الدكتور ناصر نديم:
طواقم عيادات صندوق المرضى "كلاليت" يبذلون قصارى جهدهم في هذا المضمار وينجحون في اغلب الأحيان بالكشف عن حالات يكون فيها إحتمال الإصابة بأمراض وراثية قاتلا كما حصل في الحالة المذكورة
نحن نشهد أكثر فأكثر وابلاً من الأمراض الوراثية في الوسط العربي فلا يوجد عائلة عربية واحدة تقريبا لا يختبئ بها جين ذات خلل أو عطب معين ينتظر لقاء جينا آخر مشابه له من أجل لإنتاج جينا جديدا يتمثل بمرض وراثي
يتحتم علينا رفع الوعي لمخاطر زواج الأقارب من جهة وإجراء فحوصات مبكرة لتشخيص الأمراض الوراثية من جهة أخرى إضافة الى التعامل الجاد من قبل الطبيب المعالج من أجل إنقاذ العائلة من ولادة طفل يحمل مرضا مميتا
قام طاقم عيادة "كلاليت" في قرية ترشيحا، الممثل بالدكتور ناصر نديم ومديرة مركز عناية الأم والطفل في العيادة؛ الممرضة ميرا بشارة، بعلاج أفراد عائلة تعاني من أمراض وراثية وذلك بسبب النسبة العالية لحالات زواج الأقارب بين أفرادها. وقد عُرف من بين الأمراض التي يحملها أفراد العائلة، مرض التلاسيميا. وبناءا على هذه المعلومات التي كان طاقم عيادة "كلاليت" يعلمها جيدا، تم إخضاع أفراد العائلة لفحوصات الدم بشكل دائم وبالتحديد للهيموجلوبين.
الدكنور ناصر نديم
وكجزء لا يتجزء من هذا الفحص، تم إخضاع إحدى المريضات لفحص دم بالتزامن مع فحص المعروف بـ "الكتروفوروسيز" والذي من خلاله يمكن الكشف عن تكسر مرضي في الهيموجلوبين. وقد تفاجئ طاقم العيادة أن المريضة تحمل فعلا مرضا وراثيا خفيا جديدا وهو مرض فقر الدم المنجلي.
اليقظة والعمل المشترك
وكانت فحوصات الهيموجلوبين التي أجريت سابقا للأبوين قد أظهرت عدم إصابة أي منهما بمرض فقر الدم المنجلي مما اثر الشكوك لدى طاقم العيادة الذي أصر على إعادة إخضاع الأبوين لفحوصات جديدة نظراً لمعرفة الطاقم المسبقة بإصابة العائلة بالمرض المذكور. وفعلا تم من خلال الفحوصات الجديدة الكشف أن الأبوين يحملان هذا المرض الخطير والمميت. هذا ويعود السبب الرئيسي للموت بمرض فقر الدم المنجلي، الإصابة بالالتهاب الرئوي أو هدم فجائي لكريات الدم الحمراء. ويشار إلى أن اليقظة والعمل المشترك لطاقم العيادة لم يمنع فقط ولادة طفل مريض بمرض خطير، إنما رفعت وعي الأبوين لمعاني حمل أمراض وراثية والعلاقة بينها وبين زواج الأقارب.
إجراء فحوصات مبكرة لتشخيص الأمراض الوراثية
وقال د. ناصر نديم: "نحن نشهد أكثر فأكثر وابلاً من الأمراض الوراثية في الوسط العربي. فلا يوجد عائلة عربية واحدة تقريبا لا يختبئ بها جين ذات خلل أو عطب معين ينتظر لقاء جينا آخر مشابه له من أجل لإنتاج جينا جديدا يتمثل بمرض وراثي". يذكر أن المرضين الوراثيين الأكثر انتشارا في الوسط العربي هما التلاسيميا والسيلياك (أي الداء البطني).وأضاف: "يتحتم علينا رفع الوعي لمخاطر زواج الأقارب من جهة، وإجراء فحوصات مبكرة لتشخيص الأمراض الوراثية من جهة أخرى، إضافة الى التعامل الجاد من قبل الطبيب المعالج من أجل إنقاذ العائلة من ولادة طفل يحمل مرضا مميتا، من خلال التشخيص بواسطة فحص مخبري للمادة الوراثية الـ دي أن إي". وأضاف أيضا:"إن طواقم عيادات صندوق المرضى "كلاليت" يبذلون قصارى جهدهم في هذا المضمار وينجحون في اغلب الأحيان بالكشف عن حالات يكون فيها إحتمال الإصابة بأمراض وراثية قاتلا كما حصل في الحالة المذكورة".