الدكتور خاطر أكد أن القدس تعيش عزلة كبيرة على كل المستويات بما فيها الاعلام منذ عقود من الزمن وأن كثافة هذه العزلة شكلت الغطاء المطلوب لتهويد المدينة على كل الأصعدة
الدكتور حسن خاطر أعتبر أن مبادرة اتحاد المنتجين العرب للتضامن الاعلامي مع القدس في الثاني من مارس القادم تعد خطوة رائدة تفتح ابواب جديدة من التفاؤل وتبعث الامل في معنويات القدس والمقدسيين
الدكتور حسن خاطر: رغم أن السنوات الاخيرة شهدت تطورا ملموسا في العمل الاعلامي للقدس وولادة العديد من الفضائيات الجادة الا أن معظم هذا الحضور كان وما زال حضورا "اخباريا " وقليل من وسائل الاعلام التي تنتقي الموضوع وتختار المادة بناء على رؤية مسبقة مما سهل على الاحتلال الاستمرار في صناعة الخبر وتوجيه الاضواء بناء على حساباته ومخططاته
اعتبر الدكتور حسن خاطر الخبير في شؤون القدس أن مبادرة اتحاد المنتجين العرب للتضامن الاعلامي مع القدس في الثاني من مارس القادم تعد خطوة رائدة تفتح ابواب جديدة من التفاؤل وتبعث الامل في معنويات القدس والمقدسيين .
الدكتور حسن خاطر
وتساءل الدكتور خاطر إن كان يوما من التضامن الاعلامي يكفي لفك عزلة القدس ونصرتها في مواجهة عواصف التهويد التي لم تهدأ لحظة واحدة؟! واجاب : بكل تأكيد القدس تحتاج الى ايام كثيرة من التضامن والى تضافر قطاعات الامة كلها لتنصرها وتؤازرها في محنتها، ولكننا سننظر الى هذه المبادرة على أنها فاتحة "التضامن العربي" مع القدس، وندعو كافة القطاعات والاتحادات والقوى الى السير على هذا الطريق في اطلاق مبادرات وحملات عربية ودولية كل من موقعه وفي مجاله، معبرا عن تفاؤله في أن تكون هذه المبادرة هي بدايات ثمار الربيع العربي المبارك. وقال: "يبقى التساؤل: ماذا تريد القدس من يوم التضامن الاعلامي؟ وماذا يمكن للاعلام العربي أن يقدم للقدس في هذا اليوم؟"
"القدس تعيش عزلة كبيرة"
حيث أكد الدكتور خاطر أن القدس تعيش عزلة كبيرة على كل المستويات بما فيها الاعلام منذ عقود من الزمن، وأن كثافة هذه العزلة شكلت الغطاء المطلوب لتهويد المدينة على كل الأصعدة . وقال: "رغم أن السنوات الاخيرة شهدت تطورا ملموسا في العمل الاعلامي للقدس وولادة العديد من الفضائيات الجادة، الا أن معظم هذا الحضور كان وما زال حضورا "اخباريا " وقليل من وسائل الاعلام التي تنتقي الموضوع وتختار المادة بناء على رؤية مسبقة ، مما سهل على الاحتلال الاستمرار في صناعة الخبر وتوجيه الاضواء بناء على حساباته ومخططاته !
"ما يمكن الاهتمام به من قبل وسائل الاعلام"
وبخصوص ما يمكن الاهتمام به من قبل وسائل الاعلام في هذا اليوم قدم الدكتور خاطر المحاور والنقاط التالية :
1- ابراز البعد الديني والعقائدي للقدس وهو البعد الذي يمكن ان تَعبُر القدس من خلاله الى وجدان كل العرب والمسلمين في العالم اينما كانوا، وابراز هذا البعد سيكون بمثابة صمام الامان للقدس في الحاضر والمستقبل من عبث السياسيين واستهتار بعض القادة.
2- العمل على تتبع مخططات الاحتلال ومشاريعه التهويدية قبل تنفيذها ،والقيام بنشرها ومناقشتها وبيان اخطارها الامر الذي من شأنه أن يسهم في تحركات واجراءات قد تمنع او تعيق تنفيذها على الارض .
3- الاهتمام بالمواطن المقدسي وتتبع معاناته وهمومه وابرازه كبطل اسلامي وعربي يستحق الدعم والنصرة من اخوانه العرب والمسلمين ، واستنهاض الهمم من خلال قصص ومواقف التضحية والبطولة التي صنعت فعلا على يد الافراد والاسر .
4- تكثيف الاهتمام بالمقدسات الاسلامية والمسيحية والنقل المباشر لما يجري فيها في المناسبات الدينية وتسجيل برامج وندوات من داخلها ودعم الافلام الوثائقية المتعلقة بها ، ونشر الكتب والموسوعات والصور الخاصة بها ،وكذلك رصد وكشف ما تتعرض له من اعتداءات .
5- اعتماد اسلوب التحقيقات والتقارير المفصلة حول كل موضوع من المواضيع التي يتم تناولها حتى يتمكن المشاهد او القاريء العربي ان يفهم الموضوع فهما صحيحا وايجابيا ، وعدم الاستمرار في اتباع "الاسلوب الاخباري" المعمول به حاليا .
6- تشجيع الانتاج الاعلامي عن القدس وتوفير الميزانيات اللازمة لذلك وتبني المبادرات الفردية والمستقلة وتسهيل نشرها ، كل حسب تخصصه واهتمامه ، السينما ، الدراما، الوثائقي ،البرامج السياسية ، البرامج الدينية ، البرامج الاقتصادية ، التاريخية والتعليمية ...
7- على المستوى الفني والاداري لا بد من ان تحرص وسائل الاعلام العربية على ان يكون لها مكاتب او على الاقل ممثلين ومراسلين من داخل القدس ،لابقاء القدس دائما في قلب الحدث وامام اعين المشاهدين والقراء في العالم .
وبين الدكتور حسن خاطر ان هناك الكثير مما يمكن قوله تحت العناوين الانفة ، الا أن البداية في حد ذاتها تعد انجازا لا يستهان به ، وليس من الضروري ان تستحوذ الانطلاقة على كل التفاصيل، بل اننا نعول كثيرا على ما يبدعه التنافس الاعلامي الايجابي في هذا الميدان ...وما يهمنا حقا هو ان يدرك الاعلاميون العرب والمسلمون اهمية دورهم في نصرة القدس وفلسطين ،ليس فقط في الثاني من مارس وانما في كل يوم وفي كل لحظة من قبل ومن بعد.