نجحت اللجنة المهجرة بمنع توسيع منطقة نفوذ مستوطنة "ياعاد" المقامة على أنقاض ميعار
الحاج أحمد حسين عبد الهادي:
مهما حاولوا طمس معالم الشعب الفلسطيني فإنه يبقى ينبت رغماً عن الجميع وهي بصمة فلسطينية لا يقدر عليها أحد
العصابات الإسرائيلية في عام 1950 قد أقدمت على هدم جميع منازل القرية والتي وصل عددها لأكثر من 96 منزلاً عامراً
علي أبو صالح:
يحمل الأبناء الشعلة وأن يتابعوا المسيرة يعيدنا إلى ذكرى هذه الأيام حيث تهجر أبناء شعبنا الفلسطيني من أرض الآباء والأجداد
كمال أبو يونس:
وجود هذه الجموع من أهالي ميعار الأصليين ومن البلدات المجاورة إنما هو الرد للمقولة التي قالت إن الكبار سيموتون والصغار سينسون فإننا لن ننسى والأمل معقود على الشبيبة والأطفال بحفظ الذاكرة والتعرف على معالم البلد
زار المئات من أبناء وأحفاد سكان بلدة ميعار الأصليين وعدد من النشطاء الوطنيين صباح اليوم الخميس والذي يصادف يوم النكبة للشعب الفلسطيني عام 1948 البلدة المنكوبة حاملين أعلام فلسطين واشتياقهم ولوعتهم على الوطن الذي سلب منهم، فبلدة ميعار الواقعة بين بلدتي شعب وسخنين هي إحدى البلدات التي أُخرج أهلها ليلاً وتحت ضربات قنص العصابات الصهيونية التي اجتاحت البلدات الفلسطينية الآمنة.
وناشد المشتركون الجميع بالمساهمة في إحياء روح العودة، والتي هي مقدمة لعودة الشعب الذي هجر تحت النار، فبعضهم من هجر الى شعب وبعضهم الآخر الى كابول وقسم آخر الى طمرة، سخنين والجديدة وباقي البلدات القريبة وعدد كبير الى لبنان، لكنهم يعتبرون هذا اليوم وبالرغم من حلكة سواده إلا أنه يوم لقاء الأحبة الذين يذكرونهم بالآباء والأجداد ووجود الأطفال في مثل هذا اليوم إنما هو خطوة منهم لتوعية الأبناء والأحفاد في نكبة الشعب الفلسطيني وقرية ميعار أكبر مثال على تلك النكبة التي شردت الأهل.
وكانت الجبهة الديمقراطية في سخنين قد دعت أبناءها للانضمام لزيارة أطلال القرية والعمل التطوعي في المكان حيث قاموا بترتيب الأحجار المبعثرة وتنظيفه.
الأمل معقود على الشبيبة بالذاكرة
وفي حديث لمراسل موقع العرب مع المربي كمال أبو يونس عضو بلدية سخنين عن الجبهة الديمقراطية أكد أن "وجود هذه الجموع من أهالي ميعار الأصليين ومن البلدات المجاورة إنما هو الرد للمقولة التي قالت إن الكبار سيموتون والصغار سينسون فإننا لن ننسى، والأمل معقود على الشبيبة والأطفال بحفظ الذاكرة والتعرف على معالم البلدة والتوعية لكل ما جرى لأبناء شعبهم، والجبهة دأبت على تنظيم عدد من النشاطات واليوم نتواجد بين أهلنا لإحياء هذه الذكرى لنقف معهم في مصابهم ومصابنا جميعاً".
صباح الخير يا بلدي
هذا وتحدث في اللقاء العفوي الذي أقيم على أرض المقبرة المربي غازي شحادة وهو إبن عائلة فلسطينية هجرت يوم النكبة واستقرت في كابول، حيث أكد:" كل عام تمر علينا ذكرى نكبة شعبنا ونصر المجيء الى بلدتنا ميعار ويرافقنا أبناء العائلة، فنصل الى مقبرة الأجداد لنلقي التحية عليهم ونقول لها صباح الخير يا بلدي، صباح الخير يا أرضي فإنه يوم أصبح له معانٍ كبيرة منها ذو شجون والآخر معاشرة الواقع والعمل للمستقبل، استطعنا من خلال المثابرة أن نصل الى دخول البلدة في ميعار وتحت الضغط تم إجبار المستوطنة بتسييج المقبرة بعد تنظيفها، وبذلك استطعنا أن نوصل رسالة للأبناء بأن بالنضال والمثابرة يمكن تحقيق ما تصبو إليه، ولكنها وصية بأن نتذكر أن لنا وطناً وأن لنا ضيعة وشجرة صبار وزيتونة وسنحافظ عليها كما نحافظ على بؤبؤ العين، وإذا لم يكن في زماننا وجيلنا فكلنا أمل أن يكون في زمن وجيل أبنائنا أو جيل أحفادنا".
العودة إلى الذكرى
أما سكرتير جبهة سخنين علي أبو صالح قال:" أن يحمل الأبناء الشعلة وأن يتابعوا المسيرة يعيدنا إلى ذكرى هذه الأيام حيث تهجر أبناء شعبنا الفلسطيني من أرض الآباء والأجداد، ونذكر أحد الأجداد الذين حرصوا على زيارة القرية خلال السنوات الماضية إلا أنه قد رحل عنا مؤخراً وهو الحاج محمد حسين ميعاري "أبوعبدالله"، فالرحمة للأموات والحياة للأحياء".
الحفاظ على ما تبقى في القرية
أمّا إبن القرية المهجرة يوسف سعدة، فقص على الحضور كيف نجحت اللجنة المهجرة بمنع توسيع منطقة نفوذ مستوطنة "ياعاد" المقامة على أنقاض ميعار، فيقول إنهم أجبروا التنظيم ولأول مرة في تاريخ الدولة بعد توسيع منطقة النفوذ باتجاه المقابر وأنقاض المسجد المهدم، التراجع عن مخططهم حفاظاً على ما تبقى من مقبرة ومسجد القرية، وأكبر دليل على وجود أهل ميعار هو أنهم ما زالوا يزورون أراضيهم وعندهم الأمل بالعودة".
رواية شعب!
أمّا الحاج أحمد حسين عبد الهادي "أبو نزيه" وهو من مهجري القرية الذين سكنوا في سخنين ومن ثم انتقلوا الى شعب ليستقر فيها وأفراد عائلته شرح للحضور عن الحياة البسيطة والكريمة والطمأنينة التي عاشها سكان ميعار قبل التهجير وظروف الأحداث التي تلت ذلك، وقال:" إن العصابات الإسرائيلية في عام 1950 قد أقدمت على هدم جميع منازل القرية والتي وصل عددها لأكثر من 96 منزلاً عامراً، بالإضافة للمنزل والمسجد فيما بقيت شجرتا الرمان والتوتة منتصبتين ومن حولهما الصبار الذي ومهما حاولوا طمس معالم الشعب الفلسطيني فإنه يبقى ينبت رغماً عن الجميع وهي بصمة فلسطينية لا يقدر عليها أحد، فقد استغلت العصابات الصهيونية عدم وجود أي من المقاومين من القرى المجاورة في تلك الليلة حيث احتلوا ميعار والتي كان بها فقط 20 بندقية وكل بندقية فيها 10 طلقات ليس أكثر، وحدث ما حدث بعد أن نفذت الذخيرة".