غانم زعبي من المدرسة المعمدانية عرض الانجازات العلمية العديدة للمدرسة والحاجة الملحّة إلى دعم المؤسسات التعليمية العربية الأهلية والخاصة في الدولة
دانا بشارات من الصف الحادي عشر من مدرسة المخلص الثانوية طرحت سؤالا عن أهمية وتأثير مركز بيرس للسلام على سلامة وحياة الجماهير العربية في البلاد
مدرسة "الجليل" التجريبية الثانوية البلدية عرضت برنامجها حول التجريب التربوي في موضوع المجتمع المدني والمواطنة الفعالة قدمتها الطالبة ملك سعدي من الصف الحادي عشر
التقى مئات الطلاب الثانويين والمؤسسات التعليمية في مدينة الناصرة برئيس الدولة شمعون بيرس في قاعة مركز محمود درويش البلدي وبحضور رئيس البلدية رامز جرايسي ونوابه والمسئولين في البلدية ولفيف من الضيوف. استمع رئيس الدولة إلى العروض والانجازات التربوية والتعليمية لمدارس المدينة. وقد عرضت مدرسة "الجليل" التجريبية الثانوية البلدية برنامجها حول التجريب التربوي في موضوع المجتمع المدني والمواطنة الفعالة قدمتها الطالبة ملك سعدي من الصف الحادي عشر. ثم ألقت الطالبة ماريا سلام من مؤسسة الناصرة الأكاديمية كلمة أشادت بها بالمؤسسة وأهميتها التعليمية وتطورها، وشدّدت على طلب تمويل المؤسسة كباقي الكليات في الدولة وعدم التمييز ضدها وعدم عرقلة تطورها. كما عرض الطالب غانم زعبي من المدرسة المعمدانية الانجازات العلمية العديدة للمدرسة والحاجة الملحّة إلى دعم المؤسسات التعليمية العربية الأهلية والخاصة في الدولة.
صورة خلال زيارة بيرس قبل يومين
تخلل البرنامج كلمة رئيس البلدية رامز جرايسي الذي رحّب بالطلاب وأشاد وبارك الانجازات التربوية والتعليمية لمدارس المدينة، ودور البلدية في تطوير المجال، ورؤية البلدية المستقبلية، والسياسة العامة والخاصة لذات المجال. تميّز اللقاء بطرح وابل من الأسئلة الجريئة والواعية حول قضايا وهموم شعبنا السياسية والاجتماعية من قبل الطلاب المشاركين. الطالبة روزاليا سوطي، من مدرسة نعمات الثانوية، طرحت سؤالا حول تدفق القوانين العنصرية الجائرة والمقلقة ضد المواطنين العرب في الفترة الأخيرة.
وقد أضافت الطالبة الجامعية نسرين يعقوب سؤالا حول عدم إعطاء المنح التعليمية من مفعال هبايس إلى طلاب كلية التمريض في الناصرة. ثم توجه الطالب وسيم طه من مدرسة الجليل الثانوية البلدية بسؤال حول عدم احتواء المنهاج الدراسي الرسمي لمواد تعليمية في التاريخ والشعر والرواية الفلسطينية والتي تمثل هويتنا القومية.
أهمية وتأثير مركز بيرس للسلام
أمّا الطالبة دانا بشارات من الصف الحادي عشر من مدرسة المخلص الثانوية فطرحت سؤالا عن أهمية وتأثير مركز بيرس للسلام على سلامة وحياة الجماهير العربية في البلاد. وقد برز سؤال طالبة الصف التاسع سماح نخاش من إعدادية ابن خلدون حول موقف الرئيس من ممارسة سياسة التمييز الصارخة بحق التعليم العربي والتي تمس بالمساواة وبحقنا في معرفة وفهم تراثنا وثقافتنا، ثم اختتم الطالب أيمن منصور من مدرسة دون بوسكو الثانوية بطرح سؤال حول استفحال ظاهرة العنف وحمل السلاح في الوسط العربي ودور الشرطة والمؤسسات الرسمية ورئيس الدولة في معالجة وكبح هذه الظاهرة الخطيرة والمقلقة والتي تساهم في هدم النسيج الاجتماعي العام في البلاد.
