الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 03:02

سيف موجه الى رقابنا – بقلم: يوسف شداد رئيس تحرير موقع العرب

يوسف شداد -
نُشر: 21/01/12 11:47,  حُتلن: 12:10

يوسف شداد رئيس تحرير موقع العرب في مقاله:

قد تدين عزيزي القارئ الحكومة والسلطات المحلية في أوضاع شوارعنا وقد تبرئها لا أدري وقد تلقي باللائمة على من تريده ولكنك قد تنسى أمرا مهما وهو أن تدين نفسك أولا وقبل كل شيء

لقد تحولت حوادث الطرق الى لائحة اتهام بحق مجتمعنا وأصبحت كالسيف الموجه الى رقبة كل منا لا ندري متى يقطعها

كلنا يخرج من بيته ولا يعلم هل سيعود الى والده وأمه وزوجته وأبنائه وأحبابه

لقد أصبح الخروج من المنزل للسفر بالسيارة كمن يغادر للحرب ولا يعلم هل سيعود حيا أم ميتا؟

السواقة تربية وأخلاق وأدب فكما نربي أبناءنا الا يحملون سكينا أو يشتمون وأن يكونوا عقلاء متريثين ومهذبين يجب أن نربيهم على السواقة المتمهلة من الصغر

لا يعقل ان نكون مهددين بالموت لمجرد أننا خرجنا من بيوتنا ولمجرد أن هناك سائقا متهورا يريد استعراض جنونه على الشارع!

كما نعلم أطفالنا تركيب "الليغو" و"البازل" و"الهيلو كيتي" يجب إيجاد طرق وأساليب لتربيتهم على السواقة الحذرة الآمنة وان نغرس بأولادنا آداب السواقة والطريق العام كما غرسنا آداب التعامل وآداب المائدة وغيرها

لقد وصل مجتمعنا الى اسفل نقطة في سلم اخلاق السواقة وهي نقطة اللا أخلاق وللأسف من يقودون سياراتهم بناء على أخلاقهم هم قلائل

عدم احترام قوانين السير والشارات المرورية الصغيرة والعربدة في الشارع والزمامير "وفرك العجلات" واستعراضات السرعة وشكل الجلوس على كرسي القيادة والعيون التي يطل منها الشر من وجوه الكثير من السائقين وأولئك الذين يركبون سيارات ضخمة وفخمة ويعتقدون انه يحق لهم ما لا يحق للناس وعابري السبيل والسائقين الاخرين

لأنني مستاء ومقهور من كثرة القتلى على شوارع البلاد قررت أن أكتب هذه الكلمة القصيرة. لا أدري ربما وقلمي يكتب هذه الكلمات يكون حادثا آخر قد أوقع قتلى وجرحى وتكون دماء سائلة على الشارع والرصيف، ويكون دوي الإسعاف مسموعا في كل مكان، وطواقم الإنقاذ في طريقها لتخليص عالقين بداخل سيارة محطمة جراء اصطدام عنيف في أحد شوارع البلاد.
قد تدين عزيزي القارئ الحكومة والسلطات المحلية في أوضاع شوارعنا وقد تبرئها لا أدري، وقد تلقي باللائمة على من تريده وتنتقد وتصرخ من شدة ألمك وحسرتك، وتحتج وتطالب وتسأل لماذا؟ ولكنك قد تنسى أمرا مهما وهو أن تدين نفسك أولا وقبل كل شيء.
لقد تحولت حوادث الطرق الى لائحة اتهام بحق مجتمعنا، وأصبحت كالسيف الموجه الى رقبة كل منا لا ندري متى يقطعها. كلنا يخرج من بيته ولا يعلم هل سيعود الى والده وأمه وزوجته وأبنائه وأحبابه. لقد أصبح الخروج من المنزل للسفر بالسيارة كمن يغادر للحرب ولا يعلم هل سيعود حيا أم ميتا؟. أقول لائحة اتهام لأن السواقة تربية وأخلاق وأدب، فكما نربي أبناءنا الا يحملون سكينا أو يشتمون وأن يكونوا عقلاء متريثين ومهذبين، يجب أن نربيهم على السواقة المتمهلة من الصغر.

