الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 13 / نوفمبر 00:02

بنت 64..! / بقلم: مطانس فرح

كل العرب
نُشر: 22/04/12 19:39,  حُتلن: 17:45

مطانس فرح:

64 عامًا مضت على تشريد شعبنا وتهجيره

64 عامًا مضت وما زال شعبنا الفِلَسطينيّ يرزح تحت نِير الاحتلال وموبقاته

تشمل أحداث النكبة احتلال معظم أراضي فِلَسطين من قبل الحركات الصِّهيونيّة وطرد ما يربو على 750 ألف فِلَسطينيّ وتحويلهم إلى لاجئين


ضجيج موسيقى ليلة الأربعاء القادم ومفرقعاتها في مدينة حيفا سيختلف، حتمًا، عن ضجيج باقي لياليها؛ حيث ستُعلن تلك المفرقعات الملوِّنَة سماءَها، وصخب الموسيقى العبريّة وصداها المنتشر في أرجائها، بدءَ احتفالات الشعب اليهوديّ باستقلال دولته؛ لتذكّرنا بمرور 64 عامًا على نكبة شعبنا الفِلَسطينيّ.
64 عامًا مضت على تشريد شعبنا وتهجيره؛ 64 عامًا مضت على شعب بلا وطن ولا مأوًى؛ 64 عامًا مضت على شعب يحمل معه مفتاح الأمل، أمل العودة؛ 64 عامًا مضت على شعب يحلم بنيل حريّته والعيش بكرامة فوق أرضه، وفي وطنه فِلَسطين.. 64 عامًا مضت، وما زالت النكبة مستمرّة!

تعريف النكبة
وقد جاء في تعريف النكبة: مصطلح فِلَسطينيّ يبحث في المأساة الإنسانيّة المتعلّقة بتشريد العدد الأكبر من الشعب الفِلَسطينيّ خارج أراضيه ودياره. وهو الاسم الّذي يطلقه الفِلَسطينيّون على تهجيرهم وهدم معظم معالم مجتمعهم الحضاريّة والسياسيّة والاقتصاديّة عام 1948. وهي السنة الّتي طُرد فيها الشعب الفِلَسطينيّ من بيته وأرضه.. وتشمل أحداث النكبة احتلال معظم أراضي فِلَسطين من قبل الحركات الصِّهيونيّة، وطرد ما يربو على 750 ألف فِلَسطينيّ وتحويلهم إلى لاجئين. كما تشمل الأحداث عشرات المجازر وأعمال النهب ضدّ الفِلَسطينيّين، وهدم أكثر من 500 قرية وتدمير المدن الفِلَسطينيّة الرئيسة وتحويلها إلى مدن يهوديّة؛ وطرد معظم القبائل البدويّة الّتي كانت تعيش في النقب ومحاولة تدمير الهُويّة الفِلَسطينيّة ومحو الأسماء الجِغرافيّة العربيّة وتبديلها بأسماء عبريّة، وتدمير طبيعة البلاد العربيّة الأصليّة من خلال محاولة لخلق مشهد «طبيعيّ» جديد!!

سياسة الترهيب
64 عامًا مضت، وما زال شعبنا الفِلَسطينيّ يرزح تحت نِير الاحتلال وموبقاته.. عمليّات التنكيل وتضييق الخناق مستمرّة، هدم البيوت مستمرّ، سياسة الترهيب والتهديد مستمرّة، اغتصاب الأراضي ومصادرتها مستمرّان، ومخطّطات نزع شرعيّة وجودنا في وطننا مستمرّة، و..، و..

الشجر ولا الحجر
64 عامًا مضت على نكبة لم يسلم منها البشر ولا الشجر ولا الحجر.. 64 عامًا مضت وما زال جزء من أبناء شعبنا – للأسف – يرقص ويحتفل ويشاطر الشعب اليهوديّ فرحته باستقلال دولته..! فهل سيفلح دخان المفرقعات الليليّة أو دخان حفلات الشواء الصباحيّة في يوم "الاستقلال" بالتستّر على عربنا المحتفلين الراقصين الفرحين؟ لا أعتقد ذلك! حتّى إن لفّهم ضباب دخانيّ كثيف، فهذا لن يموّه الحقيقة، حقيقة أنّهم يحتفلون ويرقصون على أنقاض نكبة أبناء شعبهم.
ويوم الخميس القادم ستصبح هذه الدولة بنت 64.. وكلّ عربيّ تسوّل له نفسه الاحتفال في أحضان بنت الـ64، حتمًا سيكون ابن 64... أو أكثر!

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net
 

مقالات متعلقة

.