الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 14 / نوفمبر 16:01

شكرا لكم لقد كنتم مبدعين /بقلم: فؤاد الخفش

كل العرب
نُشر: 19/05/12 08:34


منذ أن منّ الله عليّ بالخروج من سجني وأنا أفكر أن أكتب رسالة الشكر وأن أعود للكتابة عن الرجال والأحباب الذين تعودت الكتابة عنهم طوال السنوات الماضية ولكن شيئاً كبيرا كان يمنعني .. حاولت مرات ومرات وكل هذه المحاولات باءت بالفشل ...
بدأت ومن ساعة الإفراج العمل من أجل إضراب الكرامة وهنا أذكر لحظة وداع الأسرى لي في قسم 8 بسجن مجدو لمعت في ذهني فكرة وهي اسم أو شعار إضراب الكرامة فاقتربت من الدكتور محمد غزال حفظه الله وفرج كربه وسألته ما رأيك بشعار ( لنحيا كرامًا ) شعارًا للإضراب فنظر إلى سماء السجن المغطاة بالأسلاك الشائكة وقال لي : فليكن (سنحيا كرامًا) قابلته بابتسامة وخرجت من باب السجن ولا يعلم بحالتي لترك هؤلاء الأحباب إلا الله .
شعرت وأنا أودعهم أني تركت روحي وأحبابي ورفاقي من تعلمت منهم الصبر ومن أقسمت لهم أني لن أخذلهم من اقتسمنا معهم حبة الزيتون ونصف كأس الشاي من كانوا يقومون عن الطعام المقدم لنا دون أن يكون الأسير قد شبع ليترك بعض الطعام لإخوانه فيقوم الجميع عن صحن الفول وبه بقية كل ترك القليل
لإخوانه... تركت هؤلاء وخرجت من السجن .

ومن اللحظة الأولى لخروجي ولفضائية القدس والكتاب وفلسطين اليوم والأقصى التي كانت باستقبالي قلت وبالتحديد في8/4/2012 أن الأسرى سيخوضون معركة أمعاء خاوية واسمها ( سنحيا كراما ) فوفق الله وانتشر الاسم وبات شعاراً للإضراب.
تواصلت بعدها مع قيادة الإضراب وبالتحديد مع الأسير العظيم الحبيب الصديق المخلص محمد صبحة هذا الشاب المعطاء وقلت له بالحرف الواحد : إني اخترت هذا الاسم وتحدثت لوسائل الإعلام عنه دون أن أعود لكم فابتسم وفرح وقال : اختيار موفق وسأقوم الآن بالتأكيد على الاسم ليكون شعار الإضراب وهذا ما كان بفضل من الله وما توفيقي إلا بالله .

وبدأت المعركة معركة الأمعاء الخاوية وسارت الأيام وواكبناها ساعة بساعة ولحظة بلحظة وتم ما تم من نصر وتمكين سيكون لنا خلال الأيام القادمة بعون الله لقاءات معكم سنقيم التجربة وسنضعكم في تفاصيل التفاصيل من أضرب ومن تخاذل من تحمل ومن هرب ماذا يعني هذا الإضراب كل شيء سيكون بين أياديكم الطاهرة دون خوف من أحد فالتاريخ والبطولات يجب أن تكشف لنعرف الأبطال الحقيقيين وأبطال الكرتون .

وباختصار شديد هناك أمران هامان يجب أن لا يغفل عنهما إنسان مهتم أو متابع للأمر
الأول : أن هذا الإضراب كان معدًا له منذ أكثر من عام وقبل إتمام الصفقة (الوفاء للأحرار) وبعد الصفقة جلس من بقي من الأسرى وبدأ الاستعداد لهذا الإضراب وكان القرار بخوضه في هذا التاريخ الذي بدأ به 17/4/ فالأمر قديم .
الأمر الثاني : الفضل أولا وأخيرا بعد الله للأسرى (الذين أضربوا) في الوصول لهذه النتيجة وكل من تحرك من بعد إضرابهم (مشكورين) كان جهدهم تكميلياً أتى بعد بدء الإضراب فالبوصلة يجب أن تبقى موجهة نحوهم لا نحو أحد سواهم مع شكرنا للجميع . وبالعودة لعنوان مقالي وبعد أكثر من شهر من خروجي من سجني وأيام من انتصار الكرام في معركة الكرامة فإني أتقدم بالشكر والتقدير لكل من وقف معي وقت اعتقالي ومحنتي من عائلتي الصغيرة إلى الكتاب والمؤسسات والأصدقاء والمراكز فلكم الشكر وأقسم لكم أن هذا دين في رقبتي سأرده لكم فقط بالدعاء وبالعمل من أجل أسرانا .
شكراً لكم أسرانا في سجون الإحتلال أن أعدتم لنا الثقة بأنفسنا وثبتم في ذاكرتنا أن الإرادة أهم من القوة وأن الحق يتنصر على القوة وأن الكرامة أهم بكثير من حاجات الجسد من أكل وطعام شكرا لكم يا رجال شكرا لكم .
شكرا لكم يا وسائل الإعلام وأخص منها المحلية فضائيات : القدس وفلسطين اليوم والأقصى والكتاب والحوار لقد كنتم على قدر الحدث وكنتم مبدعين بكل ما تحمل الكلمة من معنى فشكراً لكم لقد كنت فلسطينيين بكل ما تحمل الكلمة من معنى وشكراً لجميع الإذاعات المحلية التي واكبت الحدث ساعة بساعة ودقيقة بدقيقة بكل تفاصيلها ولجميع المواقع الإلكترونية والصحف اليومية فلكم الشكر لقد كان لكم دور كبير لا يقل عن دور الأسرى في صمودهم وكذا نريدكم .
شكرا للجنود المجهولين لأولئك الذين حولوا من مواقع التواصل الاجتماعي وشبكات الحوار ساحات تضامن فجيشتم الجيوش وأبدعتم بالتصاميم الرائعة التي كان لها أكبر الأثر في إيصال الصورة , كهذا نريدكم أيها الشباب أيتها الشابات حاضرين وقت الميمعات والمعارك مهتمين بقضايا شعبكم وأمتكم .
شكرا لكم يا أمهات الأسرى وزوجات وأبناء وشقيقات وآباء الأسرى المتضامنين في خيم التضامن كم كانت تؤلمني صورة تلك الأم التي أتت على كرسي متحرك في خيمة اعتصام نابلس تحمل بين يديها صورة ولديها الأسيرين .. كم كان يؤلمني خجل ذلك الطفل الصغير الذي يحمل صورة والده يحاول أن يجد له مكانا بين الكبار يرفع صورة أبيه لعل "كاميرا" مصور تلتقطها ليذهب ويخبر أمه أنه تصور مع صورة أبيه لقد كان للعائلات الأسرى دور كبير رائع ريادي .
شكراً للأسرى المحررين الذين خرجوا متضامنين مع رفاق قيدهم يدافعون عنهم ويتحدثون عن معاناتهم ويعلنون التضامن معهم فكانوا صوت هؤلاء خارج السجون .
شكراً لكم جميعاً وأختم بأن أقول كونوا على أهبة الاستعداد فالمعركة لم تنتهِ بعد بل بدأت يجب أن نبقى مواكبين لكل صغيرة وكبيرة تخص أسرانا ويجب أن تبقى حالة التفاعل مع قضية الأسرى على رأس أجنداتنا على طول الوقت وأختم بأن أقول شكراً لكم لقد كنتم مبدعين .

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 
 

مقالات متعلقة

.