية فهم يدفعون بأبنائهم نحو هذا العالم بطريقة غير مباشرة، وحتى اثناء رحلة علاج المدمن، الاهل غير مستعدين لمتابعة حالات الابناء، ولا يشاركون في برامج الوقاية، فالمستشاريين التربويين مركزا هاما لحل الازمات وبصورة سرية.
ما هو عدد مراكز الفطام في الوسط العربي؟
د. حداد: هناك مركزان وهما في مدينة طمرة ومدينة الطيبة حيث يتم علاج الادمان الجسدي لمدة سنة، باللغة العربية، وبصورة سرية، وهناك مراكز فطام بالوسط اليهودي، تستقبل المدمنيين العرب، حتى ان معظم العمال بهذه المراكز هم من الاكادميين العرب.
في حال رفض المدمن التوجه لمركز فطام؟ هل يتم اجباره بالقوة؟
د.حداد: لا يوجد علاج اجباري، هناك قسم الخدمات الاجتماعية حيث يتم التوجه بطريقة فردية واقناع المدمن للعلاج، كون ذلك في مصلحته ومصلحة عائلته، وأنا خلال فترة عملي منذ 20 عاما أعرف جيدا، ان المدمن يسعى لمساعدة نفسه بالمركز الاول للفطام.
رسالة اخيرة ...
د. حداد: المخدرات والكحول هما خط استراتيجي لعالم الانحراف، والجريمة، والمجتمع يضع هذا الخط في الهامش، لذلك علينا كسلطة مسؤولة وعلى لجنة المتابعة واعضاء الكنيست وجميع افراد المجتمع محاربة هذه الظاهرة، وهذا اضعف الايمان للحفاظ على مجتمعنا.