الحصار على حماة تبب في أزمة إنسانية بمدينة حماة التي تعاني نقصا في الخبز مع حاجة ماسة إلى كوادر طبية وإغاثية
الشبكة السورية لحقوق الإنسان:
السلطات السورية لا تسمح لأي جهة من كوادر الشبكة أو من غيرها بدخول الحي أو الإنشاءات التي تعتبر الآن مناطق منكوبة مع النقص الصارخ في المواد الطبية
شن الجيش النظامي السوري هجوما جديدا على حماة وبلغ عدد الضحايا خلال الساعات الـ24 الماضية 52 قتيلا سقط معظمهم في ريف دمشق وإدلب بينما تواصل القصف على حمص لليوم الثالث عشر على التوالي. وتحدثت الهيئة العامة للثورة السورية عن حصار كامل بالدبابات والمدرعات ومختلف أنواع الآليات العسكرية لمدينة حماة مع منع كامل للحركة بالقسم الشمالي من المدينة والممتد من نهر العاصي وحتى المدخل الشمالي إضافة إلى قطع كل الطرق الواصلة بين منطقتي السوق والحاضر.
كما شوهدت أعمدة من الدخان تتصاعد من المنازل بحي الحميدية تزامنا مع قصف عنيف استهدف البيوت السكنية والمدنيين بشكل مباشر, حسبما ذكرته الهيئة العامة. وأشار بيان للهيئة إلى اعتقالات في أحياء الحميدية والشرقية والبارودية والأميرية، وذلك فيما وصفه البيان بمحاولة فاشلة لترهيب الأهالي ومنعهم من استضافة عناصر الجيش الحر. وقد تسبب الحصار في أزمة إنسانية بمدينة حماة التي تعاني نقصا في الخبز مع حاجة ماسة إلى كوادر طبية وإغاثية.
ورغم الحصار والقصف خرجت مظاهرات حاشدة في حماة "نصرة لحمص وللأحياء المستهدفة من قبل عصابات الأسد" حسب ما جاء في بيان الهيئة العامة للثورة السورية.
حملة مداهمات
من جهة ثانية، قالت الهيئة إن من الـ52 قتيلا 21 شخصا قتلوا أثناء حملة مداهمات بالزبداني ومضايا بريف دمشق. كما أفاد ناشطون بأن القوى الأمنية أطلقت النار على مظاهرة بحي الفردوس في مدينة حلب، وأنها نفذت حملة دهم واعتقال في مدينة الرقة.
كما اقتحمت قوات الجيش والأمن والشبيحة عدة مناطق، وقطعت طرقات رئيسية في العاصمة دمشق لمنع متظاهرين من الاحتجاج على قصف حمص. وفي عملية دمشق قال شهود إن ألف جندي على الأقل اجتاحوا حي البرزة بعدما أغلقوا الطرق في حين وقع انفجار بخط رئيسي لأنابيب النفط يغذي مصفاة في مدينة حمص. بدوره قال المرصد السوري إن خمسة جنود قتلوا في إدلب وقرب الحدود التركية، عندما انفجرت قنبلة محلية الصنع زرعها معارضون في عربة مدرعة.
وقف العمليات العسكرية
من ناحية أخرى نفت الشبكة السورية لحقوق الإنسان ما ورد على لسان المتحدث باسم الصليب الأحمر من وصول مساعدات إلى حي بابا عمرو. وأكدت الشبكة أن السلطات السورية لا تسمح لأي جهة من كوادر الشبكة أو من غيرها بدخول الحي أو الإنشاءات التي تعتبر الآن مناطق منكوبة مع النقص الصارخ في المواد الطبية. وحملت الشبكة النظام السوري كامل المسؤولية عن سلامه المدنيين في حي بابا عمرو والإنشاءات ودعت فورا إلى وقف العمليات العسكرية.
انشقاقات
على صعيد آخر بث ناشطون صوراً على الإنترنت لضباط يعلنون فيها انشقاقهم عن قوات النظام وانضمامهم إلى الجيش السوري الحر, منهم العقيد الركن بسام قاسم الشيخ علي من القوات الخاصة. وقد عزا سبب انشقاقه إلى ما سماها الانتهاكات التي تمارسها قوات النظام ضد المدنيين العزل.
وبثت صور أخرى للرائد أنس عبد الكريم إبراهيم، والنقيب عبد الله عبد الكريم إبراهيم، والنقيب وائل الخطيب، والملازم أول مهند أحمد الحلاق، برروا فيها انشقاقهم بما سموه قمع النظام للمتظاهرين السلميين.
أسلحة كميائية
من جانب آخر، نفت وزارة الخارجية الروسية تقارير تحدثت عن استخدام النظام السوري أسلحة كيميائية ضد المتظاهرين تحت إشراف أخصائيين روس.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية نوفوستي بيانا للوزارة اعتبرت فيه أن التقارير عن استخدام الجيش السوري مواد تشلّ الأعصاب خلال الاشتباكات بمدينة حمص تحت إشراف أخصائيين من روسيا، "أثار انتباه موسكو". وأضافت "ننفي مثل هذه المزاعم، وهي دليل إضافي على حرب دعاية إعلامية تكشفت حول القضية السورية، ويسعى المحرضون عليها إلى إطلاق تصريحات تشهيرية ضد روسيا". من جانبه، اتهم السفير السوري لدى موسكو رياض حداد "الدول الغربية وحلفاءها العرب بتسليح إرهابيي المعارضة المسؤولين عن أغلب أعمال العنف التي وقعت في البلاد".