بين لوح ِالخطوط ِ وروعة ِ الكلمات، يجتاحني وهم مميت ٌ أو حس ٌ لطائر ٍ يصدح ُ وسط العتمات...
يجتاحني الظلام ُ الدامس ُ في مقلتي امرأة ٍ تحدق ُ النظر َ في طفلها الصغير الرابض ِ ككتلة ٍ من الحرير ِ على ذراعيها، تغني له لحنا ً طروب وتدق ُ له رويدا ً رويدا ً على نغم النشيد كلمات الشعر الساحرة.
لا بد أن يكونَ الاجتياح هذا فوض من الحواس العاصفة كل نهار تدب كالهزيع في درب الصحراء.
رمال ٌ صفراء تنصع ُ بريقا ً وتذوب على شاطئ البحر العتيق، وسارية الضياء تحوم متنكرة ً لأمنا الشمس ِ في عرسها الأبدي بين احضان التركواز في عيون ِ السماء.
انها ذبذبات ُ صوت ٍ خافت ٍ ينوح ُ بالعذاب المميت ، انها برهة ُ التفكير في قطرات الماء النازلة ببطءٍ على رأس جندي أسر بين قضبان العسكر الصيني العريق.
لا بد للحظة ِ الموت ِ الخاطفة أن تجتاح القلب فتعصف به عصفا ً، عصفا ً وتذيبه حسرة ً وحرقة على الأعزاء فيذرف الدمع الغزير ويتألم نعم ، يتألم ...
لا بد أن يجتاحك الحب ُ فيغمرك بدفئه ويلاطفك على مهل ٍ بعبير ِ الحنان ، فتطير تطير وتحلق عاليا ً أو تهو أرضا ً صريع الفؤاد موجوع.
فتصبح بعد قسوة ٍ وشدة رحيما تذوب في حلم ِ المشاعر ِ ورفقها...
لا بد أنك مررت اليوم في اجتياح مثلي ، فهل مررت لو تدري ؟
بقلم : محمد حسني عرار
موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان: alarab@alarab.net