الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 12 / نوفمبر 23:02

يوم الأسير/ بقلم ظافر جبارين من سجن جلبواع

كل العرب
نُشر: 17/04/12 15:53,  حُتلن: 09:37

أبرز ما ورد في المقال:

يجب أن يتحول يوم ألأسير إلى يوم غضب تكون ذكراه كابوساً لدى حكومة الإحتلال

حتى الهواء الذي نستنشقه لا يصل إلا بعد مروره بعدة حواجز أمنية فيصل وقد عبثت به يد السجان

لا تقتلوا روح الأمل فينا فنحن لا نريد خبزا نحن نريد حرية لا ترسلوا لنا زيتاً بل عبقا من رائحة الياسمين نريد أن نشتم هواء الحرية


صار الإعتقال من قبل حكومة الكيان سياسة وإستراتيجية بعدما كانت تكتيكاً ووسيلة فالهدف من الإعتقال سابقاً كان عزل الثائر والمُجاهد عن محيطه كي لا يتأثر به لكنه اليوم بات هدفاً بحد ذاته

يوم الأسير يفترض أن تُشعل فيه شمعة في نفق الظلام الذي يختفي خلف ظلامه آلاف الأسرى حرموا من أدنى مكونات الحياة حُرموا من رؤية الشمس حُرموا من رؤية السماء فلا يرونها إلا من وراء حُجب ومن خلال مربعات تجعل من السماء سماوات

يوم الأسير.. هو يوم لا يعرفه كثير من الناس، لا بل أظن معظم الناس لا يعرفونه، فهو ليس " كعيد الحب "، ولا كسائر الأيام التي يحيي الناس فيها ذكرى ما. يوم الأسير يفترض أن تُشعل فيه شمعة في نفق الظلام الذي يختفي خلف ظلامه آلاف الأسرى الذين حرموا من أدنى مكونات الحياة، حُرموا من رؤية الشمس، حُرموا من رؤية السماء، فلا يرونها إلا من وراء حُجب ومن خلال مربعات تجعل من السماء سماوات... حتى الهواء الذي نستنشقه لا يصل إلا بعد مروه بعدة حواجز أمنية فيصل وقد عبثت به يد السجان.

شعب محاصر أسير

في السابع عشر من نيسان من كل عام، يحيي شعبنا الفلسطيني ومعه أحرار العالم ذكرى تُجسد معاناة أناس غُيبوا عن الحياة ليس لسبب غير أنهم راموا حريتهم وحرية شعبهم، أرادوا حياة كريمة لا ذل فيها ولا إمتهان لكرامة الإنسان "فكان العقاب بالنفي والإبعاد"... مرت عقود على كثير من الأسرى لا يعرفون عن الحياة شيئا، إضافة إلى أطفال لم يتجاوزوا الثانية والثالثة عشرة من أعمارهم. لقد صار الإعتقال من قبل حكومة الكيان سياسة وإستراتيجية بعدما كانت تكتيكاً ووسيلة... فالهدف من الإعتقال سابقاً كان عزل الثائر والمُجاهد عن محيطه كي لا يتأثر به، لكنه اليوم بات هدفاً بحد ذاته، والدليل على ذلك أن فلسطين كلها باتت سجون، فشعبنا بأكمله محاصر أسير.

الواجب الثوري

لقد عملت حكومة الاحتلال وما زالت على اعتقال العشرات بهدف برمجة هؤلاء المعتقلين، فبدلاً من عزل كل ثائر ومجاهد، تسعى حكومة الاحتلال لنزع ثقة هؤلاء الأحرار من قيادتهم، إضافة إلى أن شعبنا لا حول ولا قوة له. لكن المصيبة والطامة الكبرى من أولئك الذين نصبوا أنفسهم قادة لمشروع أوسلو، فلا هم أدركوا أن الاعتقال بات سياسة تتبناها حكومة الإحتلال، ولا استطاعوا أن يستوعبوا حتى اللحظة، أن الإنسان هو أثمن ما على الأرض وأنبل ما فيها، فإذا ما خسرنا البشر ضاع كل شيء. من هنا... وإنطلاقاً من الواجب الديني والأخلاقي، وكذلك الواجب الثوري ندعو شعبنا الفلسطيني عامة لتبني قضية ألأسرى على أنها القضية المركزية، وأن يبذل في سبيلها كل جهد. كما وندعو السلطة إلى الوقوف أمام مسؤولياتها، وألا تستجدي العطف من كيان لا يعرف سوى إلا البطش والقتل... إضافة إلى ذلك ندعو إلى وقف التنسيق الأمني الحاصل ما بين أجهزة سلطة أوسلو وأجهزة الأمن الإسرائيلي.

لا نريد خبزا نريد حرية

هنالك الكثير مما يمكن للسلطة أن تفعله... بإمكانها إطلاق سراح كافة الأسرى والمعتقلين إذا ما وجدت الإرادة، خاصة وأن اعتقالنا يتنافى مع كافة الأعراف والقوانين الدولية، فمقاومة الإحتلال هو حق شرعي لأي شعب سلبت أرضه واحتلت. كما ونتوجه للقوى والفصائل الفلسطينية للضغط على السلطة في هذا الجانب، وفعل كل ما بوسعهم لإطلاق سراح كافة المعتقلين، لا تقتلوا روح الأمل فينا... فنحن لا نريد خبزا... نحن نريد حرية... لا ترسلوا لنا زيتاً بل عبق من رائحة الياسمين، نريد أن نشتم هواء الحرية... يجب أن يتحول يوم ألأسير إلى يوم غضب تكون ذكراه كابوساً لدى حكومة الإحتلال . كما وأننا ندعو المؤسسات واللجان الشعبية التي عملت وتعمل من أجل ألأسرى، ندعوهم لتوحيد جهودهم وحشد طاقاتهم، وليس شرطاً الانخراط لكن التنسيق مهم في مرحلة مثل هذه.
وإلى أن تشرق شمس الحرية ... سيبقى حال لساننا يردد:
صبرت على الظلام فراح يشكو .......... ولم أضجر وقد ضجرت سجوني
وبات القيد في زنديَ يشكو .......... كأني قيده والقيد دوني.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة

.