هل نجحت الأنظمة العربية؟/ بقلم: طه دخل الله عبد الرحمن

طه دخل الله عبد الرحمن في مقاله:
أين هو النظام السياسي العربي أمام الذي يحدث في فلسطين وسائر العالم العربي؟
بعد الذي حدث لا مجال للسلام أو للتطبيع فثمة أوهام لذا فالنظام العربي الحاكم ينبغي أن يسعى لمشروع استنهاض الذات العربية
أغلبية الأنظمة العربية تقف موقف المتفرج غير المتفاعل مع الذي يحدث في من مجازر ودمار وكأن مسألة الأمن القومي العربي مسألة عفا عنها الزمن
هل نجحت الأنظمة العربية ؟؟ إن الأنظمة العربية مجبرة اليوم أكثر بأن تؤمن بأن مصدر قوتها ونجاحها يتمثل فى ضرورة العمل والتعاون العربي المشترك ، وهذه حقيقة لا يمكن الاستغناء عنها تحت أي ظرف وإلا فالسؤال المطروح الآن أين هو النظام السياسي العربي أمام الذي يحدث في فلسطين وسائر العالم العربي ؟ وتساؤلات عديدة تبحث عن إجابة ، فهل نجحت الأنظمة العربية في بناء نفسها لمواجهة أعدائها ؟ فأغلبية الأنظمة العربية تقف موقف المتفرج غير المتفاعل مع الذي يحدث في من مجازر ودمار وكأن مسألة الأمن القومي العربي مسألة عفا عنها الزمن في حين أن ألأمن القومي لا يقوم إلا بقوة عربية تؤمن بشرعية المقاومة والانتفاضة واستثمار الأموال العربية ومواجهة إستراتيجية التفكيك والتجزئة .. فأمام كل الأحداث المريعة والتي تحدث بشكل يومي تبرز الحاجة إلى وقف تلك المجازر التي يذبح العرب فيها بصورة علانية ..
وقف المجازر
فالعدوان الإسرائيلي والاحتلال الأمريكي هو تجاهل لكل المواثيق والأعراف الدولية ، لذا فالسبيل لوقف تلك المجازر العلنية يكمن في جدوى امتلاك الأنظمة العربية مصدر قوتها وهو السعي لقيام الوحدة العربية لأنها أحلام الشعوب ومصير الأمة ومصدر القوة ولأننا نمتلك المقومات من ديانة وثقافة وحضارة واحدة . بالإضافة إلى ذلك ضرورة إيقاف تدفق الجنود الأجنبية الواردة على الوطن العربي ولتسقط معها كل الحجج السخيفة تحت مسميات الدفاع العربي المشترك أو حتى مسميات التحرير وإحلال الديمقراطية ومكافحة الإرهاب .. هذا بالإضافة إلى اعتبار فلسطين قضية عامة قومية عادلة فلا يجوز تركها في جانب أحادي لأنه عند صمتنا عما يحدث لها فإننا سنفرض واقع لا مفر منه في المنطقة العربية بحجة التطبيع والذي هو في أصله تركيع ، فلا يوجد مجال لسلام طبيعي مع إسرائيل . لأن عبر سلامها المزعوم تسعى إسرائيل إلى إعادة ترتيب المنطقة وفقا لمزاجها السياسي ، لذا فإن الضرورة تحتم بأن نواجه إسرائيل بالمقاطعة وهي مهمة تاريخية ينبغي أن تتولاها الشعوب العربية لأن في جوهر تلك المقاطعة الحفاظ على كرامة الأمة.
لا مجال للسلام
إن بعد الذي حدث لا مجال للسلام أو للتطبيع فثمة أوهام لذا فالنظام العربي الحاكم ينبغي أن يسعى لمشروع استنهاض الذات العربية وذلك لا يكون إلا بضرورة المواجهة الجادة بالرد على تلك المجازر بالمقاطعة وإلا فقد يصبح النظام العربي نظام محكوم هو في الأصل ضحية لنظام دولي جديد لذا هذه دعوة إلى إحياء الأنظمة العربية عبر التغلب على أزماتها ومحاولة الالتفاف نحو الدائرة العربية الواحدة وإلا سيبقى السؤال مطروح إلى متى سيبقى العرب مجرد شاهد غير عادل على العصر ومتى سيتحول إلى مرحلة الفعل التاريخي الجاد ؟! متى !!
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il