بشرى عواد:

بدأت الفكرة عندما انكشفت المجموعة للمصطلحات الاقتصادية وبدأنا نناقش مواضيع اقتصادية تخصّ النساء في عرابة

طرحنا أسئلة عديدة على مديري الأقسام المختلفة لنكتشف أنه لم يتمّ تخصيص أيّة ميزانية لمشاريع وفعاليات تخصّ النساء في البلدة

عمل النادي النسائيّ في عرابه قرابة 3 سنوات وكان التحدّي الأكبر هو الحصول على الدعم الماديّ لتطوير خدمات النادي وتلبية الاحتياجات

عُقدت صباح يوم الاثنين، 2011/11/19، في مركز محمود درويش الثقافي في عرابة، طاولة مستديرة بعنوان "نساء من أجل ميزانية عادلة في السلطات المحلية العربية- التحدّيات والتغيير المنشود"، ويأتي ذلك ضمن مشروع "نساء من أجل ميزانية عادلة في السلطات المحلية العربية"، الذي تنظّمه جمعية كيان بالشراكة مع مركز أدفا، مجموعة نساء عرّابة من أجل التغيير والمجلس المحلي في عرابة.



هدفت الطاولة المستديرة في عرابة إلى عرض المشروع وسيرورة العمل المحلية فيه، بما في ذلك عرض نتائج الدراسة والفحص الميدانيّ المتعلقين بميزانية المجلس، كما تمّ عرض توصيات المجموعة النسائية التي تمّ تقديمها إلى المجلس المحلي، والتي تهدف إلى إدراج الرؤية الجندرية في منظومات العمل المختلفة من أجل توفير احتياجات المرأة في القرية والرفع من مكانتها. وطالبت المجموعة في عرّابة المجلس المحلي بتخصيص ميزانية سنوية لدعم العمل النسائيّ، كجزء لا يتجزّأ من الميزانية العامة، وتوظيف الخبرة المحلية في موضوع العمل النسائي لإدارة الميزانيّة المخصّصة من خلال لجنة تخطيط تعمل بمرافقة قسم العمل الجماهيري في كيان. ولفتت الانتباه تلك التوصية المتعلّقة بتشكيل لجان بلدية لرفع مكانة المرأة في المجلس المحلّي، والتي من شأنها أن تعمل على إدراج الرؤية الجندرية في منظومات العمل المختلفة بهدف تدعيم الحساسية الجندرية ورفع مكانة المرأة، وتعتبر هذه التوصية سابقة في مجتمعنا العربيّ. كما أوصت المجموعة بتعيين مركزة للنادي النسائيّ تعمل وفقًا للمعايير المتبعة في المجلس المحلي، وتؤدّي مهمّة إدارة الفعاليات المختلفة بالتعاون مع مجموعة الناشطات، وهو ما سيتيح تطوير العمل في النادي النسائيّ ومنهجة البرامج بشكل مهنيّ.

التغيير المجتمعي
شارك في الندوة كلّ من رئيس مجلس عرابة المحلي، السيد عمر نصار، مدير قسم الخدمات الاجتماعية السيد خالد شلش، مدير قسم الهندسة السيد تميم سعدي، ممثل لجنة أولياء الامور السيد منير كناعنة، الناشطات في مجموعة نساء من أجل التغيير المجتمعيّ، ومن بينهنّ السيّدة بشرى عواد، تمام شلش وروز خطبه، كما شاركت السيدة ريم زعبي أبو إسحق، مركزة المشروع قي جمعية كيان ومركز أدفا.
وتعتبر الطاولة المستديرة إنجاز غير مسبوق لمجموعة نساء عرابة من اجل التغيير حيث تبنى رئيس المجلس التوصية الاولى المتعلقة بتخصيص الميزانية السنوية لدعم العمل النسائي في عرابة. كما وتبنى التوصيات المتعلقة بتعيين لجان إحداها تعمل على التخطيط وإدارة المشاريع وأخرى لجنة بلدية تعنى برفع مكانة المرأة، من خلال العمل المباشر مع الأقسام ومرافق المجلس المحلي. اما بالنسبة للتوصيات الاخرى فقد وعد رئيس المجلس بمتابعة دراستها مقابل الهيئات المختصة .

