المشاركون في هذا المؤتمر قدّموا العديد من الأبحاث النظرية والميدانية ذات الصلة بمجالات التربية والتعليم والعلوم الإنسانية والإجتماعية في الوسطين العربي واليهودي في البلاد

الدكتورة آمال أبو سعد:

يجب على الفتاة العربية وخاصة البدوية ألاّ تتردّد في تحقيق أهدافها وأحلامها في الحياة رغم كل الصّعاب التي ستواجهها

الدكتور سليم أبو جابر:

الكليات لتأهيل المعلمات هي بمثابة "بوابة الأمل" لكل فتاة عربية في الجنوب تريد أن يكون لها دور في بناء الأسرة والمجتمع في هذه البلاد

أقيم في كلية "كي" للتربية في بئر السبع يوم الإثنين 30.4.2012، مؤتمر بعنوان "ومِلت بقلبك إلى الفهم- دوائر بحث في كلية كي"، شارك فيه العديد من الباحثين والمحاضرين والمرشدين التربويين من مختلف الكليات في البلاد. وقد قدّم المشاركون في هذا المؤتمر العديد من الأبحاث النظرية والميدانية ذات الصلة بمجالات التربية والتعليم والعلوم الإنسانية والإجتماعية في الوسطين العربي واليهودي في البلاد.

برنامج المؤتمر كان غنيًا بموضوعاته كما كان غنيًا بفقراته وجلساته المختلفة، التي تمحورت في أربع جلسات رئيسية: طروحات وأفكار لأبحاث مستقبلية، محاضرات قصيرة، جلسات موازية لطاولات مستديرة، جلسات موازية لأبحاث وطروحات قيد البحث.

أهمية البحث العلمي
هذا بالإضافة إلى الجلسة الإفتتاحية الرئيسية التي إفتتحتها رئيسة الكلية البروفسورة ليئة كوزمينسكي والتي رحّبت بالحضور والمشاركين والباحثين في هذا المؤتمر، كما أكدت كوزمينسكي على أهمية البحث العلمي ودوره في حياة المجتمع إلى جانب تأهيل المعلمين وما يتناسب ومتطلبات القرن الواحد والعشرين. وقد مثلتْ وزارة التربية والتعليم الدكتورة أورنه شاتس - أوفنهايمر التي أشادت بالمؤتمر والقائمين عليه والمشاركين فيه. كما أكّدت على أهمية البحث العلمي وتشجيع الباحثين من مختلف المجالات العلمية رغم الضائقة المالية التي تمرّ بها الكليات في السنوات الأخيرة.

 تعزيز ورفع مكانة المرأة
وقد شارك في هذا المؤتمر العديد من الباحثين والباحثات العرب من مختلف الكليات في البلاد، وبالأخصّ من أكاديميّة القاسمي. من بين هؤلاء الباحثين، شارك كل من الدكتور سليم أبو جابر -أكاديميّة القاسمي وكليّة كي- والدكتورة آمال أبو سعد -كليّة كي- والباحثة هيفاء مجادلة -أكاديميّة القاسمي- في الجلسة الأولى التي كانت بعنوان"طروحات وأفكار لأبحاث مستقبلية"، حيث بادر الدكتور أبو جابر بطرح فكرة بحث علمي مشترك تحت عنوان: "دور الكليات التربوية في البلاد في تعزيز ورفع مكانة المرأة العربية كقائدة تربوية وإجتماعية". شارك في هذه الجلسة العديد من المحاضرين والباحثين والطلبة من العرب واليهود.

تحقيق الذات
قام الدكتور سليم أبو جابر الذي ترأس الجلسة بطرح فكرة تحت عنوان: "كليات تأهيل المعلمين- كرافعة لتأهيل ودمج المرأة العربية لتصبح قائدة تربوية وإجتماعية- حالة كلية كي"، ووضح أهمية بحثها مستقبلاً من خلال عرض دور كلية "كي" وأهميتها التربوية والإجتماعية في تعزيز مكانة المرأة العربية في الجنوب منذ تأسيس الكلية. وأضاف الدكتور أبو جابر "بأنه يعتبر الكليات لتأهيل المعلمات في البلاد، وخاصة كلية "كي"، بمثابة "بوابة الأمل" لكل فتاة عربية في الجنوب تريد أن يكون لها دور في بناء الأسرة والمجتمع في هذه البلاد، ودور فاعل ومؤثر في تكوين مجتمع عربي معاصر. وعليه، هناك أهمية قصوى للقيام بمثل هذا البحث المشترك من قِبل باحثين من مختلف الكليات ووضع نتائجه على طاولة مُتخذي القرارات في وزارة التربية والتعليم بشأن الأقسام والمعاهد والكليات التي تستقبل وتؤهل الفتاة والمرأة العربية في القرن الواحد والعشرين، في ظل غياب أو تغييب أبواب أخرى تطرقها الفتاة والمرأة العربية لتحقيق الذات والأهداف الحياتية والإجتماعية".

