صحيفة اسرائيلية:
لا تزال تنبؤات مركز ستراتفور الاستراتيجي في واشنطن بقدرة النظام الأسد على الصمود وبُعد احتمال تدخل الغرب عسكرياً صحيحة
الثوار سيواصلون مهاجمة الأهداف والبنية التحتية الإستراتيجية لكنهم لن يتمكنوا من كسر الجيش السوري أو السيطرة على أرضٍ مهمة فيما ستكافح المعارضة المدنية لإثبات وجودها ستجنح المعارضة المسلحة إلى مزيد من التطرف وتُظهر مزيداً من علامات التحول إلى تمرد جهادي
ليئون بانيتا:
اللجوء لضربة عسكرية ضد دمشق يحتاج إلى موافقة دولية واسعة النطاق ولا وجود لحلٍ سحري لهذه الأزمة
كوكبة من الباحثين المختصين في الأمن الدولي والإقليمي:
حكم الأقلية العلوية في دمشق سيواصل حملته العسكرية في المدن الثائرة للقضاء على معاقل الثوار وسحق المظاهرات المدنية
الجنرال مارتين ديمبسي:
للولايات المتحدة الأمريكية علاقات عسكرية وطيدة جدا مع الدول المحيطة بسورية وإذا لزم الأمر فإن الجيش الأمريكي قادر على العمل العسكري مع هذه الدول
الباحثون الأمريكيون:
عقب الانسحاب الأمريكي من العراق لا يظهر أن الولايات المتحدة راغبة في الغرق في المنطقة من جديد
نرى بأن مستقبل الأزمة السورية هو من سيحدد مدى نفوذ إيران وإن كنا نشك في وصول الأزمة السورية إلى خاتمتها في هذا الربع على حد تعبيرهم
قالت صحيفة هآرتس العبرية، في عددها الصادر الجمعة إن الحل الوحيد، الذي تتبناه الإدارة الأمريكية بالنسبة للأزمة في سورية، هو الحل الدبلوماسي، لافتةً إلى أن وزير الدفاع الأمريكي، ليئون بانيتا، قال الخميس في جلسة استماع في الكونغرس إن اللجوء لضربة عسكرية ضد دمشق يحتاج إلى موافقة دولية واسعة النطاق، مشددًا على أنه لا وجود لحلٍ سحري لهذه الأزمة، على حد تعبيره.
تصوير getty images
وزادت الصحيفة أنه في الجلسة عينها قال رئيس هيئة الأركان العامة الأمريكية، الجنرال مارتين ديمبسي، إن للولايات المتحدة الأمريكية علاقات عسكرية وطيدة جدا مع الدول المحيطة بسورية، وأنه إذا لزم الأمر فإن الجيش الأمريكي قادر على العمل العسكري مع هذه الدول، على حد قوله. وأشارت مراسلة الصحيفة في واشنطن إلى أنه في الكونغرس الأمريكي طالبوا بتوخي الحيطة والحذر في كل ما يتعلق بالتقديرات العسكرية ، ونقلت عن رئيس لجنة القوات المسلحة، هوارد مكايون، قوله إنه ينصح بعدم اللجوء إلى الخيار العسكري، إلا إذا تبين أن هناك خطرا محدقًا على الأمن الوطني الأمريكي، لافتًا إلى أنه لا يعرف ماذا يُمكن أنْ تُقدم الولايات المتحدة أكثر لكي تقوم بعملية تسريع إسقاط نظام الرئيس السوري، د. بشار الأسد، على حد قوله. في السياق ذاته، نشرت الصحيفة العبرية تقريرا خاصا بها قامت بإعداده صحافية من النمسا حول الأوضاع في مدينة درعا السورية، قالت فيه إن الحديث يدور عن مدينة أشباح وأن المواطنين يخشون الخروج من البيوت خوفًا على حياتهم من قبل قوات نظام الأسد، زاعمةً أن القناصة يتواجدون في كل مكان بالمدينة، وأن السكان يتحدثون عن أن المجتمع الدولي قام بخيانتهم، وعبرت الصحافية عن تقديرها بأن المدينة المتاخمة للحدود الأردنية باتت رهينة بأيدي قوات النظام، وأن عملية النزوح منها ما زالت مستمرة من قبل ما تبقى من السكان، مشددةً على أن المدينة هي ضحية لحرب أهلية ضارية بين قوات النظام السوري الحاكم وبين المعارضة، على حد وصفها.
قدرة الأسد على الصمود
وفي السياق ذاته، لا تزال تنبؤات مركز ستراتفور الاستراتيجي في واشنطن بقدرة النظام الأسد على الصمود وبُعد احتمال تدخل الغرب عسكرياً صحيحة. وجاء في التنبؤ الإستخباري الفصلي للربع الثاني من العام 2012 الذي عكف على إعداده كوكبة من الباحثين المختصين في الأمن الدولي والإقليمي إن حكم الأقلية العلوية في دمشق سيواصل حملته العسكرية في المدن الثائرة للقضاء على معاقل الثوار وسحق المظاهرات المدنية.
التطرف والتمرد الجهادي
ومع ذلك، سيواصل الثوار مهاجمة الأهداف والبنية التحتية الإستراتيجية لكنهم لن يتمكنوا من كسر الجيش السوري أو السيطرة على أرضٍ مهمة، وفيما ستكافح المعارضة المدنية لإثبات وجودها، ستجنح المعارضة المسلحة إلى مزيد من التطرف وتُظهر مزيداً من علامات التحول إلى تمرد جهادي. وإذْ يصعب تعقب جذور الجماعات الجهادية المتنوعة التي ستبرز في سورية في هذا الربع، يرجح أن تساند المملكةُ العربية السعودية الاتجاه الجهادي المتعاظم كوسيلة لتحصين الثورة وإضعاف النظام السوري. لكن مركز الدراسات الأمريكي رأى أن الرياض ستعجز عن فرض سيطرة كاملة على النشاط الجهادي المتزايد في سورية على المدى الطويل، ويمكن أن تستغل البؤرُ المحلية الفرصة لمحاولة تنشيط حملاتها داخل المملكة في الشهور القادمة. ولن تُعدَم البؤرُ الجهادية في شبه الجزيرة العربية ملاذاً آمناً في غمرة الشلل السياسي الذي أصاب اليمن، لكن قدراتها التكتيكية ستبقى محدودة للغاية، على حد تعبير مُعدي التنبؤ ألاستخباري.
قوة ايران في الخليج العربي
علاوة على ذلك، رأى الباحثون الأمريكيون أن إيران آخذة في البروز بوصفها القوة المهيمنة في الخليج العربي، لو استثنينا الولايات المتحدة، وعقب الانسحاب الأمريكي من العراق، لا يظهر أن الولايات المتحدة راغبة في الغرق في المنطقة من جديد. لكن التنبؤ الإستراتيجي الفصلي يؤكد على أن جل اهتمامه ينصب على الوضع في سورية، حيث سينجم عن خروج النظام الحالي من أزمته، مع رئيسه بشار الأسد أو بدونه، تهيئة الساحة لتمدد كبير للنفوذ الإيراني، لذلك، تعارض الولاياتُ المتحدة بقاء النظام للجم ذلك النفوذ، لكنها فشلت إلى الآن في صد إيران سواء في سورية أو من خلال فرض عقوبات، وعليه، خلص الباحثون إلى القول إننا نرى بأن مستقبل الأزمة السورية هو من سيحدد مدى نفوذ إيران، وإن كنا نشك في وصول الأزمة السورية إلى خاتمتها في هذا الربع، على حد تعبيرهم.