هدى دراوشة:
قدوتي في حياتي هو الرسول عليه الصلاة والسلام فبأخلاقه وبصبره هو مصباح ينير طريقنا
يتناول كتابي كيفية التعامل مع الحزن والتخلص من شتى أنواعه كالمرض والظلم والفشل ومواضيع كثيرة
انتقدت من قبل البعض لأنه بظنهم أنني يجب أن أسير كما تسير الحياة بالأغاني والعري والموضة ومن هذه الأساليب، لكني سأتم طريقي حتى لو كان الناس أصم
أريد أن تصل كلماتي إلى العالم أجمع فنحن نرى اليأس على وجوه البشر وأنا لا أريدهم أن يعرفوا من هي هدى دراوشة لكني أريدهم أن يدركوا "لا تحزن ومعك الله"
على الإنسان أن يؤمن أنه استطيع وله القدرة على السعادة فالسعادة لا تحتاج الى مال ولا الى قصور كل ما يحتاجه الإنسان هو الايمان وحب الله فما نحن سوى عابري سبيل وما علينا سوى الرحيل
شابة بعمر الورد ستطل قريباً على عالم الأدب من نافذة إطارها كلمات نطقها إحساسها المفعم بالحيوية والأمل والمحبة، والتفاؤل المطلق.. هي تلك الفتاة التي خاضت مشوار ليس بعيداً عن التحدي والمغامرة لتكون واحدة من الكُتاب الشباب والأقلام الشابة في مجتمعنا.
هي الشابة هدى دراوشة من قرية إكسال والبالغة من العمر 22 عاماً، تهوى الرياضة والقراءة خاصةً ما تركه لنا الدكتور إبراهيم الفقي رحمه الله من كنز، كما وتعشق الكتابة. إضافة إلى أنها حصلت على اللقب الأول في معرفة التصرفات وعلم النفس، وتدرس حالياً اللغة العربية بمثابة إستكمال وتطوير موهبة.
إنقلاب!
تحدثنا الشابة الصغيرة الكبيرة عن بدايتها مع القلم والورقة، قائلة:" منذ أن كنت في المرحلة الإعدادية بدأت بكتابة مواضيع انشاء وفقاً لما يطلبه معلمو اللغة العربية، فأتممت طريقي حتى وصولي للمرحلة الثانوية فاقترح عليّ آنذاك أحد المعلمين أن أنشر نصوصي في الصحف المختلفة، لكني لم أعطِ للأمر أهمية فقد كانت الكتابة عندي هواية ليس أكثر"، وتضيف "لكن قبل عام حدث أمراً غيّر حياتي فقررت أن أكرس موهبتي وقلمي لكتاب اخترت أن يكون اسمه "لا تحزن ومعك الله"، وأعتقد أن هذا الكتاب سيُحدث إنقلاباً في حياة هدى دراوشة".
من الشتات إلى الصواب
مضمون الكتاب لن يكون سهلاً على صاحبة القلم، فسيكون تجسيداً للنقلة النوعية التي انتقلتها الشابة هدى دراوشة حيث أنها ستُغيّر مسارها من الكتابة العاطفية والوطنية لتقدس في كتاباتها الحياة والدين، وتعتقد هدى أن هذا الكتاب بمضمونه سينشلها من بؤر الشتات إلى الصواب.
وتتابع دراوشة حديثها "يدعمني كل من يؤمن بقدرتي على الكتابة، وأخص بالذكر أهلي واصدقائي ومن سبق له أن قرأ كتاباتي، طبعاً ولا أنسى أن هناك كاتباً أيضاً يشجعني كثيراً وسوف يقوم بمساعدتي في المراحل القادمة التي تنتظرني".
وحول من يساعد دراوشة على تخطي الأخطاء اللغوية تقول:" كما قلت لك هناك كاتب يساعدني على ذلك، وأيضاً محاضر في جامعتي والذي سوف يرافقني في كتاباتي ولن يبخل عليّ بالملاحظات".
"السعادة لا تحتاج إلى مال"
وتقول هدى دراوشة حول المضامين التي ستطرحها في كتابها المستقبلي "لا تحزن ومعك الله":" يتناول كتابي كيفية التعامل مع الحزن والتخلص من شتى أنواعه كالمرض، الظلم، الفشل ومواضيع كثيرة، أشرح في كتابي عن كيفية علاج الإنسان لنفسه وفقاً لما درست في لقبي الأول، لكني اؤمن بأن كل انسان يستطيع أن يتغلب على كل ما يواجه من الصعاب بواسطة شيئين، أولهما الإيمان بالله والظن به بالخير، وثانيهما إيمان الإنسان بنفسه، فعلى الإنسان أن يؤمن أنه استطيع وله القدرة على السعادة، فالسعادة لا تحتاج الى مال ولا الى قصور، كل ما يحتاجه الإنسان هو الايمان وحب الله فما نحن سوى عابري سبيل وما علينا سوى الرحيل".
