الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 19 / سبتمبر 16:01

وعود إنتهى زمانها/ بقلم:سمارة حمدان

كل العرب
نُشر: 23/03/12 08:30,  حُتلن: 08:32

"أبداً لن أسامح نفسي على أن وهبتُكِ يوماً أرضاً من شِعري"
قالَها بسخط ممزوج ببكاءِ تُخفيه رجولته الشّرقية , وأغلق الباب تاركاً لصوت الطّرق مهمّة العتاب خلفه.
غادر يمشي في شوارع المَدينة الّتي سطا على أرصفتها الموت بعد أن قتَلتهُ بكلّ لطف وأرستقراطيّة , راح يمشي لاعناً كلّ صوت في الخلفيّة الممزّقة من أبواب سيارات ونداءات بائعين ولاعناً كلّ طرقِ كعبُ امرأةٍ تمرّ من ذلك المكان.
لطالما قالت لهُ أنّه الواحد والوَحيد الّذي يُدخلها في سراديب بلاد العَجائب بينما هو يرتّل على مسامعها كلماته , وأنّ أي رجل آخر سوف يأتِ لن يكون سوى توقيعاً على قائمتها المزيّفة التي ستحملها بعد غيابه ليختم عليها أشباه الرّجال.
لطالما أخبرتهُ أنّها ستستنشقُ شِعرهُ في غيابه رذاذاً حتّى يعود , وأنّها ستذوب كالرّمل في ساعته الرّملية تعدّ الوقت الذي يستشهدُ في غيابه ساقِطاً على أرضه الحبلى بالكلمات , أرضه الحبلى بالعذاب , أرضه الحبلى بالمعجزات.
قالت كذلك أنها لن تتركه حتّى تنجب منهُ طفلاً يتلو بدل البكاء الأوّل قصيدة , طفلٌ سيحملُ قلماً سيمتدّ عند ولادته من سرّته إلى كبد أبيه .. !
فأي الوُعود اليومَ انتهى زمانها .. وأيّها انتهى تاريخها , ومن ذاكَ الّذي يضع تواريخ الصّلاحية على صناديق الوعود .. ومن هُوَ الّذي يقضي بالجّزية إذا ما نُقضت العُهود ؟؟
أيّ تعويض على خيانة النّسيان سيكفي؟ أيّ عقاب على جريمة الخذلان سيشفي؟!
وكلماته .. كيفَ سيرتّبها بعد رحيلها؟ هل ستنغرسُ كالسّيف في خاصرتها بعد أن يجعل من إحدى جواريه ملكةً أمام عيناها .. أم سيقتُل بريشته ما تبقى على هذه الأرض من نساء؟!
 

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة

.