د.رائد غطاس في مقاله:
فلسطينو الداخل مقبلون على مرحلة جديدة من النضال والكفاح والمواجهة مع المؤسسة الاسرائيلية الحاكمة
الحكومة ستمعن في سياسة التمييز العنصري ضد الأقلية الفلسطينية وستعمل على تنفيذ مخطط برافر لتهجير اهالي النقب
سنشهد المزيد من التشريعات العنصرية واهمها قانون طال حيث سيحولون برنامج الخدمة المدنية الى قانون يعاقب من يخالفه من شبابنا
التجمع أثبت للجميع وفي كل الانتخابات السابقة أنه قوة سياسية اساسية راسخة ولا يمكن لأحد بعد اليوم أن يراهن على امكانية نجاحه
يبدو للوهلة الأولى أن الخطوة المفاجئة بالغاء اقتراح حل الكنيست واجراء انتخابات مبكرة قد قوبلت بارتياح ما من قبل مختلف القوى السياسية حيث يعتقد البعض أن الجماهير الفلسطينية في الداخل وقواها السياسية ليست بحاجة الآن لخوض معركة انتخابية وما يرافقها من تنافس وتوظيف جهود معنوية ومادية.
نكبة جديدة
ولكن اذا أمعنا النظر في الأسباب التي أدت الى هذه الخطوة بالرجوع عن اقتراح حل الكنيست ، نستنتج أن السبب الأساسي هو الاتفاق بين حزبي الليكود وكاديما وانشاء حكومة وحدة وطنية وما يترتب عنها من مخاطر جمة على المنطقه بأسرها وبالأساس على شعبنا الفلسطيني بما فيها الأقلية الفلسطينية في الداخل. ففي ظل مثل هذه الحكومة تزايد احتمالات توجيه ضربة عسكرية لايران بالاضافة لتضييق الطوق وتشديد الحصار على غزة والإمعان في الاستيطان في الضفة الغربية والاستمرار في التنكر للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني . أما على مستوى الداخل فهذه الحكومة ستمعن في سياسة التمييز العنصري ضد الأقلية الفلسطينية وستعمل على تنفيذ مخطط برافر لتهجير اهالي النقب ، هذا المخطط الذي يهدد بنكبة جديدة . كما سنشهد المزيد من التشريعات العنصرية واهمها قانون طال حيث سيحولون برنامج الخدمة المدنية الى قانون يعاقب من يخالفه من شبابنا.
مرحلة جديدة من النضال والكفاح
باعتقادي اننا نحن فلسطينو الداخل مقبلون على مرحلة جديدة من النضال والكفاح والمواجهة مع المؤسسة الاسرائيلية الحاكمة. والسؤال المطروح هو ماذا علينا وعلى احزابنا السياسية أن تفعل في هذه المرحلة المليئة بالتحديات الجديدة والمخاطر الجدية؟ هل نكتفي بأدوات النضال القديمة بأشكالها التنظيمية الكلاسيكية؟ أم علينا أن نعمل على ترتيب البيت من ناحية تنظيمية ونرتقي الى مستوى وشكل جديد من الوحدة التنظيمية لنواجه هذه التحديات والمخاطر الجديدة؟.
الوحدة بين القوائم والأحزاب
قبل كل انتخابات للبرلمان يكثر الحديث عن ضرورة الوحدة بين القوائم والأحزاب المتنافسة وفي كثير من الاحيان لا يتعدى الحديث ضريبة كلامية لكننا في هذه المرة نسمع اصواتا جدية وصادقة تنادي بالوحدة بناء على قراءة صحيحة للمرحلة الجديدة . بودي في هذا السياق التأكيد اننا في التجمع الوطني الديمقراطي كنا دائما من اجل الوحدة ونقول ذلك ليس للاستهلاك الكلامي والاعلامي فالتجمع الوطني الديمقراطي قام اصلا على اساس قومي عروبي وجمعي وعالج قضية الانتماء القومي والمواطنة عن طريق طرحه لمشروع "دولة المواطنين" في مواجهة "الدولة اليهودية" ويضع حزب التجمع الوطني الديمقراطي على سلم اولوياته تنظيم الاقلية الفلسطينية في الداخل على اساس جمعي وادارة ثقافية ذاتية . لذلك فقضية الوحدة هي في صلب برنامج التجمع. لكن كلنا يذكر أن الاحزاب المنافسة كانت تروج دائما أن التجمع يطالب بالوحدة بسبب عدم ثقته من اجتياز نسبة الحسم ، وكانت تراهن على امكانية نجاحه. وها هو التجمع قد أثبت للجميع وفي كل الانتخابات السابقة أنه قوة سياسية اساسية راسخة ولا يمكن لأحد بعد اليوم أن يراهن على امكانية نجاحه . وحتى لا يتهم التجمع أنه حجر عثره امام التحالف فقد اعلن ويعلن اليوم أنه لا يعارض في دخول ممثل أو ممثلين عن القوى اليهودية الديمقراطية غير الصهيونية من اعضاء الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة لمثل هذه القائمة التحالفية.
حوار حقيقي
أعتقد أنه حان الوقت للبدء بحوار حقيقي من أجل بناء تحالف او تحالفات بين الاحزاب والقوائم العربيه منذ اليوم وعدم الانتظار لاعلان موعد الانتخابات القادمه. هنالك حاجه ماسه للتنسيق بين الكتل العربيه الممثله في الكنيست الحاليه واذا كان بالامكان ، يجب اقامة اطار يجري فيه التعاون يهدف لطرح مشاريع قوانين مشتركة والتنسيق في التصدي بصوت واحد للمخاطر والتشريعات العنصرية المتوقعة في المرحلة القادمة. البدء في هذا الحوار والقيام بخطوات عمليه مثل التنسيق والعمل على بناء تحالف أو تحالفات بين القوى السياسية، من شأنه أن يعزز ثقة شعبنا في الداخل بأحزابه السياسية ومعالجة اللامبالاة وظاهرة الامتناع عن التصويت وبالتالي ارتفاع نسبة المصوتين العرب وزيادة التمثيل العربي الوطني في البرلمان. وهذا مهم ليس فقط من أجل تعزيز التمثيل بل لأنه سيساهم في تنظيم الاقلية الفلسطينية في الداخل على اساس جمعي وقومي وبالتالي سيساعدنا في معركتنا الاساسية وهي الحفاظ على هوية شعبنا ووجودنا في هذه البلاد.
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net