د. الياس باشا أخصائي الأمراض التناسلية وأمراض معدية:
أزواج الأشخاص المرضى يواجهون خطرًا للإصابة بأمراضهم
القبلة الساخنة تتسبّب في انتقال عدوى الفيروس الكبدي سي بين الأزواج
الحياة الزوجية ليست اشتراكًا في المشاعر والماديات فقط.. بل في المرض أيضًا
من الحقائق التي يبرزها العلم حول الحب، أن الوقوع في مشاعره يسبّب تغيّرات في الطبيعة الجنسية لدى الرجل والمرأة ، فالأشخاص الذين يعيشون حالة حب يكونون أكثر توترًا من غيرهم، مشيرين إلى أن المتزوجين الذين يربط بينهم الحب بقوة يتقاسمون ما هو أكثر من المنازل، إذ إنهم قد يصابون ببعض الأمراض المماثلة. الدكتور الياس باشا أخصائي الأمراض التناسلية وأمراض معدية يلقي الضوء الصحة العامة للزوجين من ناحية الأمراض المعدية التي يصابون بها من بعضهما البعض.
د.الياس باشا
شريك وشريكة الحياة يتقاسمان الأمراض بنسبة 70%
في بحث جديد ومفاجئ أشار باحثون بريطانيون، إلى أن الحياة الزوجية ليست مجرّد اشتراك في المشاعر والماديات، لكنها قسمة مشتركة من المادة والمرض، حيث أكد الباحثون أنه إذا كان أحد الزوجين، يعاني من الربو أو قرحة المعدة أو ارتفاع ضغط الدم، فلا شك أن الشريك أو شريكة الحياة سيتقاسم هذه الأمراض معه بنسبة 70%.، وبمفهوم آخر، إن أزواج الأشخاص الذين يعانون مرضًا معينًا يواجهون خطرًا متزايدًا للإصابة بهذا المرض.
بعد نشر نتائج هذه الدراسة تمّ الردّ عليها من بعض الخبراء بأن البيئة هي على الأرجح سبب إصابة الزوجين بالمرض نفسه، فالأشخاص المتزوجون يأكلون أنواع الطعام نفسها ويتعرّضون للمواد المسبّبة للحساسية نفسها. ويشتركون أحيانًا في نفس أنماط الممارسات الزوجية الساخنة، التي تساهم كل منها في الإصابة بالأمراض مثل الحساسية وارتفاع ضغط الدم وزيادة معدل الكوليسترول.
أزواج الوجبات السريعة وأزواج المدخنين يصابون بالأمراض نفسها
العلماء من جانبهم دلوا على صحة تفسيرهم بالتجربة العملية، التي أجريت على مجموعة من الأزواج، يفضلون تناول الوجبات السريعة بشكل دائم، ومجموعة أخرى يدخنون ولا يمارسون الرياضة، وتبيّن أن أزواج المجموعة الأولى اشتركوا في أمراض ارتفاع ضغط الدم ونسبة الكوليسترول، وتصلب الشرايين، بينما اشترك أزواج المجموعة الثانية في نفس الأمراض، وهو ما يؤكد أن السلوكيات الحياتية أو الغذائية تعدّ أحد المسبّبات الرئيسية لاشتراك الأزواج في الأمراض نفسها.
قبلة ساخنة كفيلة بنقل عدوى السرطان
وإذا كانت البيئة سببًا من أسباب انتقال الأمراض بين الأزواج، فهناك أمراض أخرى يشترك فيها الزوجان بسبب القبلات، وهذا ما أكدته دراسة أمريكية، أن من بين هذه الأمراض الفيروسات التي تؤدي إلى الإصابة بالسرطان، فإذا كان أحد الزوجين مصابًا بالسرطان فسوف ينقلها إلى الطرف الآخر مع القبلات. وتزداد الأمراض المنقولة خطورة مع القبلة، إذ أنها تتسبّب في انتقال عدوى الفيروس الكبدي الوبائي سي، الذي ينتقل من خلال الأسباب المتعارف عليها كالدم الملوث، إلا أن هناك أسبابًا أخرى يجهلها الكثيرون، وتسمى طرق الانتقال الأفقي، ومنها القبلة الساخنة، فقد يكون أحد الزوجين مصابًا بفيروس الكبدي الوبائي سي، ويعاني من التهابات وتهتك باللثة أو نزيف غير مرئي، ومن ثم ينتقل إلى الطرف السليم.
