حركة الجهاد الإسلامي اعتبرت أن "الاتفاق" نجاحاً لفصائل المقاومة وأنه يحقق شروط الفصائل التي من أهم بنودها وقف الاغتيالات
الإتفاق جاء بعد التشاور والنقاش الطويل مع الجانب المصري ونحن مصرون على أن تتضمن أي تهدئة التزام إسرائيل بعدم العودة إلى سياسة الاغتيالات
أبو أحمد:
الثمن الذي سيدفعه العدو في حال اقترف أي جريمة جديدة سيكون باهظاً
المعادلة اختلفت عمَّا كانت عليه في السابق فالزمن الذي كانت تفرض فيه علينا شروط العدو ولّى إلى غير رجعة
أداء المجاهدين في الميدان فاجأ العدو وأربك حساباته خصوصاً في ظل كثافة الصواريخ التي لم يعتد عليها العدو خلال جولات التصعيد الأخيرة
غانتس:
الجيش الإسرائيلي يدرس الاوضاع الميدانية وليس من خلال التصريحات الإعلامية والجيش ما زال على أهبة الإستعداد لعرقلة أي اعتداء والتحسب لأي طارئ
قالت وسائل إعلام عبرية ظهر اليوم الثلاثاء أن قذائف هاون على منطقة أشكول دون وقوع إصابات. ويسود هدوء حذر قطاع غزة وجنوب إسرائيل بعد ساعات على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة مصرية، وفيما أبدت حركة الجهاد الإسلامي استعدادها للالتزام بالهدوء في حال التزمت بذلك إسرائيل، وصفت الأخيرة ما جرى بأنه "تفاهم" على الهدوء مقابل الهدوء وليس اتفاقا للتهدئة.
واعتبرت حركة الجهاد الإسلامي أن "الاتفاق" نجاحا لفصائل المقاومة وأنه يحقق شروط الفصائل التي من أهم بنودها وقف الاغتيالات، وقال داوود شهاب القيادي في حركة الجهاد الاسلامي لمراسلة "معا": "إن موافقة الجهاد جاءت بناء على التزام إسرائيل بشروط المقاومة التي من أهم بنودها وقف الاغتيالات وتهدئة شاملة ومتبادلة". وأوضح أن "الإتفاق جاء بعد التشاور والنقاش الطويل مع الجانب المصري، ونحن مصرون على أن تتضمن أي تهدئة التزام إسرائيل بعدم العودة إلى سياسة الاغتيالات".
تصعيد إسرائيلي
وشهد قطاع غزة قصفا اسرائيليا مكثفا طيلة اربعة أيام خلف 25 شهيدا وعشرات الجرحى في تصعيد بدأته إسرائيل عندما اغتالت زهير القيسي الامين العام للجان المقاومة الشعبية ونائبه، لترد فصائل المقاومة بإطلاق عشرات الصواريخ على مدن وتجمعات إسرائيلية في الجنوب مما تسبب بشل الحياة لحوالي مليون إسرائيلي.
وحول التزام إسرائيل بهذه الشروط أضاف شهاب: "من جانبنا لا نثق بإسرائيل، ولكن نثق بقوتنا على الرد والحكم على الاتفاق هي فترة الاختبار الحالية وإذا لم تلتزم إسرائيل سيكون لنا موقف".
وشدد شهاب على أن "وقف التهدئة في قطاع غزة بشروط المقاومة هو انجاز آخر للشعب الفلسطيني ومقاومته يراكم على الانجازات السابقة"، مشددا أنه يجب على الفصائل أن تسعى إلى إيجاد إستراتيجية وطنية للمواجهة تحافظ على هذه الانجازات.
وأوضح شهاب أن "الاتفاق بدأ منذ ساعات الفجر وتنفيذه مرتبط بمدى الالتزام الإسرائيلي"، مشددا على أن حركته تراقب وتتصرف وفق ما يجري على الأرض.
سقوط 3 صواريخ
وبعد قليل على إعلان التوصل "للتهدئة" التي بدأت منذ الساعة الواحدة من فجر الثلاثاء سقطت 3 صواريخ على النقب الغربي ومنطقة "اشكول"، وقد سقطت هذه الصواريخ في مناطق مفتوحة دون ان تتسبب بأضرار أو اصابات.
من جانبها، أكدت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين التي قادت المعركة في الميدان وقدمت أربعة عشر شهيداً من مقاوميها وأطلقت ما يقارب 200 صاروخ على حقها الكامل في الرد على أي خرق إسرائيلي لهذه التهدئة. وأوضح المتحدث باسم السرايا أبو أحمد لوكالة أنباء فارس الإيرانية، أن "الثمن الذي سيدفعه العدو في حال اقترف أي جريمة جديدة سيكون باهظاً".
