شعرت أن المنافسة بين الجنسين المرأة والرجل كانت بارزة جدا
ما تمنيته بات واقعا ألا وهو قبولي في المدرسة الزراعية الثانوية التكنولوجية في الرامة حيث كان ذلك من اسعد لحظات عمري
أنا مقتنعة بأنني سأشارك في بلورة وصقل المفهوم الحضاري للزراعة وأعلّم جيلا جديدا في عصر جديد باتت الزراعة فيه كالتاريخ
أؤمن أن لكل إنسان سواء أكان امرأة أو رجلا هناك قدرات ولا أحبذ مقولة بأن المرأة أقوى أو الرجل أقوى
نحن لسنا في حلبة مصارعة أو مسابقة تحسم نقاط بل نحن في مجتمع يشمل عنصرين يكمل احدهما الآخر والمرأة هي من يعطي هذه الفرصة للمجتمع
حنيفة كيال إبنة قرية الجديدة قادها حبها لتخطيط الحدائق لدراسة كل ما يتعلق بالموضوع، فدرست تخطيط حدائق ليشمل بعدها دورات تعليمية منها مبيدات حشرية، قوارض، مبيدات أعشاب ضارة والالتحاق بموضوع الحدائق العامة والحرشية ومساعدة خبرة بستانية بالإضافة إلى علوم اجتماعية وإدارة مصادر بشرية وفي هذا السياق فإن لها رأي في المرأة والمجتمع واللون الأخضر في حياتها، وأمور أخرى جميلة.
تقول حنيفة كيال: "عملت مدة 12 عاماً في مجال تخطيط الحدائق والجنائن لدى الطائفة البهائية وكان العمل هناك قمة في الروعة، حيث عملت في حدائق البهائيين، وشمل العمل كل ما يتعلق في الخبرة البستانية والتخطيط، إدارة عمل وعمال وإرشاد عمال أيضا وتسويق وعمل مكتب استشارات وعلاقات عامة، ومن خلال عملي الدؤوب كانت تراودني باستمرار افكار أن باستطاعتي العطاء أكثر وبأنني استطيع أن أنقل مهنتي وخبرتي إلى موضوع الزراعة والطبيعة مع جيل الشباب وجيل جديد لعلي استطيع أن أمرر رسالتي من خلالهم واعتقد انني الوحيدة في وسطنا العربي التي تعمل في هذا المجال الذي كان حكراً على الرجال، فكان هناك الكثير من التحديات في عملي منها الاتصال الدائم مع أصحاب العمل في اللغة الانجليزية، ممارستي لهذه اللغة سنين طويلة قد أعطاني حافزا كبيرا للتقدم في عملي من التحديات الأخرى، بحيث أن عملي شمل ثقافات مختلفة ومن شتى الدول في العالم بالإضافة إلى المجموعة التي تخص مجتمعنا، ومن هنا كانت التحديات شاقة وفي نفس الوقت ايجابية حيث زاد إيماني بنفسي وبقدراتي باني قادرة على استخدام عقلي وحكمتي للنجاح".
تنسيق الحديقة
وتضيف حنيفة كيال: "شعرت أن المنافسة بين الجنسين المرأة والرجل كانت بارزة جدا كامرأة عربية وحيدة بين مجتمع من الذكور. رغم كل الصعوبات شعرت أن قدراتي زادت وقويت، فتنسيق وتخطيط الحدائق بوجه عام، هو ترتيب الأزهار والنباتات والأشجار ترتيباً متناسقاً مرضياً للأذواق، مريحاً للنظر والنفس معاً، بحيث أن الحدائق هي المكان الذي يلجأ الإنسان إليه ليتمتع فيه بمباهج الطبيعة، خاصة بعد توسع المدينة إنتشار الأبنية وندرة مظاهر الطبيعة، وعدم قدرة الإنسان على التفاعل المباشر معها، فالتنسيق والتخطيط فن أولاً وعلم ثانياً، فهو أحد الفنون الجميلة كغيره من الفنون، وتبرز فيه النواحي العلمية، إذ أنه يقوم على أساس وقواعد، فتنسيق الحديقة يحتاج إلى المعرفة بالنباتات والأزهار وخصائصها ومتطلباتها وإلى عمل التنسيق وخدمات الحديقة، إلى جانب الإلمام بتاريخ الحدائق القديمة وطرق التنسيق، وهو يتطلب إلى جانب ذلك كله الخيال الواسع المبني على المعرفة بالطبيعة، بحيث يمكنه الإبداع عند تضخيم الحديقة وتنسيقها، والمعرفة المسبقة لما ستكون عليه بعد نمو نباتاتها، وكذلك تحديد أشكالها وجمالها المتكامل. قد تنقصنا بعض الأشياء، منها الاهتمام اكثر بالزراعة ، وإعطاء الناس الفرصة لتنمية مواهبهم وإبداعهم في حدائقهم، لأن الاهتمام بالحدائق المنزلية حضاري وصحي، ويصب في مصلحة البلد والمجتمع في النهاية".
