الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 12:01

بدون تعميم/ بقلم: المربية فردوس حبيب الله

كل العرب
نُشر: 08/06/12 14:05,  حُتلن: 14:09

على مدار سنين طويلة من التاريخ، كان العلم محور الحياة. فمنه نشأت الحضارات ، واليه تطورت، وهو المسبب لتلك الحضارات وهو روحها ايضا. اذا كيف لمن تعلّم وعلِم ان يكون مساويا لمن تعلّم ولم يعلَم او لمن لم يتعلم حتى من تجربته الحياتية ؟ كيف لمن فهم اصل الحياة وامرها ، واتطلع على حضارات الشعوب وعاشها ، او انخرط في سيرورة الحياة ، وذاق من حروبها او شرب من سلامها ، كيف له ان يتماثل مع من لا يجهد نفسه في التفكير في الاسباب والنتائج .

المستوى المطلوب
ان انتماء الانسان لاطار اجتماعي ومهني معين، ما هو بالأمر الصدفة ، انه سبب مهم جدا كي يرتئي ذلك الانسان للمستوى المطلوب من التطور الايجابي المتعدد الاتجاهات ، ومن عملية التغيير الحيوية التي ما زال يطمح للوصول اليها. من اهم الاطر التي تعكس ملامح صورة التطور والتغيير بشكل واضح هي المؤسسة المسماة مدرسة. نشأت المدرسة وبدأت تتطور في عصر الاسلام الذي وضع لأول مرة النظام المدرسي على اساسه الحديث. كما واستمر هذا التطور ايضا في العهد العثماني وفي اوروبا خلال العصور الوسطى ، حيث كان الهدف منها تعليم اللغة اللاتينية في الاساس .  مع مرور السنوات ، اصبح للمدرسة قيمة اضافية مهمة جدا ، الا وهي التربية. واصبحت هذه المؤسسة تسمى : مؤسسة التربية والتعليم.

القدوة الحسنة
بين جدرانها يتعلم الطالب اللغات والعلوم ، وبين جدرانها يرتوي الطالب للعلم، من عذب الكلام، فيها يستمد الطالب طاقته وقوته من معلمه الانسان،. ذلك المعلم المثال . القدوة الحسنة الموجهة له في امور الحياة . فهو ( المعلم) الاب حين يغيب الوالد ، وهو الام حين يشتاق الطالب الى حضن امه في غيابها، هو صديقه المخلص حين يبحث الطالب عن سند يسند رأسه اليه، هو الاخ حين يتألم الطالب ليقول " اخ" ، هو المستشار حين لا يجد الطالب بحرا يتسع لأحزانه وهمومه، وهو اذا الّح الأمر، هو الطالب ذاته حين لا يكون للطالب لا ابا ولا اما، لا أخا ولا صديقا. هو الوحي الملهِم الذي يشعل لدى الطالب شعاع التحدي والمغامرة ، ويضيئ امامه شمعة الاجتهاد والبحث عن الذات.
المدرسة والمعلم هما " البيت والدار" . لكني اطرح السؤال: كيف لنا ان ننتظر رؤية طلاب متحلّين بالتربية ومتوّجين بالنجاح حين لا يكون البيت بيتا ولا الدار دارا ؟؟؟؟؟؟؟ هل يمكن للبيت ( المدرسة) ان يكون مصدر الهام للطالب وملجأ يحميه من حرارة الحياة وبردها حين يكون ذلك البيت اصلا مهددا بالانهيار؟ وهل للدار ( المعلم) ان تكون مثالا يُقتدى به حين تكون تلك الدار بلا حضارة وبلا تاريخ؟

ان فاقد الشيء لا يعطيه ...
كيف للمعلم ان يطلب من تلميذه ان يحافظ على نظافة المدرسة ، حين يراه ذلك التلميذ يطفئ سيجارته بين ذرات التراب داخل الاصيص، او يرميها على الارض ليطفئها بمداسه؟
أو كيف للمعلم ان يطلب من تلميذه ان يتكلم بصوت منخفض حين لا يسمعه ذلك التلميذ الا صارخا؟
أو كيف للمعلم ان يطلب من تلميذه ان لا يتفوه بألفاظ خارجة عن اصول اللغة وعن حدود الاخلاق ، حين لا يسمعه ذلك التلميذ الا متلفظا فيها؟ أو كيف للمعلم ان يطلب من تلميذه أن يصغي لحديث غيره، حين لا يصغي هو الا لنفسه ؟ أو كيف للمعلم ان يطلب من تلميذه ان يتقيد بالمواعيد، حين يراه ذلك التلميذ راكضا نحو بوابة المدرسة متأخرا عن دوامه؟ أو كيف للمعلم ان يطلب من تلميذه ان يلتزم بالزي الموحد، حين يراه ذلك التلميذ لا يلتزم بأبسط المعايير الاجتماعية والاخلاقية؟
والاهم..

الإحترام
كيف للمعلم ان يطلب من تلميذه ان يتحلى بالاحترام، يتكلم باحترام، يتصرف باحترام ويصغي باحترام حين يكون ذلك المعلم خاليا من كل احرف الاحترام !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
اين المعلم اليوم من احترامه لذاته، لمهنته، لأمانته ، لأرضه ولشعبه؟؟؟؟ ان ملامح صورة المدرسة مشوشة بنظري.. لكن املي كبير .. فنحن ما زلنا نستظل بأجنحة بعض المدراء الذين قلت أمثالهم في ايامنا هذه، وما زلنا نصادف بعض المعلمين الذين يبثون الهيبة والاحترام والاخلاق على كل من حولهم .
ولكم اقول قولين:
الاول:
ما كل ما يتمنى المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
أما الثاني:
اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر
الارادة ، زملائي المعلمين، هي المفتاح الثاني بعد الادراك ...
هل انتم ممن يستترون خلف القضاء والقدر ؟ أم انكم ممن يتسلحون بتلك الارادة القوية الطامحة لحدود السماء؟
الاختيار هو لكم ولضمائركم
 

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة

.