وشدد على أن "المعادلة اختلفت عمَّا كانت عليه في السابق"، مضيفاً "فالزمن الذي كانت تفرض فيه علينا شروط العدو ولّى إلى غير رجعة". وأشار أبو أحمد إلى أن "أداء المجاهدين في الميدان فاجأ العدو وأربك حساباته خصوصاً في ظل كثافة الصواريخ التي لم يعتد عليها العدو خلال جولات التصعيد الأخيرة".
استخدام راجمة صواريخ
ونوَّه إلى أن استخدام سرايا القدس للمرة الثانية راجمة الصواريخ المحمولة على سيارة رباعية الدفع خلال التصعيد الأخير رغم التحليق المكثف لطائرات التجسس الإسرائيلية، "مثَّل فشلاً استخبارياً ذريعاً، أضيف إلى الفشل العسكري في مواجهة رشقات الصواريخ التي استهدفت مدن العدو وأهدافه من قبل ما وصفها بالقبة النائمة"، في إشارةٍ إلى منظومة "القبة الحديدية" التي طورتها إسرائيل لصد صواريخ المقاومة قبل وصولها لأهدافها.
ولم ينسَ أبو أحمد الإشارة في حديثه إلى دور "المجاهدين" في هذه "المعركة"، الذين أشاد بعزيمتهم وبجسارتهم "وخصوصاً أبطال سرايا القدس ممن ارتقوا شهداء خلال تأديتهم واجبهم في الرد على عدوان الاحتلال وإجرامه"، مبيَّناً أن دماء الشهداء هي التي صنعت هذا الانتصار.
من جانبها أعلنت ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية أنها لن تخرج عن الإجماع الوطني الفلسطيني، مشددة على أنها تحتفظ بحق الرد على اغتيال أمينها العام الشيخ زهير القيسي وكافة شهداء الشعب الفلسطيني.
رد سريع ومباشر
وقال أبو حسن الناطق باسم الألوية لـ "معا": "مستمرون في طريق الجهاد والمقاومة ونؤكد أننا ملتزمون بالتهدئة ما التزم بها الاحتلال". وأضاف أبو حسن: "إذا فكر الاحتلال بارتكاب أي حماقة في غزة سيكون لنا في ألوية الناصر صلاح الدين وجهة نظر أخرى ولن يكون هناك أي تهدئة جديدة وسيكون الرد سريع ومباشر". ولم تؤكد إسرائيل بشكل رسمي التوصل الى التهدئة، في الوقت الذي أكدت فيه مصادر اسرائيلية حدوث انخفاض ملموس على اطلاق الصواريخ من قطاع غزة نحو جنوب اسرائيل منذ الليلة الماضية.
عدم التوصل لإتفاقية
وقال مصدر إسرائيلي في مدينة القدس إنه لم يتم التوصل الى اتفاقية من خلال مصر، وانما جرى تفاهم على الهدوء مقابل الهدوء، وهذا ما سيتم اختباره على أرض الواقع وليس من خلال التصريحات الصحفية.
وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بيني غانتس إن طالساعات القليلة القادمة ستثبت ما إذا كان وقف إطلاق النار قد دخل حيز التنفيذ"، مضيفا أنه إذا توقف إطلاق النار من قطاع غزة فإن الجيش الإسرائيلي سيقابل الهدوء بمثله وسيمتنع عن القيام باية نشاطات عسكرية. وأكد غانتس أن "الجيش الإسرائيلي يدرس الاوضاع الميدانية وليس من خلال التصريحات الإعلامية، والجيش ما زال على أهبة الإستعداد لعرقلة أي اعتداء والتحسب لأي طارئ".
هذا ما أيّده الناطق باسم الجيش الاسرائيلي يؤاف مردخاي الذي قال: إن الاختبار الحقيقي سيكون على أرض الواقع وليس من خلال التصريحات الصحفية، ونحن على استعداد كامل للتعامل مع أي محاولة لاطلاق الصواريخ صوب جنوب اسرائيل، ولدى الجيش الاسرائيلي تعليمات من قائد الجيش بأحباط أي محاولة لاطلاق الصواريخ والتعامل معها، ولدينا الاستعداد للتحرك البري في قطاع غزة حال تدهورت الاوضاع".
"تدهور"
ولم يغب عن مردخاي تحميل حركة حماس كامل المسؤولية عن "التدهور" على الحدود الجنوبية، في الوقت الذي أكد عدم مشاركة حماس في عمليات إطلاق الصواريخ منذ يوم الجمعة، وإنما سماحها للفصائل الاخرى بإطلاق تلك الصواريخ ولا تقوم بمنعها.
وبالرغم من هذا الاعلان عن التهدئة وسقوط الصواريخ فجر وصباح اليوم، والتأكيد الاسرائيلي على انخفاض ملموس في اطلاق الصواريخ فقد قررت اسرائيل استمرار اغلاق المدارس في المناطق المحيطة بقطاع غزة، واستمرار حالة التأهب حتى تتضح بشكل نهائي صورة التهدئة.