محمد احمد الروسان في مقاله:
وجود القاذفات الإستراتيجية العملاقة بي 52 في قاعدة العيديد القطرية يعني وجود مخازن للرؤوس الحربية النووية غير التقليدية
خلفيات عمليات الابتزاز الأمريكي هذه الممنهجة لدول مجلس التعاون الخليجي تكمن عقب سخونة التصريحات المختلفة على خطوط العلاقات الأمريكية – الإيرانية
جولة سريعة وعبر زيارة عنكبوتيه الكترونية لموقع البنتاغون الأمريكي أو في وسائل الميديا الأمريكية المقربة منه نحصل على معلومات منشورة تفيد بأنّه تم عقد صفقة بيع طائرات اف 15 الأمريكية ومستلزماتها
في المعلومات، تجهد واشنطن دي سي، في العمل الممنهج والمستمر، للقيام بالمزيد من عمليات الابتزاز السياسي، والعسكري، والاقتصادي، والأمني – المخابراتي الأستخباري الأخطبوطي، لجلّ دول مجلس التعاون الخليجي لجهة دفعها، لكي تقوم بعمليات الشراء المتزايدة، من ترسانات الأسلحة الأمريكية، ذات التقنيات المتطورة والفضائية، وإن لجهة دفعها لتقديم المزيد والمزيد، من التسهيلات اللوجستية الشاملة والضرورية، لتمركز القوات الأمريكية فيها.
زيارة عنكبوتيه الكترونية
وفي جولة سريعة وعبر زيارة عنكبوتيه الكترونية، لموقع البنتاغون الأمريكي، أو في وسائل الميديا الأمريكية المقربة منه، نحصل على معلومات منشورة تفيد، بأنّه تم عقد صفقة بيع طائرات اف 15 الأمريكية ومستلزماتها، مع خبرائها ووحدات صيانتها المستقلة، مع بعض قطع الغيار الضرورية لعملها، بقيمة تبلغ أكثر من 35 مليار دولار أمريكي مع الرياض، مع نشر أكثر من 120 ألف جندي أمريكي إضافي في القواعد العسكرية الأمريكية، والتي تزخر بها وفيها، جغرافية بلدان مجلس التعاون الخليجي، في جزيرة العرب العاربة.
إنّ خلفيات عمليات الابتزاز الأمريكي هذه الممنهجة، لدول مجلس التعاون الخليجي، تكمن عقب سخونة التصريحات المختلفة، على خطوط العلاقات الأمريكية – الإيرانية، مع بدء المناورات العسكرية الإيرانية الأخيرة، مع تأكيدات إيرانية على القيام بمناورات عسكرية أخرى، في مضيق هرمز الاستراتيجي الشهر القادم – شهر شباط .
السلام والاستقرار العالمي
وتقول بعض المعلومات المنشورة، بأنّ واشنطن قد بعثت برسالة سريّة إلى إيران، وصفت فيها قيام إيران بإغلاق مضيق هرمز، بأنّه عمل غير مقبول ويهدد السلام والاستقرار العالمي، مع تأكيد واشنطن في رسالتها تلك، بأنّها لا ترغب في الدخول في مواجهة عسكرية مع طهران وضدّها، ولكن في حالة قامت طهران وأغلقت مضيق هرمز الاستراتيجي، فهذا يعني وقف تدفقات نفطية يومية، قدرها أكثر من 17 مليون برميل، مما يعني حرمان الاقتصاد الدولي من حوالي 22 % من موارده النفطية اليومية، مما يدفع واشنطن للتعاون مع حلفائها، من الفرنسيين، والبريطانيين، والألمانيين وغيرهم، لجهة القيام بالدخول في مواجهة عسكرية ضد إيران.
لذلك قامت الولايات المتحدة الأمريكية، بنشر أكثر من 26 ألف جندي إضافي، بجانب قواتها الموجودة في قواعدها العسكرية في دولة الكويت، مع إرسال المزيد من القطع العسكرية البحرية الأمريكية، لكي تتمركز في منطقة بحرية خليجية، مطلة على جنوب إيران، وعلى اعتبار أنّ واشنطن تتعامل مع الملف السوري والملف الإيراني كملف واحد دون فصل.
