التعديلات المقترحة على منهاج اللغة العربية غير كافية، والمطلوب تغيير جذري في مجمل التوجه تحو التعليم العربي واحترام حق الطلاب العرب في مناهج تعكس هويتهم
استمرار سياسات التنكّر لهوية طلابنا يعمّق من الاغتراب في جهاز التعليم العربي وينعكس سلبًا على موثوقية الجهاز ومخرجاته التربوية والتحصيلية
أكدت لجنة متابعة قضايا التعليم العربي أنّه من حق الطلاب العرب الفلسطينيين في البلاد أن يعرفوا تاريخ شعبهم وروايته وأعلامه الثقافية، ومن حقهم أن يتعلموا أدب محمود درويش وتوفيق وزيّاد وسميح القاسم وفدوى طوفان وغسان كنفاني وغيرهم من أعلام الثقافة الوطنية الفلسطينية.
وجاء هذا في أعقاب النشر حول نية وزارة التربية والتعليم إدخال بعض التعديلات في منهاج الأدب في المدارس العربية، وتضمينه نصوصًا لشعراء وأدباء فلسطينيين معاصرين، يتم تغييبهم اليوم فعليًا عن كتب التدريس المعتمدة. فيما ترفض السكرتارية التربوية التابعة الوزارة إدخال نصوص للكاتب غسان كنفاني والشاعرة فدوى طوقان، وذلك على خلفية سياسية.
تغيير في الاتجاه الصحيح
وقالت لجنة متابعة قضايا التعليم العربي إنّ هذا التغيير، والذي لم يقرّ رسميًا بعد، هو تغيير في الاتجاه الصحيح لكنه غير كاف، ويأتي بعد جمود دام ثلاثين عامًا، وبعد سنوات طويلة من عمل ذوي الاختصاص والذي ووجه بضغوطات واعتبارات سياسية من طرف الوزارة والسكرتارية التربوية، أدت إلى تبن جزئي لما اقترحه المستوى المهني.وأضافت أنّ هذا المطلب المبدئي، والذي تطرحه الجماهير العربية وهيئاتها التمثيلية والمهنية منذ عقود طويلة، هو مطلب حق وعادل ومنطقي. سيما وأنّ استمرار السياسات الحالية، المتنكّرة بمعظمها لهوية طلابنا ولحقيقة كونهم أيضًا جزءًا من الشعب العربي الفلسطيني، يعمّق من الاغتراب في جهاز التعليم العربي، وينعكس على ثقة المجتمع بالجهاز، وعلى مخرجات الجهاز التربوية والتحصيلية.ودعت اللجنة وزارةَ التربية والتعليم والسكرتارية التربوية إلى تغيير جذري في مجمل توجهها تجاه التعليم العربي، نحو احترام حق الطلاب العرب في أهداف ومناهج وكتب تعليمية تعبّر عن خصوصية هويتهم القومية والوطنية والثقافية والمدنية.