الدكتور عزمي بشارة:
الثورة بمصر قامت من أجل الديمقراطية وليس من أجل أن ينتصر هذا المرشح أو ذاك ولذلك فقد حققت أول إنجازاتها
شفيق لم يحصل على أغلبية أصوات المصريين رغم أن جهاز الدولة معه ورغم أن المصريين ليسوا جميعًا مع الثورة
حتى الآن سادت ثنائية جهاز الدولة والإخوان وهذا ليس جديدًا لكن الجديد هو أن قوى مدنية جبارة نظمت نفسها خلف حمدين وأبو الفتوح ولا يمكن تجاهلها
المعارك الديمقراطية القادمة كثيرة، وتبدأ بالدفاع عن حقوق المواطن الاجتماعية والسياسية وعن الحريات الفردية والثقافية وتنتهي في التنظيم السياسي للانتخابات القادمة
هنالك حاجة لضوابط وضمانات عملية في أي تفاهم مقبل تبدأ بالتفاهم الآن على مبادئ الدستور والقضايا الرئيسية في السياسة المصرية مثل الحريات والقضايا الاجتماعية
دعا المفكر العربي الدكتور عزمي بشارة شباب الثورة المصرية إلى التخلي عن الشعور بالإحباط بعد صدور النتائج الأولية للإنتخابات المصرية، موجهُا خطابه لهم، قائلاً: "لم يأخذ أحد مصر منكم.. والثورة لم تختطف.. و23% لمؤيدي النظام السابق ليس كثيرا".
د. عزمي بشارة (تصوير: Getty Images)
وأضاف، في تغريده على حسابه الشخصي بموقع "تويتر"، أن الثورة بمصر قامت من أجل الديمقراطية، وليس من أجل أن ينتصر هذا المرشح أو ذاك، ولذلك فقد حققت أول إنجازاتها". وأوضح أن شفيق لم يحصل على أغلبية أصوات المصريين رغم أن جهاز الدولة معه، ورغم أن المصريين ليسوا جميعًا مع الثورة. وأضاف: "حتى الآن سادت ثنائية جهاز الدولة والإخوان وهذا ليس جديدًا، لكن الجديد هو أن قوى مدنية جبارة نظمت نفسها خلف حمدين وأبو الفتوح، ولا يمكن تجاهلها".
تنوع سياسي وفكري
وتابع: أقوى قوتين منظميتن في مصر "أجهزة الدولة القديمة" و"جماعة الإخوان" حصلوا معا على أقل من 50% من الأصوات، كما أن مؤيدى "الفلول" مثلوا فقط نسبة 23% لذلك فمصر بخير، مضيفا أن النتائج حتى الآن تكاد تطبق درسا في علم الاجتماع السياسي، ففي المدن ثورة وتنوع سياسي وفكري واجتماعي، وفي الريف ثنائية التدين وجهاز الدولة.
تفاهم انتخابي
واعتبر بشارة أن المقدمة لأي تفاهم انتخابي مع حركة الإخوان المسلمين تبدأ بفهمهم أنهم تراجعوا شعبيا الى 25% بسبب اخطائهم وأن عليهم ان يلخصوها كأخطاء، وأنه لا يمكنهم أن يتسلموا 100% من السلطة ب25% من الأصوات، مضيفا أن هذه مسألة لا تحل بالخطب والوعود والكلام المعسول.
ضمانات عملية
وقال بشارة عبرصفحته الرسمية على الفيسبوك: "هنالك حاجة لضوابط وضمانات عملية في أي تفاهم مقبل، تبدأ بالتفاهم الآن على مبادئ الدستور، والقضايا الرئيسية في السياسة المصرية مثل الحريات والقضايا الاجتماعية، وتركيبة الحكومة وتنتهي بوجود فريق رئاسي له صلاحيات، هذا كلام يجب ان يوثق ويحصن، بحيث لا يكون من صلاحية البرلمان لاحقا إلغائه بالأغلبية".
المعارك الديمقراطية
وأضاف "في حالة عدم موافقة الإحوان على هذه المشاكل قد يتجند البعض لإنجاحهم ولكن سوف يزداد خوف الكثيرين منهم ومن احتمال تفردهم بالحكم، لانهم يرفضون مثل هذه الاقتراحات، وهم 25%، ولأنهم يفعلون ما يحلو لهم ويراهنون على أخلاق الآخرين. هذا لم يعد يعجب الناس وأصبح يخيفهم". واختتم بشارة قوله بأن المعارك الديمقراطية القادمة كثيرة، وتبدأ بالدفاع عن حقوق المواطن الاجتماعية والسياسية، وعن الحريات الفردية والثقافية، وتنتهي في التنظيم السياسي للانتخابات القادمة.