الطلب الإماراتي
وتجدر الإشارة هنا، إلى مسألة في غاية الأهمية وهي: قيام الرئيس باراك أوباما، بالمصادقة على الطلب الإماراتي، إزاء تزويدها بالقنابل الأمريكية الذكية الخارقة للتحصينات الأرضية – ( 700 قنبلة من نوع بانكر – باست من طراز 109BLU حيث وزن كل قنبلة 2000 رطل )- وبقيمة نقدية تتجاوز 35 مليون دولار أمريكي، مع العلم أنّ هذه القنابل سوف يتم استخدامها، بواسطة طائرات اف 16 والتي سبق لواشنطن، أن أقرتها لدولة الأمارات العربية المتحدة، ليصار إلى تزويدها بها، وهذه القنابل الخارقة الذكية، سوف تقوم دولة الأمارات العربية المتحدة، باستخدامها ضمن منظومات التوجيه الإلكتروني الجوي الأمريكي، بحيث تصل أهدافها من مسافة تزيد عن 27 كيلومتر، هذا وقد تم تسويق هذا الدعم العسكري الأمريكي تحت عنوان: تعزيز قدرات حلفاء واشنطن في المنطقة، لجهة القيام بالدفاع عن النفس، في مواجهة (فوبيا) تطور القدرات النووية الإيرانية. وتزامن هذا التزويد العسكري الأمريكي، لدولة الأمارات بطائرات اف 16 وبقنابل بانكر باست، مع تزويدات مستمرة لدولة الكيان الصهيوني بنفس هذه القدرات العسكرية، وهذا يشي بحقيقة واضحة للعيان، بأنّه إذا كانت هناك عملية عسكرية ما ضد إيران لاحقاً، فهي ستكون عملية عسكرية إسرائيلية – خليجية، وتحت المظلة الأمريكية، حيث الوسائط المستخدمة واحدة، ويتم توجيهها عبر منظومات التوجيه الإلكتروني الجوي الأمريكي .
توسيعات وتطويرات
تزامن كل ذلك أيضاً ، مع معلومات أخرى تفيد، بموافقة دولة قطر على توسيعات وتطويرات فنية وتقنية وأرضية، في قاعدة العيديد العسكرية الأمريكية فيها، مع توقيع الدوحة لعقود توسيع وتطوير، مدرج مطار قاعدة العيديد العسكرية الأمريكية مع البنتاغون، مما يتيح ذلك لواشنطن وضع سرب من طائرات بي – 52 القاذفة الإستراتيجية العملاقة، حيث الأخيرة تختص بعمليات القصف، بالقنابل النووية والكيماوية والجرثومية.
وتتحدث المعلومات، إنّ وجود القاذفات الإستراتيجية العملاقة بي 52 في قاعدة العيديد القطرية، يعني وجود مخازن للرؤوس الحربية النووية غير التقليدية، مع إمكانيات عسكرية لوجستية أخرى، تتيح لواشنطن نقل جزء مهم من ترسانتها العسكرية الإستراتيجية، إلى جلّ منطقة الخليج، وخاصة في قاعدة العيديد في الدوحة، وبالقرب من الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
استراتيجيات جديدة
إذاً، هناك استراتيجيات جديدة للولايات المتحدة الأمريكية، تتمثل في تعزيز قدراتها العسكرية ونشرها، في المناطق المتاخمة، لكل من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وجمهورية الصين الشعبية، والفدرالية الروسية، حيث تم بالفعل – كما تقول المعلومة – نشر أكثر من 1400 من المنصات الصاروخية في مناطق شرق أوروبا والقريبة من الحدود الروسية، مع رؤية أمريكية قديمة جديدة تتمثل: في صهر وإدماج الجمهورية الهنديّة ضمن، شبكات منظومات الدفاع الصاروخي الأمريكي، لكي يصار عند لحظة أممية ما، في استهداف إيران، وتهديد الصين، وتهديد روسيا الفدرالية، واستهداف و/ أو تهديد الباكستان، في حالة خروج الأخيرة أو محاولة خروجها، من دائرة النفوذ الأمريكي، والتوجه نحو التحالف مع الفدرالية الروسية والصين.
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il