رفع المستوى العلمي
الباحثة والمحاضرة في أكاديمية القاسمي، الأستاذة هيفاء مجادلة، طرحت أمام الحضور فكرة تحت عنوان: "دور أكاديمية القاسمي في تمكين وتعزيز المرأة"، الدور الريادي الذي لعبته -وما زالت- أكاديمية القاسمي في تعزيز مكانة المرأة العربية في البلاد منذ إنطلاقة الأكاديمية وفي كل محطّة من محطّات تقدمها وتألقها في رفع المستوى العلمي والأكاديمي والإجتماعي في الوسط العربي. وعرضت الباحثة بالإحصائيّات والأمثلة مدى مساهمة القاسمي في تعزيز المرأة سواء كانت في الطّاقم الأكاديميّ أو المهني. كما تطرّقت إلى مدى إهتمام الأكاديميّة بتعزيز طلابها وبالأخصّ طالباتها ودعمهنّ، من ذلك توفير أطر عمل لهنّ في الأكاديميّة أو خارجها، إشراكهنّ في ورشات عمل وتخصيص مساقات وبرامج ونشاطات تعزّز هذا الموضوع. كما عملت الأكاديمية وإدارتها على تعزيز ودعم الموظفات في الأكاديمية، حيث وصل العديد منهنّ إلى مواقع قيادية ومؤثرة في الأكاديمية. وقد إختتمت السيدة هيفاء طرحها: "إنّ أكاديمية القاسمي، أصبحت منارة وصرحًا علميًّا تنير طريق الفتاة والمرأة العربية وتضيء لها دربها في سبيل تحقيق الذات".

مجتمع ذكوريّ متسلط
الدكتورة آمال أبو سعد، محاضرة ومرشدة في كلية" كي"، قدّمت تجربتها الشخصية تحت عنوان: " قصتي الشخصية- بداية ونهاية إغلاق دائرة"، وقالت: "كفتاة بدوية في مجتمع ذكوريّ متسلط، تسوده وتحكمه العادات والتقاليد والأعراف القبلية التي لا ترحم الفتاة ولا المرأة وفي بعض الأحيان لا ترحم حتى الأم ولا الجدّة. في ظل الظروف الإجتماعية وكذلك الإقتصادية الصعبة والقاسية، شققت طريقي الصعب في سبيل تحقيق ذاتي وطموحي". وأضافت: "أنهيت دراستي الإبتدائية والإعدادية والثانوية، ثمّ التحقت ببوابة الأمل الوحيدة المتاحة لي في ذلك الوقت ألا وهي كلية" كي"، فقد أنهيت دراستي لأكون معلمة مؤهلة، ثمّ اللقب الأول في العلوم في كلية لفينسكي في تل أبيب، ثمّ اللقب الثاني والثالث في جامعة بن غوريون".

مرارة وصعوبة المشوار
وأردفت د.آمال: "ها أنا اليوم أعود لأغلق الدائرة لأكون محاضرة ومرشدة تربوية للعلوم في كلية "كي"، التي كانت بمثابة الخطوة الأولى على طريق صعب وشائك تكتنفه المخاطر والصعاب الإجتماعية والإقتصادية، وحتى المآسي الأسرية التي مررت بها". في نهاية عرضها لقصّتها وتجربتها الشخصية، وعلى الرغم من مرارة وصعوبة المشوار وطوله، أكدت الدكتورة آمال على أنّ الفتاة العربية وخاصة البدوية، يجب عليها ألاّ تتردّد في تحقيق أهدافها وأحلامها في الحياة رغم كل الصّعاب التي ستواجهها.
يشار إلى أن باحثين آخرين شاركوا في جلسات أخرى من جلسات المؤتمر نحو: د.سليمان خوالدي، د.عمر مزعل، د.سالم العطاونة، د. أحمد العطاونة، السيدة وردة سعدة، السيد إبراهيم البدور وغيرهم.