الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 12 / نوفمبر 22:02

قصّة قصيرة على صفحات منبر العرب/ بقلم: حنيفة سليمان

كل العرب
نُشر: 09/05/12 16:35,  حُتلن: 16:42

رَبّوا واتعَبوا تأملت محتويات منزلها بفرح ظاهر وحانت منها التفاتة إلى صورة ابنها المغترب منذ عشرين عاما متأملة إياها طويلا ً، متذكرة أجمل اللحظات التي مرت في حياتها منذ اللحظة الأولى لقدومه إلى هذه الدنيا وحتى سفرة. لقد اتصل بها البارحة مخبراً إياها بأنه قادم إلى ارض الوطن اليوم. نعم لقد تحقق الحلم الذي حلمت به في منامها ويقظتها.

إنها لا تستطيع أن تتخيله بكل تفاصيله، وذلك لأنها لم تره منذ زمن طويل، فقد سافر مع عمه بعد وفاة والده وما زال يبلغ الثالثة عشرة ولم ! تسمع صوته إلا مرة أو مرتين طيلة هذه المدة وذلك عبر الهاتف. بينما هي سارحة بفكرها وإذا الباب يقرع قرعا خفيفا. إنها دقته لا تستطيع نسيانها رغم ما مر من زمن.

اقتربت الأم نحو الباب بخوف لا يخفى وأخيرًا استجمعت كل قواها وفتحت الباب وإذا بها بشاب ثلاثيني، وعندما ألقى السلام تأكد ظنها بأنه ابنها العائد، وقالت بصوت عال: "انه ابني حبيبي الذي طالما انتظرته على أحر من الجمر". إلا أنها عندما احتضنته لم تستطع لمس ألحنية التي لمستها من قبل أي عندما كان طفلاً. وعندها ابتعدت متخوفة ً لا تملك الإيتاء بأي حركة تعبر عن فرحها بعودته. وعندما دعته للدخول و! قدمت له الطعام والشراب، قال لها بط! ريقة قاسية معتذرًا انه معتاد على طعام وشراب معين ولهذا لا يستطيع تذوقه أو حتى الاقتراب منه. لقد جرحها في الصميم، جرحها جرحًا لن يندمل بتلك السهولة وطارت كل الذكريات الجميلة لتعانق السحاب تاركة أمًا معذبةًتكويها نار الوحدة.

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة

.