وتعتمد الشابة هدى دراوشة على اسلوب الخاطرة النثري، حيث أنه من أكثر الأساليب الذي يشدها من الألوان الأدبية ويمنحها حرية مطلقة في التعبير عن الذات.
ولادة الفكرة
ولدت الفكرة من رحم الحدث الذي عاشته دراوشة بتفاصيله يوماً ما، والذي تخطه في مقدتمها للكتاب المستقبلي "لا تحزن ومعك الله"، فترويها قائلة:" ذات يوم كنت يائسة من حطام الدنيا فجلست على عتبة بيتنا شاردة في أمور الدنيا وعلى وجنتاي دمعة، فجأة رأيت نملة بجانبي وكأنها مبعوثة من عند الله عز وجل، قد كانت تحمل قمحة كبيرة وتصعد بها على الحائط فتقع حبة القمح فتنزل النملة لتحضرها، باءت محاولاتها العديدة بالفشل، لكنها لم تيأس فاستمرت، أثناء مشاهدتي ومراقبتي لها، شردت قلت في نفسي مخلوق صغير! أحكم مني بالتفكير! يا الله نحن نملك العقل ولا نملك الحل... احتقرت نفسي وصرت أتوارى لئلا ترى دموعي تلك النملة فأخجل منها، ذهبت الى غرفتي وفكرت كيف لي أن أحزن والمحاولة بيدي وأستطيع أن أصل الى ما أريد بجهدي وبالأمل"، وبعد هذا الحدث قررت دراوشة الكتابة عنها وصدفة قرأته لشخص ما فقام بتشجيعيها على المواصلة والإستمرار وتجسيد هذه النصوص في كتاب ألا وهو "لا تحزن ومعك الله"، وتقول دراوشة أنه منذ تلك اللحظة تغيّرت حياتها لأن الدنيا لا تستحق أي حزن مهما كان.
غلاف الكتاب
"ليتجدد الأمل"
وتعبر دراوشة عن استيائها لأنها لم تصادف بعد اي إطار خاص يحتضن المواهب الشابة والأقلام المبدعة، لكنها وفي الوقت ذاته تؤمن بأنها تستطيع أن تصل للمدى البعيد عن طريق نصوصها التي تعبرها جسراً ما بينها وبين المحيط من حولها، فتقول:"أريد أن تصل كلماتي إلى العالم أجمع، فنحن نرى اليأس على وجوه البشر، وأنا لا أريدهم أن يعرفوا من هي هدى دراوشة لكني أريدهم أن يدركوا "لا تحزن ومعك الله" وأمنياتي لهم بأن يتجدد أملهم وينطلق إلى حيث النور".
شكر وتقدير
تُثمن الشابة المبدعة هدى دراوشة "منبر العرب" التابع لموقع العرب في الناصرة والذي منحها مساحة حرة لتنشر كتاباتها ولتطل على هذا العالم من خلال نافذته الأدبية ولتتشارك مع أقلام شابة أخرى الأفكار والمضامين المتجددة والمتنورة، وتؤكد في هذا السياق أنها ستواصل النشر في منبر العرب حتى بعد إصدارها كتابها.
سر السعادة
وتعتبر الشابة هدى دراوشة أن قلمها هو الأوكسجين الذي تتنفسه وسر السعادة الذي ينير لها طريقها، وهي هدية الخالق عز وجل التي تمنحها الحرية.
انتقاد
وتقول دراوشة:" انتقدت من قبل البعض لأنه بظنهم أنني يجب أن أسير كما تسير الحياة بالأغاني والعري والموضة ومن هذه الأساليب، لكني سأتم طريقي حتى لو كان الناس أصم سيأتي اليوم الذي فيه يعرفون أن ما هذه الحياة إلا محطة قطار وبعدها سنمضي في رحلة الى الخالق".
وتضيف:" قدوتي في حياتي هو الرسول عليه الصلاة والسلام فبأخلاقه وبصبره هو مصباح ينير طريقنا، حيث ترك لنا مفتاحًا لباب الجنة، قدوتي أيضًا الدكتور ابراهيم الفقي رحمه الله وادخله فسيح جناته، وأيضًا لا انسى أمي فهي قدوتي ومثلي الأعلى أطال الله في عمرها".
وتختتم دراوشة حديثها قائلة:" أشكر الله عز وجل على إعطائي هذه الموهبة، وأشكر أمي التي سأهديها كتابي ونجاحي، وأشكر أيضاً موقع العرب، وسأواصل النشر في منبر العرب لأنه كان نافذتي المُطلة على الإبداع".