البطريرك ميشيل صبّاح في مقاله:
عيد العنصرة هو عيد ميلاد الكنيسة وعيد ميلاد كل مسيحي آمن بيسوع المسيح وقَبِلَ الروح ليثبت في إيمانه
عيد العنصرة يذكِّر المسيحي بهويته وبأنَّه ممتلئ بروح الله وبأنه حامل لروح الله بين الناس وحامل في كلامه أو في سيرته شهادة ليسوع الذي مات ثم قام حتى يصبح كلُّ إنسان أقوى من كلِّ شرٍّ وخطيئة
مجتمعنا فيه خير كثير وشر كثير والمسيحي حامل روح الله يسير مع هذا الخير الكثير والشر الكثير وبقوة الروح يقدر أن يفصل بين الخير والشر وبقوة الروح يساهم في كلِّ خير ويحاول الحدَّ من كلِّ شر بقدر ما يعطيه الروح أن يعمل
في عيد العنصرة نذكر حلول الروح القدس على الرسل. كما أخبرنا بذلك سفر أعمال الرسل: "ولمّا أتى اليوم الخمسون، كانوا مجتمعين كلُّهم في مكان واحد. فانطلق من السماء بغتة دويٌّ كريح عاصفة، فملأ البيت الذي كانوا فيه. وظهرت لهم ألسنة كأنَّها من نار، قد انقسمت، فوقف على كلٍّ منهم لسان. فامتلأوا جميعًا من الروح القدس". كان يسوع قد وعد رسله، في حديثه معهم عشية آلامه، قال: "ولكنَّ المؤيِّد، الروح القدس الذي يرسله الأب باسمي، هو يعلِّمكم جميع الأشياء ويذكِّركم جميع ما قلتُه لكم " (يوحنا 14: 16).
عيد ميلاد كل مسيحي
عيد العنصرة هو عيد نشأة الكنيسة، جماعةً واحدةً تنقل إلى الناس بشرى القيامة السارّة: هذا ما فعله الرسل بعد أن حلَّ عليهم الروح في القدس أوَّلًا، ثم في مختلف أنحاء العالم. وهذا ما تفعله الكنيسة اليوم في مختلف أنحاء العالم، وهذا ما تفعله اليوم كنيستنا، كنيسة القدس، في مختلف كنائسنا ورعايانا. عيد العنصرة هو عيد ميلاد الكنيسة، وعيد ميلاد كل مسيحي آمن بيسوع المسيح وقَبِلَ الروح ليثبت في إيمانه، وليسمع من جديد كلام يسوع: ولكنَّ المؤيِّد، الروح القدس الذي يرسله الأب باسمي، هو يعلِّمكم جميع الأشياء ويذكِّركم جميع ما قلتُه لكم " (يوحنا 14: 16). هذا عيد ميلاد كل مسيحي في يومِ قَبِلَ سر المعمودية وسر الميرون. وهو عيد يذكِّر المسيحي بما هو، بهويته، بأنَّه ممتلئ بروح الله، وبأنه حامل لروح الله بين الناس، وحامل في كلامه أو في سيرته شهادة ليسوع الذي مات ثم قام، حتى يصبح كلُّ إنسان أقوى من كلِّ شرٍّ وخطيئة.
الخشوع أمام الرب
هذا عيد يذكِّرنا أنَّنا أعضاء في جسد واحد، في الكون كلِّه، يرفع إلى الله صلاة واحدة ويشهد أمام الناس شهادة واحدة. فنحن كبارٌ بهذا الحجم الكونيّ للكنيسة. ولسنا أعدادًا كبيرة أو صغيرة. بل نحن مؤمنون كبار بروح الله الذي أُفيض فينا وبصلاتنا الواحدة وبسلوكنا طرق الروح التي ذكرها القديس بولس حيث قال: " أما ثمر الروح فهو: المحبة والفرح والسلام وطول الأناة واللطف ودماثة الأخلاق والأمانة والوداعة والعفاف. (غلاطية 5: 16 ...) هذا يومٌ يعود فيه المسيحي إلى نفسه ليخشع أمام ربِّه، وفي هذا الخشوع يحاول أن يعرف نفسه، ويصغي إلى الروح الذي فيه، ويسير في كل حياته بحسب روح الله الذي يحمله.
الفصل بين الخير والشر
مجتمعنا فيه خير كثير وشر كثير. والمسيحي، حامل روح الله، يسير مع هذا الخير الكثير والشر الكثير، وبقوة الروح يقدر أن يفصل بين الخير والشر، وبقوة الروح يساهم في كلِّ خير، ويحاول الحدَّ من كلِّ شر، بقدر ما يعطيه الروح أن يعمل. المسيحي رسول إلى بيته وأهله وأحبّائه وإلى كل مجتمعه، تهمُّه هموم كل مجتمعه ويطمح بكلِّ طموحاته. ورسالته هي أن يملأ الكلّ بالروح مانحِ الحياة للكلّ.
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net