الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 06:01

يا رب احفظ أمهاتنا/ بقلم: الشيخ محمد نضال محاميد

كل العرب
نُشر: 21/03/12 14:21,  حُتلن: 14:24

الشيخ محمد نضال محاميد في مقاله:

واجبنا تجاه أمهاتنا فهو ما تمليه علينا عقيدتنا من أن نجعل كل أيامهن سعادة برفقنا وإحساننا وبرنا

السؤال الذي يطرح نفسه وبجدارة أين كانت معظم هذه الأصوات الصادقة الطيبة قبل أسبوع أو حتى شهر من الزمن بينما كانت الأم تهان من ابنها أو بنتها؟

هنالك من يبصق بوجه أمه ويقاطعها وهنالك من يشتم أمه ويضربها ولا يتقي الله فيها فإني أرى ضرورة كبح ظاهرة العقوق وتطهير مجتمعنا منها ضرورة مُلحة

لا مكان ليوم الأم في الإسلام لأن الأم عندنا أكبر من يوم ويومين وعام وعامين ولا بد للإنسان المسلم أن يسخر نفسه لإرضائها وطاعتها وبرها ليملئ قلبها سرورا ويرسم الابتسامة الرقيقة على شفاهها

في يوم الأم تعلوا أصوات العلماء الرافضين وترتفع أصوات المشايخ المنددين وتجلجل أصوات الدعاة المستنكرين فتهتز المنابر من ندائهم هزا, لأنه فعلا ليس هنالك في قاموسنا الإسلامي ولا في شرعنا الرباني إلا عيدان الفطر والأضحى لا ثالث لهما، وأما واجبنا تجاه أمهاتنا فهو ما تمليه علينا عقيدتنا من أن نجعل كل أيامهن سعادة برفقنا وإحساننا وبرنا، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه وبجدارة أين كانت معظم هذه الأصوات الصادقة الطيبة قبل أسبوع أو حتى شهر من الزمن بينما كانت الأم تهان من ابنها أو بنتها؟ فهنالك من يبصق بوجه أمه ويقاطعها، وهنالك من يشتم أمه ويضربها ولا يتقي الله فيها، فإني أرى ضرورة كبح ظاهرة العقوق وتطهير مجتمعنا منها ضرورة مُلحة ولها أولوية تماما كمحاربة البدع وغيرها من الفتن، فلا بد من أن ننتفض نصرة لأمهاتنا اللواتي لو انكببنا على تقبيل أقدامهن أبد الدهر وأياديهن مدى الحياة ما نوفيهن حقهن.

يوم الأم بدعة
فأضم صوتي لكل الأصوات المحاربة ليوم الأم فهو بالطبع بدعة ولا يجوز الاحتفال فيه أبدا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد" وليس الاحتفال بيوم الأم من عمله فلم يرد عنه في سيرته المطهرة أنه دعى الصحابة ليوم كهذا أو حث ذريته على عمل كهذا، فالاحتفال بهذا اليوم ليس جزء من نهجنا وإنما هو تشبه بالمشركين الذين ابتكروا هذا اليوم الواحد بالعام على امتداد أيامه وكثرتها لكي يكفرون عن قطيعة أمهاتهم وعقوقهم لهن، فلا يحل لمسلم التشبه بالمشركين لأن من تشبه بقوم فهو منهم، ولا يشرف من كان إمامه وقدوته إمام الأنبياء وسيد الخلائق والبرايا محمد صلى الله عليه وسلم أن يحيد عن سبيله أبدا، فليس هنالك إضافات للدين أو المنهاج فإنه كامل وتام لقول الله تبارك وتعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً} [المائدة:3].

الإسلام
ولا مكان ليوم الأم في الإسلام، لأن الأم عندنا أكبر من يوم ويومين وعام وعامين ولا بد للإنسان المسلم أن يسخر نفسه لإرضائها وطاعتها وبرها ليملئ قلبها سرورا ويرسم الابتسامة الرقيقة على شفاهها، فبر الأم عبادة نتقرب بواسطتها إلى الله الذي أوصانا قائلا: { وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} [لقمان:14]، فبر الوالدين أحب الأعمال على الله بعد الصلاة لميقاتها وأحق الناس لبر العبد هي أمه كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإياكم والعقوق فهو كبيرة من الكبائر تؤدي إلى جهنم والعياذ بالله، وأسأل الله تبارك وتعالى أن يحفظ لنا أمهاتنا ويعيينا على برهن ونعوذ به من عقوقهن وأن يجعل الجنة تحت أقدامهن، أنت يا قارئ هذا الدعاء قل آمين. 

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة

.