المرحلة الانتقالية
وتؤكد كيال بالقول: "ما تمنيته بات واقعا ألا وهو قبولي في المدرسة الزراعية الثانوية التكنولوجية في الرامة حيث كان ذلك من اسعد لحظات عمري كوني مقتنعة بأني سأشارك في بلورة وصقل المفهوم الحضاري للزراعة. وقبل كل هذا يجب أن يكون هناك انتماء إلى الأرض والطبيعة لعل مجموعة صغيرة تتمكن من إكمال المسيرة العلمية في هذا التخصص، فأرى بنفسي اليوم عنصرا مشجعا للطلاب عامة والطالبات خاصة للتوجه لهذا المسار في الدراسة فبدأت مع الطلاب في علم النباتات، وفرع الاحياء ومن ثم التوجه للزراعة المائية، وتربية اسماك الزينة ، وقد يكون الأمر جديدا على الطالبات الا أنه سرعان ما تغير الأمر ايجابيا وهناك توجه طيب خاصة، فمثلا التوجه لدراسة موضوع تربية الاسماك اليوم ليست فقط للتسلية بل هو موضوع جدي وحري بنا جميعا الانتباه له فهو دراسة كاملة متكاملة فيه الروعة والتسلية ولكنه عالم بحد ذاته فهو موضوع يدرس في اكبر الجامعات والمعاهد العليا وهو أمر متعلق بالتجارة والاقتصاد والزراعة والتكنولوجيا ، فاليوم يستخدم السمك في العلاج ، فالوصول الى معرفة ذلك هو علم إذ أن العلم يحتاج اليوم الى الزراعة وعالم الحيوانات فلولا الزراعة والنباتات ما استطاع الخبراء والعلماء من التعرف على ماهية خواص كل نبته وتصنيف النباتات في صناعة الادوية والتي تعالج الامراض المختلفة فجل الادوية في الصيدليات اليوم هي عبارة عن عصائر وخليط بين نباتات معينة ، كما وتجري جميع التجارب والبحوث العلمية الطبية على الحيوانات والطيور والاسماك، وهكذا نفهم كم هي اهمية الاسماك والحيوانات والنباتات مهمة في حياتنا".
استثمار ارضنا وتضيف حنيفة كيال" نحن عندما نتحدث عن الزراعة فإننا لا نتحدث عن أن يحمل الواحد منا المعول على كتفه لحراثة ارضه، ولكننا نتحدث عن الأساليب الجديدة في استثمار ارضنا التي أغلى ما نملك ولكن بطرق عصرية حديثة ، فاليوم هناك زراعة عصرية وحديثة متطورة والمجالات فيها متعددة ، وما على شبابنا الا أن يطرقوا تلك الابواب لتغيير المجالات الروتينية في العلوم".
الفلسفة في الحياة
وتخلص حنيفة كيال بالقول:"أنا إنسانة أؤمن أن لكل إنسان سواء أكان امرأة أو رجلا هناك قدرات ، ولا أحبذ مقولة بأن المرأة أقوى أو الرجل أقوى لأننا لسنا في حلبة مصارعة أو مسابقة تحسم نقاط بل نحن في مجتمع يشمل عنصرين يكمل احدهما الآخر والمرأة هي من يعطي هذه الفرصة للمجتمع ليعتقد وهذه الميزات والتصرفات. اعتقد وأؤيد بأن إذا المرأة تملك الإيمان في نفسها وقدراتها تستطيع أن تسير في مسار أي عمل يكسبها معرفة وعلما، ولا شك انها قادرة على أن تكون رائدة وقيادية، ولا ينقصها شيء على هذا الصعيد، واليوم المرأة تستطيع أن تراها تعمل وتبدع وتكون قائدة بجانب أخيها وزوجها وابنها ووالدها، ولا يوجد ما يمنع أن تكون قائدة بل وحتى متميزة بالقيادة، وبالنهاية هذا حقها، وهي قادرة أن تثبت جدارتها ، فالرجل والمرأة معا اليوم لا يستطيع أحدهما أن يستغني عن الآخر، وحين يتعاون الرجل والمرأة سيصلان لأعلى المراتب التي تساعد على نهضة البلد والمجتمع، وهما كالطائر الذي يطير فقط عندما يكون جناحيه سالمين معافين".