يصف الكثيرون حرقة المعدة بأنها الشعور بحرقة خلف عظمة الصدر تتحرك إلى أعلى باتجاه الرقبة والحلق
والبعض يشعر بالطعم المر أو اللاذع للحامض في مؤخرة الحلق
يمكن أن تستمر أعراض الانضغاط والحرقة لمدة عدة ساعات وغالبا ما يسوء الأمر بعد تناول الطعام
بالنسبة لبعض الناس يمكن أن تكون حرقة المعدة هي العارض الوحيد الذي يشعرون به، بينما يعاني آخرون من مجموعة أعراض تتضمن ألم في الصدر وارتجاع الحامض والشعور بالانتفاخ بعد الأكل، والتجشؤ، وأحيانا الشعور بصعوبة في البلع
كيف تحدث حرقة المعدة؟
تكمن الإجابة في عملية تسمى "الارتجـاع"
وهذا يحدث عادة عندما يرتد الحامض من المعدة إلى المريء غير المحمي (المريء هو الأنبوب الذي يصل بين المعدة والفم)
يعاني كثير من الناس من حرقة المعدة إذا لامس بطانة المريء قدر كبير من عصارة المعدة لفترة طويلة من الوقت
إن التلامس لمدة طويلة بين العصارة الحامضية للمعدة وبطانة المريء يجرح المريء ويؤدي إلى الحرقة المزعجة
وهذا يحدث بسبب عيب في الصمام أو العضلة العاصرة بين المعدة والمريء
ففي عملية الهضم الطبيعية ينتقل الطعام من الفم إلى المريء ثم ينساب إلى اسفل المريء بانقباض العضلات والتي تدفع الطعام إلى اسفل حتى يصل إلى المعدة
ويوجد في اسفل المريء حلقة محكمة من العضلات تسمى صمام الفؤاد تحيط به إحاطة دائرية وتقوم بعمل الصمام الذي يسمح بمرور الطعام في اتجاه واحد فقط أي من المريء إلى المعدة، وتمنع الارتجاع المضاد وبذلك فهي تعمل كسداده تمنع الطعام الموجود بالمعدة من الارتداد للمريء
حينما لا يعمل هذا الصمام والحركة الانقباضية للمريء بالكفاءة المعتادة فان الطعام المهضوم جزئيا في المعدة مع حامض المعدة يندفعان لأعلى المريء، وهذا يجعل المريض يشعر بحرقة المعدة أو ألم الصدر
وإذا مكث حامض المعدة في المريء فترة طويلة فقد يسبب التهابات أو تلف للغشاء الرقيق المبطن للمريء فيؤدي في أخر الأمر إلى قرحة المريء