النائب اغبارية: الدولة تقامر بصحة أبناءنا

د. حنين: نتحدث عن مصير وصحة أبناءنا ومصير ومستقبل الممرضات

بركة: اذا قمنا بتحديد الأماكن التي قدمت منها الممرضات اليوم لحصلنا على خريطة مناطق الفقر في البلاد

شاركت أكثر من 100 ممرضة في الاجتماع الخاص الذي بادر اليه النائب الجبهوي د. دوف حنين كرئيس للوبي البرلماني للتشغيل المباشر ولوقف التشغيل بواسطة شركات القوى العاملة، للتداول حول تحويل خدمات صحة الطالب في المدارس الى شركات خاصة وتحويل الممرضات الى عاملات لدى شرك خاصة، حبث تقوم هذه الشركات باستغلال الممرضات وبجني الأرباح على حسابهن وفي ذات الوقت يتم تقليص الخدمات المعطاه للطلاب بهدف التوفير وجني الأرباح ومراكمتها.

النائب دوف حنين

النائب دوف حنين والذي أدار الجلسة اعتبر ان خصخصة خدمات التمريض في المدارس هي خطوة خاطئة مضرة ومذلة. حنين أضاف: "شروط عمل الممرضات تم الإضرار بها، تحويل الممرضات الى عاملات شركات خاصة والتي تقوم بالقفز من مدرسة الى مدرسة أخرى من دون تطوير أية علاقة حقيقية مع الهيئة التدريسية ومع الطلاب هو أمر يضر ليس فقط بشروط عمل الممرضات بل يضر بصحة ابناءنا أولا وقبل أي شيء آخر". النائب حنين كشف انه في الدورة السابقة للكنيست كان قد نجح بتمرير مشروع قانون بالقراءة التمهيدية لإعادة خدمات الصحة في المدارس الى أيدي الدولة لتكون هي المسؤولة عنها وليس شركات خاصة ولكن أضاف حنين: "للأسف وعلى الرغم من وجود اتفاق واسع بين كافة المهنيين بان خصخصة صحة الطلاب هو أمر مضر وهو كذلك امر مكلف الا أننا حتى اليوم لا نزال نصارع لإعادة الخدمات الى مسؤولية الدولة". النائب الجبهوي محمد بركة اعتبر ان نضال الممرضات ضد خصخصة خدمات الصحة في المدارس هو جزء من نضال أوسع وأعمق. فنحن نأتي من خلفية أيديولوجية تسعى لمنع الدولة من التخلص من التزاماتها اتجاه مواطنيها.
وأكد النائب بركة ان خدمات الصحة هي جاءت بالأساس لتعطي أجوبة لاحتياجات الطبقات والأوساط الفقيرة في البلاد، معتبرا أنه يمكن تحديد خارطة الفقر في الدولة بناء على تحديد المناطق التي قدمت منها الممرضات اليوم الى هذا الاجتماع وأضاف: "الأغنياء ليسوا قلقين ولا يعوّلون على خدمات الصحة في المدارس فهم قادرون على شراء الخدمات الصحية مهما ارتفعت ثمنها ولكن من يتضرر في الأساس من خصخصة هذه الخدمات هم الطبقات المتوسطة والفقيرة". النائب بركة نوه كذلك في كلمته الى قيام الدولة بامتهان وانتهاك حقوق الممرضات ووصفه بانه ارهاب توظيفي حيث انهن يعشن بحالة من عدم الثقة في المستقبل وحالة من الغموض بسبب قدرة مشغليهم على فصلهن من العمل في كل لحظة.

 وقف ظاهرة الخصخصة
وختم بركة كلمته بالقول: " يجب المبادرة الى سن قوانين من أجل وقف ظاهرة الخصخصة ومن أجل انقاذ الممرضات والخدمات الصحية في المدارس من براثن الخصخصة." معتبرا ان الحل الوحيد هو بتحويل الممرضات في المدارس الى موظفات دولة مع كافة الحقوق الاجتماعية والاقتصادية المترتبة على ذلك عن طريق تحمل وزارة المعارف مسؤولية الممرضات وتحويلهن الى موظفات حكوميات وابقاء الامور المهنية والمراقبة تحت مسؤولية وزارة الصحة، شرط ان لا تكون الممرضات ضحية النزاعات الداخلية بين الوزارتين. النائب د. عفو إغبارية من جهته اعتبر في مداخلته ان الدولة تقامر بصحة أبناءنا وبمستقبل الممرضات وخدمات الصحة في المدارس. وقد ذكر النائب إغبارية ان الشركات الخاصة التي يتم تحويل خدمات الصحة في المدارس اليها تبحث أولا وأخيرا عن الربح والتوفير وكل ذلك على حساب أبناءنا وعلى حساب حقوق الممرضات. مستشهدا بان الشركات الخاصة تراجعت عن العمل في منطقة النقب لأن خدمات الصحة هناك "غير مربحة بما فيه الكفاية". وأعطى النائب اغبارية، وهو طبيب بمهنته، مثالا من واقع عمله وزياراته الى المدارس المختلفة حيث أوضح وبشكل لا لبس فيه ان الكثير من الكوارث الصحية والآفات التي يتعرض لها الطلاب في المدارس كان يمكن منعها لو ان خدمات الصحة استمرت كجزء لا يتجزأ من الهيئة العاملة في المدرسة بشكل دائم.

حالة مرضية
اذ تحدث د. اغبارية عن طفلة كانت بمرحلة متقدمة من حالة مرضية يمكن ان تفقدها نظرها وكان يمكن تجنب هذه الحالة بمجرد متابعة بسيطة من الممرضة او المختص لو كانوا متواجدين بشكل دائم في المدرسة ولو أنهم جزء من الهيئة العاملة هناك. ولكن في واقع تعمل به الممرضات كعاملات مقاولة ويتم استغلالهن من قبل الشركات لا يمكن لهن تطوير علاقات متواصلة ومتابعة الطلاب بالشكل المطلوب.
وتحدثت في الاجتماع الممرضة إيلانه كوهن رئية نقابة الممرضات في البلاد والتي اعتبرت ان الدولة تريد تحويل أبناءنا وطلابنا الى دجاج. فالممرضات اللاتي يعملن عن طريق شركات المقاولة لا يعرفن الى أين سيذهبن صباح اليوم والى أية مدرسة سيتوجهن. واعتبرت كوهن ان وزارة المالية والتي تقف على رأس حملة خصخصة كل الخدمات في الدولة تعتقد ان عمل الممرضات في المدارس يتلخص باعطاء حقن التطعيم. هذا وقد شارك في الاجتماع بالاضافة الى نواب الجبهة وجمهور واسع من الممرضات العربيات واليهوديات وكذلك النواب شيلي يحيموفيتش، زفولون أورليف غالب مجادلة وآخرين.