السواقة الحذرة الآمنة
فكما نعلم أطفالنا تركيب "الليغو" و"البازل" و"الهيلو كيتي" يجب إيجاد طرق وأساليب لتربيتهم على السواقة الحذرة الآمنة، وان نغرس بأولادنا آداب السواقة والطريق العام كما غرسنا آداب التعامل وآداب المائدة وغيرها.

يجب ان نعمق بداخلهم خطورة السيارة التي تحولت لأداة مشروعة للقتل!، والبحث عن طرق إما من خلال علوم التربية والمجتمع، أو من خلال مواضيع تربية خاصة في السلوك وردود الفعل في الحياة اليومية، تدرج في المنهاج الدراسي ردا على آلة القتل المستمرة في الشارع.

فالمقود هو قلبك النابض عندما تقود السيارة، يفضحك بهدوئك وعصبيتك وجنونك، وقد ينقذ الناس إذا كنت حكيما وهادئا وقد يقتلها إذا كنت طائشا. يجب التعامل مع حوادث الطرق بسياسة المكافحة. فكما نكافح السموم والمخدرات بأشكالها والعنف والقتل، يجب على المؤسسات التربوية في مجتمعنا مكافحة حوادث الطرق. لا يعقل ان نسمح لهذه الفوضى أن تدب!!. لا يعقل ان نكون مهددين بالموت لمجرد أننا خرجنا من بيوتنا ولمجرد أن هناك سائقا متهورا يريد استعراض جنونه على الشارع!
كلنا نخالف القانون ومن يقول لا فهو يضحك على نفسه. من منا لم يسرع؟ من منا لم يجتاز سيارة أخرى بخطورة؟ من منا لم يوقف سيارته في مكان غير معد لذلك لقضاء حاجة معينة لدقائق؟ من منا لم يشتم بقرار نفسه أو علنا سائقا آخر على طريقة قيادته للسيارة أو لارتكابه مخالفة شكلت خطورة على حياته وحياة من معه؟. من منا لم ينجو من حادث طرق وشكره ربه لأنه لم يصب؟. كلنا.

لقد وصل مجتمعنا الى اسفل نقطة في سلم اخلاق السواقة وهي نقطة اللا أخلاق. وللأسف من يقودون سياراتهم بناء على أخلاقهم هم قلائل. قد تكون نظرتي سوداوية لكن هذا هو الحال وهذا ما اراه تقريبا يوميا في الشارع، بدءا بعدم احترام قوانين السير والشارات المرورية الصغيرة، وانتهاء بالعربدة في الشارع والزمامير "وفرك العجلات" واستعراضات السرعة وشكل الجلوس على كرسي القيادة والعيون التي يطل منها الشر من وجوه الكثير من السائقين، ناهيك عن أولئك الذين يركبون سيارات ضخمة وفخمة ويعتقدون انه يحق لهم ما لا يحق للناس وعابري السبيل والسائقين الاخرين.

أرواح شبابنا تقطف تحت عجلات الموت
لقد كان هذا الأسبوع أليما وداميا كما في كل أسبوع تقريبا في مجتمعنا العربي، والسبب أرواح شبابنا التي تقطف تحت عجلات الموت في حوادث طرق أليمة تترك عائلات ثكلى مصابة وتعتصر من لوعة فراق ورودها الشباب.

على كل إنسان منا أن يتحمل مسؤولية حياة أخيه الإنسان عندما يصعد الى سيارته وألا يكون مستهترا بحياة الآخرين. فكما تشكل أنت أيها السائق المتهور خطرا على حياة الناس، هناك آخرون متهورون قد يشكلون خطرا على حياة والدك ووالدتك وأشقائك وزوجتك وأبنائك، ولذلك امام ضميرك على الأقل كن سائقا مسئولا لكي لا تكون سببا بموت أعزاء وأحباء الناس وسببا لمآسيهم وسهرهم في الليالي متألمين ودموعهم التي لا تجف.

أيها الآباء والأمهات سفراء التربية في مجتمعنا..عودوا لترتيب أوراقكم في بيوتكم مجددا ، اجلسوا مع أبنائكم وامنحوهم دعما معنويا ليكونوا كالمضادات أمام كل ما يستورده مجتمعنا من عادات ملوثة. اجتهدوا في تعريف السواقة وآدابها وخطورتها لأولادكم، واطرحوا أمثلة ونماذج حية لأناس فقدوا الغالي نتيجة للطيش والسرعة وقلة المسؤولية وجنون العظمى على الشارع.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il

مقالات متعلقة

.