الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 11:01

سخنين:ندوة سياسية بنادي التجمع الوطني بعنوان الثورات العربية والاسلاميين

من أمين بشير
نُشر: 26/01/12 17:18,  حُتلن: 18:44

المحاضرون أجابوا على اسئلة الحضور الذي تفاعل مع الندوة واعرب عن رضاه وطلب الاستمرار في مناقشة هذه القضايا الفكرية المهمة

الباحث مهند مصطفى:
الاسلام السياسي اليوم على مفترق طرق، فبعد 80 سنة كان الاخوان في المعارضة وتحت الملاحقة هم اليوم من سيحكم مصر وهو تغير لم يستوعبوه بعد، وهذا هو التحدي الاكبر

امين عام التجمع عوض عبد الفتاح:
التوليفة التي حصلت في تونس هي مباركة اذ حصل ائتلاف بين التيار الاسلامي ذو البعد الوطني مع التيار القومي اليساري الذي يعترف بثقافة الامة الاسلامية، وهذا ما يعول عليه لأن هذا التآلف بين هذين التيارين يضمن سلامة وحصانة الأمة

بمناسبة مرور سنة على الثورة المصرية عقدت في مقر التجمع في سخنين، نادي جمال عبد الناصر، ندوة ثقافية ضمن حملة التثقيف التي اقرتها اللجنة التثقيفية المنبثقة عن اللجنة المركزية، حضرها العشرات من اعضاء واصدقاء التجمع من سخنين ومنطقة البطوف، وكان موضوع الندوة آفاق الثورة المصرية خاصة على ضوء النتائج التي حققتها هذه الثورة، وصعود التيارات الاسلامية.

افتتح الندوة المحامي اياد خلايلة، سكرتير فرع التجمع في سخنين، الذي رحب بالحضور والمحاضرين، وطرح محاور المحاضرات والنقاش في الندوة.

الثورات والنظام السلطوي
الباحث مهند مصطفى، والذي قدم رسالة الدكتوراة بموضوع "الاسلام السياسي والتحول الديمقراطي في النظام السلطوي العربي" تطرق الى أن الباحثين توقعوا أن يكون التحول الديمقراطي في العالم العربي من داخل النظام السلطوي، كما حصل في دول امريكا اللاتينية، ولذلك تفجر الثورات العربية كان مفاجئا للباحثين، والأدبيات التي تطرقت لهذا الموضوع. ثم اشار مصطفى الى أن الثورات العربية هي أقل من ثورات تهدم النظام السلطوي وتخلق حالة قطيعة مع المرحلة البائدة، من الناحية السياسية، الاقتصادية والاجتماعية ، وأكثر من عملية إصلاح من داخل النظام مبيناً أوجه التشابه والخلاف بين الحراكين.


ظهور التيارات الاسلامية السياسية
المحور الثاني للمحاضرة كان حول الاسلام السياسي ومدرسة الاخوان المسلمين في مصر، ميزاتها الطبقية، وتطورها الفكري والتنظيمي، من أيام مؤسسها حسن البنا، الى فكر السيد قطب، الى تطورها وتغيرها ايام الفترة الناصرية حتى ايام فترة حكم حسني مبارك. واشار مصطفى الى أن حركة الاخوان ليست حركة ثورية، بل حركة براغماتية، ووصلت هذه البراغماتية اوجها في فترة حسني مبارك، اذ شاركوا في الانتخابات "المزورة" التي نظمها نظام مبارك، وحتى في انتخابات 2010 التي كان الهدف منها التجهيز للتوريث لجمال مبارك. وتطرق مصطفى إلى الحركات الاسلامية في شمال افريقيا وتونس خاصة، حيث ظهر الاسلام السياسي في السبعينات فقط، فيما تأسست حركة النهضة التونسية عام 1989، وما ميز شمال افريقيا هو وجود حركة سلفية اصلاحية، فكرية اكثر منها سياسية، وكان سؤالها الأساسي تجديد الدين والمجتمع وليس الدولة، فيما أن عند الاخوان السؤال الحاضر هو "الدولة". واختتم مصطفى المحاضرة بأن اشار الى أن الاسلام السياسي اليوم على مفترق طرق، فبعد 80 سنة كان الاخوان في المعارضة وتحت الملاحقة هم اليوم من سيحكم مصر، وهو تغير لم يستوعبوه بعد، وهذا هو التحدي الاكبر، مع انهم يناقشون منذ 30 سنة في ادبياتهم قضية الديمقراطية والتعددية والحريات، إلا أن موقعهم في السلطة سيظهر مدى قدرتهم على الوقوف امام هذا التحدي.

الثورا ت ليست ترتيب اميريكي
المحاضرة الثانية قدمها امين عام التجمع عوض عبد الفتاح، واكد أن تأثيرنا على هذه الثورات محدود جداً وحتى معدوم، ولكننا نستطيع أن نستفيد منها من التجارب ومن النتائج. ودحض عبد الفتاح المقولة التي تدعي بأن هذه الثورات هي ترتيب امريكي، وقال أن في ذلك اهانة للأمة العربية وتكريس لافكار استشراقية غربية، تعتبر الشعوب العربية شعوبا متخلفة غير قادرة على التقدم والتغيير وأخذ مصيرها بيدها. أتت هذه الثورات بعد ان وصلت الشعوب العربية الى مرحلة كفرت بطاقتها وقدرتها، ويجب التأكيد على ان ما حصل هو امر هائل غير صورة العربي الذي صوّر على انه مدمن على الخنوع والعبودية. اثبتت الشعوب العربية على أنها قادرة على التغيير وتأبى الذل والاستبداد، وقامت باسقاط نظام استبدادي مقيت، فالشعب ولد من جديد والفرد ولد من جديد، واصبح الشعب هو اللاعب الرئيسي، واصبح الشعب يقرر مصيره، بعد ان كان الدكتاتور يقرر بالنيابة عنه.

الثورات العربية إلى اين
وحول السؤال الى اين تتجه هذه الثورات؟ اجاب عبد الفتاح بأنه صعب التنبؤ، في تونس ومن ثم في مصر كان هناك اجماع وطني اسلامي يساري على اسقاط النظام، والحال تغير عندما انتقل الحراك الى ليبيا ومن ثم سوريا، حيث حصل الخلاف والتوتر بين القوى الوطنية والاسلامية واليسارية وحتى داخل كل من هذه التيارات. التوليفة التي حصلت في تونس هي مباركة، اذ حصل ائتلاف بين التيار الاسلامي ذو البعد الوطني مع التيار القومي اليساري الذي يعترف بثقافة الامة الاسلامية، وهذا ما يعول عليه، لأن هذا التآلف بين هذين التيارين يضمن سلامة وحصانة الأمة وكفيل بالانتقال بالأمة من استبداد سياسي واقتصادي الى نهضة اقتصادية وسياسية ويحقق شعار الثورة "عيش، حرية، عدالة اجتماعية" وبعد أن تتحصن الدولة تستطيع أن تطالب وتحصّل مطالب وكرامة الأمة، وأولها فلسطين.
وفي النهاية اجاب المحاضرون على اسئلة الحضور الذي تفاعل مع الندوة واعرب عن رضاه وطلب الاستمرار في مناقشة هذه القضايا الفكرية المهمة.

 

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.75
USD
4.02
EUR
4.84
GBP
298312.62
BTC
0.52
CNY
.