في نتائج محاكمة مبارك.. الثورة المصرية لأين؟/بقلم:ابراهيم خطيب

كل العرب
نُشر: 01/01 12:07,  حُتلن: 13:52

ابراهيم خطيب في مقاله:

النظام السابق لم يمت وهناك متنفذين منه ما زالوا موجودين في الساحة المصرية ويحركون بعض الحبال ويسعون للاستمرار في الحفاظ على مصالحهم

 ما حوكم على أساسه مبارك وأركان حكمه هي قوانين وضعت تحت نظام مبارك وعليه هذه القوانين وفق هيئتها الحالية يشوبها الكثير من العوار الذي يجب على الثورة والنظام القادم السعي لتغييرها

يجب أن لا ننسى أن القضية التي حكم على مبارك وأعوانه فيها هي قضية واحدة من مجمل قضايا يجب أن لا ننساها

لا شك أن الكثر في الفترة الاخيرة أصابه نوع من الاحباط مما يحدث في الساحة المصرية خصوصاً بعد قرار المحكمة الاخير بتبرئة مساعدي العادلي وعلاء وجمال مبارك .. واقتصار الحكم على مبارك والعادلي بالسجن المؤبد، إضافة لنتائج الانتخابات الرئاسية وانتقال شفيق للمرحلة الثانية من الانتخابات، سنحاول في هذا المقال رصد بعض النقاط التي يتوجّب علينا أخذها في الاعتبار وعدم نسيانها في سياق مراقبتنا للثورة المصرية.
 

قرارات المحكمة
- القرار المخزي وتقصير القضاء: مع تأكيدنا على أن القرار المتخذ من قبل المحكمة تجاه مبارك والعادلي وبعض اركان نظامه هو قرار مخزي ولا يرقى لتطلعات الشعب المصري الّا انه يجب الاخذ بالاعتبار أن النيابة والمحامين وفق أكثر من مصدر قصّروا في الدعاوي التي قدموها ضد مبارك وزبانيته ولم تصل لتطلعات الشعب المصري وتظهر جرائم نظام مبارك، هذا الى جانب التأثير السياسي على قرارات المحكمة وكل هذا ساهم في هذا القرار المخزي.

قوانين عادلة
- القوانين السابقة: إن ما حوكم على أساسه مبارك وأركان حكمه هي قوانين وضعت تحت نظام مبارك وعليه هذه القوانين وفق هيئتها الحالية يشوبها الكثير من العوار الذي يجب على الثورة والنظام القادم السعي لتغييرها وبناء نظام قضائي قوي مستقل وفق قوانين عادلة لا توارب ولا تفضّل بين حاكم ومحكوم.

الوصول للإعدام
- قضايا أخرى : يجب أن لا ننسى أن القضية التي حكم على مبارك وأعوانه فيها هي قضية واحدة من مجمل قضايا يجب أن لا ننساها، صحيح أن القضية التي حوكم عليها مبارك وهي قتل المتظاهرين هي قضية مركزية ومهمة ولكن يجب أن لا ننسى أن مبارك وأركان حكمه جثموا على رقاب العباد لمدة ثلاثين عاماً، وظلموا وقتلوا وسرقوا ونهبوا في هذه المدة الكثير الكثير، وعليه يجب أن لا ننسى انه يجب أن تفتح قضايا أخرى في هذا السياق، وممكن أن تصل العقوبات فيها للإعدام.

التغيير المنشود
- نجاح الثورة ليس بيوم وليلة: يجب التأكيد على الدوام أن الثورة المصرية وكل ثورة من المستحيل أن تغيّر الواقع بيوم وليلة ولا يمكن قلب الواقع بلمح البصر، ولذلك نحن على قناعة أن الثورة المصرية ستأخذ مدة من الزمن هي سنوات لكي تنجح كما يجب ويقوم التغيير المنشود ولكي تقام دولة قوية عادلة، وعليه فأن ما يحدث الان وكل هذه الصعوبات والواقع المرير الذي نعيشه مع انتهاء الثورة المصرية هو طبيعي، بل طبيعي لأبعد الحدود، فالعقبات ستواجه المصريين في التغيير وبناء الدولة. ولكن السؤال الاهم كيف نتعامل مع هذه العقبات وكيف نواجهها؟ وكيف نخرج بمصر لبر الأمان؟

نجاح شفيق وصعوده
- قوة النظام السابق ومتنفذيه : أمر لا يختلف عليه اثنان ولا يتناطح عليه عنزان كما يقال، بأن النظام السابق لم يمت وأن هناك متنفذين منه ما زالوا موجودين في الساحة المصرية ويحركون بعض الحبال، ويسعون للاستمرار في الحفاظ على مصالحهم. ونقول أن هؤلاء المنتفعين من النظام السابق لديهم من القوة التنظيمية الكثير وما زال الحزب الوطني بشكل او بأخر موجود على الساحة ببعض اشخاصه وخير دليل على ذلك هو نجاح شفيق وصعوده للجولة الثانية وعليه فأن النظام السابق سيحاول بكل ما أوتي من قوة تقويض الثورة بكل الوسائل وهذا ما يقوم به.

إنجاح الثورة
- الانتخابات: ان كل ما يحدث الان في الساحة المصرية وخصوصاً عقب صدور الحكم بحق مبارك يوجّب على المصريين الوقوف بصف واحد وبمسؤولية عالية الى جانب مرشح الثورة في هذا السياق وليس مرشح حزب الحرية والعدالة وحسب الدكتور محمد مرسي، كون ان سرقة الثورة تتم الان جهاراً نهاراً بمحاولة اعادة النظام السابق من خلال احمد شفيق، فعلى الشعب المصري والقادة السياسيين المصريين التعالي عن الخلافات الضيقة وإنجاح الثورة في هذه المرحلة عبر دعم الدكتور محمد مرسي، وهذا لا ينفي استمرار الخلافات بين الاطراف السياسية فالخلاف أمر طبيعي وصحي ولكن من غير الطبيعي ومن غير الصحي عدم دعم مرشح الثورة الدكتور مرسي وإفشال الثورة وإعادة النظام السابق للحكم.

خيارات استراتيجية
في النهاية يجب التأكيد على أن واقع مصر السياسي وكثرة المتغيرات في الساحة المصرية عقب الثورة أمر متوقع، ويكمن التحدي الأكبر في التعامل مع كل هذه المتغيرات وأن تكون الأهداف العليا وأهداف الثورة واضحة وراسخة عند الجميع ويسيروا حسبها فتكون الخيارات استراتيجية وليست تكتيكية ضيقة، والخيار الاستراتيجي هو بنجاح الثورة ببناء دولة قوية عادلة فيها احترام للإنسان وكرامته وفيها تداول سلمي للسلطة.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة