الإعلامي السوري المعارض فرحان مطر:
البنية العشائرية وتأثير البعث والسلطات حاولت استرضاء شيوخ العشائر بالترغيب والترهيب
ثوار الرقة بهتافاتهم "شوشوا" على الصلاة وأجبروا التلفزيون الرسمي على قطع البث المباشر وقت عرض الصلاة
الهيئة العامة للثورة السورية:
مدينة السويداء جنوب سوريا تعرضت لإطلاق نار كثيف ما أدى إلى جرح سبعة أشخاص ومقتل أحدهم جراء إطلاق الأمن السوري النار على مظاهرات خرجت نصرة لحمص
سكان في مدينة حمص:
الكهرباء عادت لفترة وجيزة فتمكنا من شحن هواتفنا واتصلنا ببعضنا بين الاحياء واحصينا 47 قتيلا على الاقل منذ منتصف الليل
نقلت تقارير صحفية عن سكان في مدينة حمص السورية قولهم إن ما لا يقل عن 47 مدنيا قتلوا خلال الساعات الثماني الماضية بالمدينة بفعل قصف القوات الحكومية المتواصل لاحياء فيها. ونقلت وكالة رويترز للانباء عن الناشط محمد حسن قوله، في اتصال عبر هاتف يعمل بالاقمار الاصطناعية، قوله إن "الكهرباء عادت لفترة وجيزة فتمكنا من شحن هواتفنا واتصلنا ببعضنا بين الاحياء، واحصينا 47 قتيلا على الاقل منذ منتصف الليل". وبينما تستمر العمليات العسكرية الحكومية على حمص، اكد الأسد الثلاثاء ان دمشق مستعدة للتعاون مع أي جهد الاحتجاجات ضد حكمه، المستمرة منذ نحو 11 شهرا. ونقلت الوكالة السورية الحكومية للانباء عن الأسد قوله "ان سوريا على استعداد للتعاون مع أي جهد يدعم الاستقرار".
وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية بمقتل 4 اشخاص بعد تجدد القصف على أحياء الخالدية والبياضة في حمص وبابا عمرو مع تحليق المروحيات العسكرية على ارتفاع منخفض في وقت قطعت فيه كافة الاتصالات والانترنت عن حمص وريفها بشكل كامل. وكانت الرقة والسويداء، اللتان كانتا تشهدان تحركات نسبية ضد النظام السوري، قد دخلتا على خط الثورة بقوة مع تزايد التصعيد العسكري لقوات الجيش والأمن وارتكابها مجازر في حمص وريف دمشق. وبعد مواجهات بالأيدي والعصي للأهالي مع رجال الأمن في الرقة شمال وسط سوريا، وسقوط العديد من الضحايا خلال الأسبوع الماضي، شهدت مدينة السويداء جنوباً يوم أمس الثلاثاء هجوماً عنيفاً على المتظاهرين الذي هتفوا للمدن التي تتعرض للمجازر، ونفذت قوات الأمن السوري حملة اعتقالات واسعة بالسويداء، بالإضافة إلى محاصرة العشرات داخل منازلهم.
وتعرضت مدينة السويداء جنوب سوريا لإطلاق نار كثيف أمس الثلاثاء، ما أدى إلى جرح سبعة أشخاص، ووردت أنباء عن مقتل أحدهم جراء إطلاق الأمن السوري النار على مظاهرات خرجت نصرة لحمص التي تعرضت لقصف عنيف لليوم الرابع على التوالي.
كما منعت السلطات سيارات الإسعاف من الوصول للمدينة، واقتحمت العديد من المنازل بحثاً عن المتظاهرين الذين فروا، حسب الهيئة العامة للثورة السورية. وتأتي تلك الأحداث وسط انتقاد تعرضت له محافظة الرقة والسويداء، بالتخلف عن ركب الثورة السورية. ورغم أن المظاهرات المناهضة للرئيس السوري بشار الأسد ونظامه الحاكم، خرجت في جميع المدن خلال الثورة، إلا أن نسبة زخمها والقمع الذي واجهته عرفت تفاوتا بين مختلف المدن. ففي حين نالت حمص وحماة وإدلب ودرعا وريف دمشق النصيب الأكبر من الحملات العسكرية التي راح ضحيتها آلاف الضحايا، تعرضت مدن حلب والسويداء وطرطوس لقمع بسيط خلال الأشهر الأولى من اندلاع الثورة.
الترغيب والترهيب
لكن الرقة التي يقدر عدد سكانها بمليون نسمة، تعتبر من المدن التي بدأت الحراك باكرا جدا بواسطة الناشطين الذين شرعوا بعمل منظم من أيام الثورة التونسية، حسب الإعلامي السوري المعارض فرحان مطر. ويقول مطر الذي ينحدر من الرقة، إن البنية العشائرية، وتأثير البعث والسلطات التي حاولت استرضاء شيوخ العشائر بالترغيب والترهيب، بالإضافة إلى وجود عنصر حاسم وهو محافظ الرقة عدنان السخمي صاحب شركة آسيا للدواء والمتورط في قضايا فساد كبيرة وقوية والاتجار بالمخدرات؛ ساهمت في إبطاء زخم الحركة الاحتجاجية ضد الأسد. ويضيف أن محمد سعيد بختيان ساهم بماله كذلك في تقديم الرشاوى ومحاربة كل من له علاقة بالحراك بفصله عن عمله، إضافة إلى القوات الأمنية التي غيبت وأخرت حراك الرقة، وهو ما جعل بشار الأسد يختار المدينة ليصلي فيها عيد الأضحى لأول مرة خارج العاصمة، حيث قيل آنذاك إن الرقة خارج الحراك.
مجازر وحشية
لكن مع ذلك فإن ثوار الرقة بهتافاتهم "شوشوا" على الصلاة حينها وأجبروا التلفزيون الرسمي على قطع البث المباشر وقت عرض الصلاة، فيما لم يتم عرض كلمة ألقاها الرئيس السوري على أهالي المدينة بالبث المباشر ولا حتى مسجلة بسب تداخلها مع أصوات الهتافات المعارضة، حسب تأكيد مطر الذي كان أعلن استقالته عن التلفزيون السوري الرسمي وانضمامه للمعارضة قبل أشهر.
وكان آخر ما سعى له النظام لإثبات أن المدينة موالية له، هو قيامه بعقد ملتقى العشائر فيها منذ أكثر من أسبوع، وهو ما أغضب المحتجين الذين أرادوا إثبات أن المدينة تقف إلى جانب المدن السورية الأخرى في وقوفها ضد القتل المتواصل حسب وصف مطر، معتبراً أن تلك الحادثة كانت بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير، والتي تزامنت كذلك مع المجازر "الوحشية" التي ترتكب في المدن الأخرى، الأمر الذي أجج الشعور بالغضب لتخرج الرقة بقوة على النظام.
مقتل شاب ودهس طفل
وتمثل حراك الرقة مؤخراً بالمظاهرات وإزاحة صور الرئيس السوري بشار الأسد ووالده حافظ، ما أدى إلى فرار الأمن في بعض الأحيان، واضطرارهم للاشتباك مع الأهالي بالحجارة والعصي. وتشهد الرقة التي تعتبر من المحافظات السورية الكبيرة مساحة وفق فرحان مطر حالة غليان، مشيراً إلى أن أحياء كثيرة خرجت عن سيطرة القبضة الأمنية للسلطات، وهو ما دفعه لتحدي الحكومة بإخراج أي مسيرة مؤيدة للرئيس الأسد خلال الوقت الحالي.
وفيما بلغ عدد القتلى في الرقة 13 قتيلاً معظمهم جنود رفضوا إطلاق النار على المتظاهرين خلال أشهر الثورة السورية، أدى الحراك الأخير إلى مقتل شاب ودهس طفل على أيدي قوات الأمن والشبيحة، ورضيعة ماتت في حضن أمها باختناقها بالغاز حسب مصادر للمعارضة.