قام بعرافة هذا اللقاء المربي فيصل طه مدير مدرسة الجليل التجريبية الثانوية البلدية في الناصرة والذي افتتح البرنامج بكلمة جريئة وشاملة، حيث رحب بالحضور والوفد الزائر قائلا :" إلى المدينة المباركة والمقدسة، الناصرة، مدينة البشارة، عاصمة الجليل. إليها، إلى حضن الأمومة الدافئ، حضنها، إلى دواخل قلبها النابض أبوّة ومحبة، التصق مُهَجّروا أبناء شعبها، من القرى المُهَدّمة المجاورة، كقرية معلول، قرية المجيدل وبلدة صفورية. هذه البلدة التي إليها انتمي وإليها أتوق، وإياها أبدا لن أنسى، رغم قانون النكبة الجائر.
هذا القانون المثير للعنف والسخرية المقتنص للحقائق التاريخية، للحضور الإنساني الذي للمشاعر والأفكار لاغٍ، وللنقاش، للإصغاء، للإحرام وللاعتراف بالآخر مانع. قانون النكبة يحرّم الأحلام، أحلام شعب كامل، وهل تُصادَر الأحلام؟".
المكافحة من أجل الحق
واكمل طه :" أنا من هذه المدينة، الصامدة، الفريدة باسمها والفريدة بنوعها. مدينة، وبعد أكثر من ستين عامًا، ما زالت تكافح من أجل حق وجودها، مكانتها، اُفقها وتطورّها.
المستقبل الزاهر وُجهتها لأن تكون مدينة سياحة حقيقية، مدينة ثقافة إنسانية راقية، مدينة مساواة للتربية والتعليم الرحب الخالي من اللّوث السياسي، الطامحة إلى تعليم أكاديمي عالٍ ليصبح مركزا للسلام ولحياة مشتركة لائقة وحقيقيّة".
اما في نهاية حديثة فوجه كلمته لرئيس الدولة شمعون بيرس قائلاً :
"يا حضرة الرئيس،
هؤلاء الطلاب والآخرون جميعًا توّاقون للسلام، وإلى مستقبل نيّر وتربية إنسانية نقيّة من رواسب الكراهيّة والخوف.
المجتمع الإسرائيلي ملوّث بالكراهيّة، تلك الكراهية التي تراقصت طربًا بمأساة الأطفال الفلسطينيّين الذين تلظّوا حرقًا وموتًا في حادث طرق، في حادث حياة قاتل. الكراهيّة تولّد كراهيّة كما العنف يولّد عنفًا.
سياسة التمييز أتلفت ومزّقت النسيج الاجتماعي الإنساني في الدولة، وعمّقت الفقر والبطالة، وأعدمت العدل الاجتماعي.
السلام العادل هو القابلة الشرعيّة لتحقيق العدل الاجتماعي والمساواة غير المشروطة وإلى حياة ديمقراطية شاملة وحقيقيّة.
التربية تعني أن تعيش التربية، أن تتحدّث تربية، أن تفكّر، أن تحلم تربية. أن تغرق كلّك في مياهها. أن تقفز وإياها إلى الأعالي، إلى الآفاق الواسعة. التربية أن تتحرّك وتحرّكها، أن توقظ السّبات وتعصف الأدمغة وتثير الدافعيّة والأحاسيس، أن تنكشف لتجارب الإنسانية المتنوّعة، وأن تطلق العنان للقدرات الإنسانيّة الكامنة، أن تبني أهرامات، أن تغيّر عادات، وتبحث عن طرق وأدوات وأفكار وعن قادة تربويّين.
التربية تعني أيضًا، أن تؤمن بها كطريق للتجديد، للإبداع، للتغيير، للانفتاح، للبحث، للتفاؤل، لتجسيد الرؤى والأفكار. باختصار، التربية هي أن تجرّب وتجرّب وتجرّب بمحبّة وفقط بمحبّة.