توصيات
بالاضافة الى ذلك اعلن رئيس المجلس انه سيقوم بعرض التوصيات ومشروع الميزانية المقترح في المؤتمر السنوي لدراسة الميزانية المعدة لسنة ٢٠١٢ وذلك يوم الخميس المقبل الموافق ٢٢١٢. حيث سيتم المصادقة على الميزانية ومن بينها البند الخاص بالعمل النسائي وفقا لمقترح مجموعة نساء من أجل ميزانية عادلة في السلطات المحلية.
ويجدر بالذكر أنه كانت قد عقدت ندوة مشابهة في يافة الناصرة، الأسبوع المنصرم، تمثل هي الأخرى نتاج عمل مكثف ومتواصل منذ بداية العامّ، وكانت قد اكتسبت فيه النساء المعارف، المهارات والأدوات الضرورية لوضع موضوع الميزانيّة والنظم المحلية على أجندة عمل المجلس المحلي.
وفي حديث مع السيّدة ريم زعبي أبو إسحق، مركزة المشروع في جمعية كيان ذكرت قائلة: "نحن في كيان نرى أنّ الهدف الأساسيّ من وراء مشروع نساء من أجل ميزانية عادلة في السلطات المحلية هو زيادة مشاركة النساء في سيرورة اتخاذ القرارات والتأثير على نوع وصيغة الخدمات التي يقدّمها المجلس المحليّ باعتباره المؤسّسة الخدماتيّة الأكثر انخراطًا في الحياة العامة".

مناقشة مواضيع الإقتصاد
وحول الصعوبات في بداية الطريق تحدّثت السيدة بشرى عواد، الناشطة في مجموعة نساء عرّابة، قائلة: " بدأت الفكرة عندما انكشفت المجموعة للمصطلحات الاقتصادية وبدأنا نناقش مواضيع اقتصادية تخصّ النساء في عرابة، ثمّ توجّهنا للمجلس وطرحنا أسئلة عديدة على مديري الأقسام المختلفة لنكتشف أنه لم يتمّ تخصيص أيّة ميزانية لمشاريع وفعاليات تخصّ النساء في البلدة، رغم الحاجة المرصودة في الحقل منذ سنوات. لقد عمل النادي النسائيّ في عرابه قرابة 3 سنوات، وكان التحدّي الأكبر هو الحصول على الدعم الماديّ لتطوير خدمات النادي وتلبية الاحتياجات".
وقالت السيّدة تمام شلش، وهي عضوة في مجموعة نساء عرابة من أجل التغيير: "علينا أن نبدأ بشيء محدّد حتى نضمن الاستمرار، فالمطالبات العامة من الصّعب تحقيقها، أما الأخرى المحددة والمدروسة فهناك أمل كبير في أن يتم إدراجها ضمن الميزانية، خاصةً وأنّ قوتنا تكمن في كوننا مجموعة نسائية فعالة في البلدة، وتوجّهنا للمجلس لا يعتبر توجهًا فرديًّا، بل هو توجّه من أجل جمهور النساء ككلّ في البلدة".

دراسة الميزانية
من خلال الخوض في موضوع الميزانية المحلية ومركباتها وما ينطوي عليها من معلومات قانونية وعملية، بادرت مجموعات الناشطات في المشروع، بالتعاون مع تنظيم كيان، إلى تدعيم الشراكة مع المجلس المحلي وتوثيق العلاقة والتواصل مع مديري الأقسام ومتّخذي القرارات، ثمّ قامت المجموعات ببلورة مشروع ميزانية مقترح يسعى إلى إحداث تغيير ضمن إطار الميزانية المحلية.
وحول أهميّة التعاون بين الناشطات والمجلس المحليّ عقب السيّد عمر واكد، رئيس مجلس عرابة المحلي، قائلاً: "إنّ توجه النساء الناشطات إلى المجلس ودراستهنّ الميزانية، هما خطوة مباركة، فالمجلس يرحّب بكل مواطن يرغب في دراسة الميزانية وتقديم اقتراحات تعود بالفائدة على البلدة، لأنّ توجّهات من هذا النوع تساعدنا على اكتشاف حاجات وطلبات النساء في عرّابة وتخصيص ميزانيّة لتحقيق هذه الطلبات".
وأضاف السيّد واكد مؤكّدًا على تطبيق هذا التوجّه على أرض الواقع قائلاً: " بعد أن تمّ اللقاء مع مندوبات كيان ومجموعة النساء الممثلات لنادي النساء في البلدة وتعرّفهنّ على أقسام المجلس، تمّ الاتفاق على أن تقدّم مجموعة النساء اقتراحات عينية لتتمّ دراستها وطرحها على مديري الأقسام في المجلس، خاصةً الآن ونحن بصدد إعداد ميزانية العام 2012، وبهذا فسيتمّ أخذ اقتراحات النساء الملائمة بالاعتبار".
وفي نهاية الطاولة المستديرة أكدت السيدة ريم زعبي على أهميّة متابعة المشروع والتزام جميع الأطراف المعنيّة بالمتفق عليه من توصيات والتي تمّ عرضها في الطاولة المستديرة، وأضافت: "تعتبر توصيات مجموعة نساء عرّابة من أجل التغيير بالغة الأهمية لأنّها تجيب عن أحد أكثر التحدّيات صعوبة التي تواجه العمل النسائيّ ليس في عرابة فحسب، وإنّما في جميع البلدات العربية. لذا، ستتمّ متابعة العمل في قرى ومدن عربية أخرى من خلال منتدى جسور النسائيّ القطريّ في كيان، ومن خلال بناء شراكات مع السّلطات المحليّة العربية المختلفة".