الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 12 / نوفمبر 23:02

مخالِفٌ وقحٌ ومُستهتر /بقلم: مطانس فرح

كل العرب
نُشر: 03/02/12 08:22,  حُتلن: 07:59

مطانس فرح في مقاله:

لِمَ على المُشاة وخصوصًا الأطفال والمسنّين منهم أن يُضطرّوا إلى النزول عن الرصيف والسير في الشارع

أدعو بهذا مراقبي البلديّة إلى تغريم صاحب كلّ مركبةٍ راكنة على الرصيف وعدم التّساهل في هذا الأمر

أدعو كلّ من يجد مركبة راكنة على الرصيف تسدّ الممرّ وتشكّل خطرًا على المشاة أو حتّى مركبة راكنة مكان موقف خاصَ مُعدّ لذوي الاحتياجات الخاصّة أو تسدّ مدخل بيت إلى تصويرها!

لم أتمالك أعصابي عندما رأيت طفلّا لم يتعدَّ سنواته الخمس، يضطرّ إلى أن ينزل من رصيفٍ آمن، ليمشي في شارع يعجّ بالسيّارات - من كلا اتّجاهيه - لسبب وقاحة وغباوة واستهتار أحد السائقين الّذي قرّر أن يركن مركبته الضخمة على الرصيف المُعدّ، فقط، وأساسًا، للمارّة لا للمركبة أو الشاحنة أو السيّارة! بأعجوبة لم يُصب الطفل بأيّ أذًى؛ بفضل يقظته ويقظة سائق أبطأ من سرعة سيّارته؛ إلّا أنّ الطفل "غرق" بملابسه في سيلٍ من المياه الجارفة، والبرك المتراكمة الّتي تملأ حاراتنا وشوارع مدينتا، كلّما فتحت السماء أبوابها وغمرتنا ببركة الأمطار الغزيرة. كنت على وشك تصوير هذه المركبة الّتي سدّت طريق الطفل، وتسدّ طريقي، وستسدّ طريق كلّ من يمرّ بعدي، إلّا أنّ الأمطار الغزيرة ولحظة كسل و"قلّة خواص" منّي منعتني من ذلك.

قوانين السير وأخلاقيّاته
أنا أعلم كلّ العلم أنّنا نعاني شحًّا في مواقف السيارات، لكنّ هذا لا يسوّغ تصرّف السائقين المخالفين لقوانين السير وأخلاقيّاته، مُستغلّين الأرصفة المُعدّة للمُشاة كموقف لسياراتهم الخاصّة؛ هذا عدا رؤيتك سيّارات عدّة راكنة على الأرصفة فتسدّ مدخل بيت ما أو محلّ تجاريّ ما، سائقوها غير آبهين لغيرهم.. يتصرّفون وكأنّ الشّوارع وأرصفتها ملكهم الخاصّ؛ فهمّهم الأوّل والأخير ركن مركباتهم/سيّاراتهم – بكلّ وقاحة واستهتار – على مداخل البيوت أحيانًا، جاعلينَ دخول المنازل مشَقَّة!! لِمَ على المُشاة - وخصوصًا الأطفال والمسنّين منهم – أن يُضطرّوا إلى النزول عن الرصيف والسير في الشارع، وقد يعرّضون حياتهم للخطر لسبب غباوة ووقاحة واستهتار سائق خالف القانون، وقرّر أن يركن سيّارته على الرّصيف مثلًا؟!.

السائق المخالِف الوقح
أين مراقبو البلديّة؟ لِمَ هم أيضًا يغضّون الطرف، أحيانًا كثيرة، عن فلان أو علّان، لمصلحة خاصّة، أو ما شابَه، ولا يغرّمون المُخالِفين؟!
على السائق أن يتحلّى بالأخلاق، وأن يأخذ على عاتقه مسؤوليّة العمل والتقيّد بجميع قوانين السير، لا أن يتصرّف كما يحلو له، ويركن سيّارته على أقرب مقربة من مكان وجوده، كالأرصفة ومداخل البيوت – وأحيانًا، وسط الشارع!! - لهؤلاء السائقين أقول: لن تنوبكم نائبة ولن تصيبكم مصيبة لو اضطررتم أن تركنوا سيّاراتكم في الأماكن المُعدّة لذلك، وفي مواقف السيّارات الخاصّة؛ وأن تمشوا بضعة أمتار إلى المكان الّذي تقصدونه، بدل أن يُضطرّ أحد المسنّين أو الأطفال النزول عن الرصيف ليمشي وسط الشارع ويعرّض حياته للخطر.
وأتساءَل: هل كنت ترضى، أنت - أيّها "السائق" المخالِف الوقح، الراكن مركبتك في مكان خاصّ بالمشاة - أن ينزل طفلك أو والدك عن الرّصيف ليمشي وسط سيلٍ من الأمطار في شارع مُعدّ للسيّارات؟.. لا أعتقد ذلك! فمن الوقاحة بمكان، إذًا، أن تفرض ما لا ترضاه لولدك ووالدك على ولد ووالد غيرك.. أليس كذلك؟!.

التوجّه إلى البلديّة
وأنا أدعو بهذا مراقبي البلديّة إلى تغريم صاحب كلّ مركبةٍ راكنة على الرصيف، وعدم التّساهل في هذا الأمر؛ وسأذهب إلى أبعد من ذلك، وأدعو كلّ من يجد مركبة راكنة على الرصيف، تسدّ الممرّ وقد تشكّل خطرًا على المشاة، أو حتّى مركبة راكنة مكان موقف خاصَ مُعدّ لذوي الاحتياجات الخاصّة، أو تسدّ مدخل بيت أو محلّ تجاريّ، إلى تصويرها! فلعلّ السّائق بعد أن يُغَرّم، مرّة أو مرّتين أو ثلاثًا أو أكثر، يبدأ، فعلًا، يُميّز بين الشّارع والرصيف، ويُدرك أنّ الأرصفة ومداخل البيوت والمحالّ التجاريّة لا تشكّل بديلًا لمواقف السيّارات.
مشكلة العثور على مكان لركن المركبات يعانيها سكّان المدن – وهذا معروف – ولكن لإيجاد حلول ملائمة، يجب التوجّه إلى البلديّة وطلب العمل على توفير مواقف للسيّارات وأماكن ملائمة لركن الشاحنات والمركبات. أعلم أنّ القضيّة ليست بهذه السهولة، ولكن حتّى حين إيجاد الحلّ، يجب ألّا يأتي ذلك على حساب الغير، فلِمَ يجب أن يعاني الغير بسببكم؟! الأرصفةُ مُعدّة للمُشاة، لا ليحوّلها السّائقون إلى مواقف لمركباتهم وشاحناتهم وسيّاراتهم.. على أمل أن يتحلّى السائق بالمسؤوليّة والأخلاق؛ وألّا يبقى مُخالفًا، وقحًا ومُستهترًا!

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il

مقالات متعلقة

.