ولقد اكتشف الباحثون أيضًا، أن المحبّين تقلّ لديهم مستويات الهرمونات الخاصة بالهدوء والاتزان النفسي، وقد يحدث ما يقرب من التشابه الهرموني، حيث إن الرجال يصبحون أكثر تشبّهًا بالنساء عند المرور بحالة الحب، خصوصًا في القبلات الساخنة والعلاقة الجنسية، وكذلك النساء يصبحن أكثر تشبّهًا بالرجال عند مرورهن بالحالة نفسها، وينتج هذا من تقاسم التجارب معًا، ما يؤثر على مظهر وجهيهم.
صدمات العشاق تلحق أضرارًا بصحتهم
من جهة أخرى، حذرت دراسة حديثة أجراها علماء من جامعة إمبريال كوليدج في لندن، من أن الوقوع في الحب يمكن أن يلحق أضرارًا بالغة بصحة العاشقين، وأشارت إلى أن الصدمات التي يتعرّض لها العشاق يمكن أن تلحق أيضًا أضرارًا خطيرة طويلة الأجل بصحتهم. فأجسادنا تمرّ وعلى نحو مستمر بتخبطات كبيرة من العاطفة والحب، يترك بعضها آثارًا خطيرة تؤدي إلى توسع بؤبؤات أعيننا، وتعرّق راحات أيدينا على نحو مستمر، وتسريع دقات قلوبنا.
وتضيف الدراسة أن هناك ارتفاعًا كبيرًا في عدد الناس الذين يشتكون من أعراض مشابهة لمرض الأنفلونزا، بسبب الضغوط والشدّة الناجمة عن المشاكل العاطفية، وأن الرجال الأرامل هم أكثر بنسبة 50% عرضة للإصابة بمشاكل قلبية خطيرة بعد وفاة زوجاتهم.
عدوى الاكتئاب تنتقل بين الأزواج
إذا كان من الطبيعي انتقال الأمراض العضوية بين الأزواج، سواء بالقبلات أو من خلال العلاقة الجنسية، فكيف تنتقل الأمراض النفسية بين الأزواج؟
يجيب أطباء الاختصاص أن كل زوجين يتشاركان في الحب والمرض والألم والحزن، ومن ثم، فإن الحالة النفسية تؤثر إما بالسلب أو بالإيجاب على الحالة النفسية للطرف الآخر. فحينما يرى أحدهما الآخر حزينًا ومكتئبًا لأي سبب من الأسباب، ينتقل الشعور تلقائيًّا إلى الطرف الآخر، بسبب ضعف الموصلات العصبية في المخ والمسؤولة عن الشعور بالسعادة.
ومن جانب آخر يزداد إفراز هرمون " الدوبامين " المسؤول عن سوء الحالة النفسية والمزاجية للإنسان، ومن ثم يصبح الطريق متاحًا لانتقال الأمراض النفسية بين الزوجين. إلا أن الأمر لا يتوقف عند الأمراض النفسية وحدها، لكن خطورته تمتد لأبعد من ذلك، متمثلة في الأمراض النفسجسمية أو التي تبدأ بالنفس وتنتهي بعلة الجسد، مثل القولون العصبي وقرحة المعدة، وبشكل عام ووفقًا لأحدث دراسات مركز الدراسات الصحية للأسرة في أمريكا، فإن الزواج يسبب المتاعب للرجل الأكثر تأثرًا.