دون الصفر ِ
وضعتُ قلمي على محجة ِ الورقِ لأنفض عليها خلجات صدري وارتباك أطرافي التائهة في عالمنا الغريب...
وجدتني صبيحة َ هذا اليوم أرشفُ الشاي على مهل ٍ مغشيا عليا، كأنني شخصٌ ثمل سكران، لا أدري أين أنا ومن أنا وما أكون؟
ولكنني أعلم أني لم أرشف يوما ً ولو كأسا ً واحدا من الخمر ِ، فقد تهتُ في هذي الحياة ِ وشردتُ بين ثنايا لؤمها وغرورها ...
نعم !
انها الدنيا الفانية التي يتصارع ُ فيها اثنان ِ على كوب ٍ من اللبن ِ المر ، فينزع ُ الأول سكينا ً من جعبته ليغرسها في صدر ِ الاخر فيرديه ارضا ً صريعا ً وميتا على الفور.
لكنه لا يدري فعلا ً باي حق ٍ قتله ولما قتله ؟ أمن اجل كوب اللبن المر أم من أجل صراع الموت والحياة ؟
شخصت لبرهة ٍ مذعورا ً فسألت ُ نفسي حائرا لما قتل هذا اللئيم اخاه ؟ فيما أنا في حالة الغشيان مسكتُ قرصا ً من الزعتر وأكلت ُ مضغة ً راح بيا المذاق ُ الفريد من نوعه بين الملوحة ِ والحموضة الى هضاب بلاد الزعتر ، فتسللت ُ بين الصخور والحجارة لأستكشف َ سر هذا المذاق ولكنني توصلت لنتيجة ٍ واحدة ان الزعتر شيء فريد من بلد ٍ فريد يدعى فلسطين !!!
واليتُ مضغة الزعتر تلك برشفة ٍ من كأس الشاي الأخضر وأخذت بين يدي ورقة بيضاء لأدون عليها عنوان قصيدة ٍ جديدة فكتبت حائرا ً : دون الصفر ِ ...!
عالمنا هذا دون الصفر،
لئيم يقتص ُ من الشرف ِ
وغني يدوس بالحجر ِ
على فقير ٍ دون سقف ِ
عالمنا هذا دون الصفر فهنالك اشخاص كثيرون من هم دون الصفر ِ ، رجل يضربُ زوجته من أجل ان يشاهد مباراة على التلفاز او فلما مثيرا ... أختا تشتم اختها لأنها استعملت علبة التجميل الخاصة بها ... شيخ يسب الدهر الذي سبقه فهو باق على حاله منذ سنين يجر بعصاه ارضا ً لا يستطيع ان يتقدم خطوة .
أنا أو أنت ... كلنا دون الصفر حينما يصعد الأنا الى ذروته ويدعس القوي على لقمة الضعيف، ويركل السمين النحيف ، ويسرق الغني من فاه الفقير ِ الكسرة َ والرغيف ...
هل يا ترى هناك شخص واحد في الدنيا ليس من ذوات دون الصفر ِ؟؟؟
لا أظن !
لا أظن !؟
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net