الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 09:02

مشاهد من رحلة الإسراء والمعراج/بقلم: الأستاذ سعيد فالح بكارنة - الناصرة

كل العرب
نُشر: 14/06/12 17:13,  حُتلن: 22:26

تهل علينا بعد عدة أيام ذكرى الإسراء والمعراج التي سطرها الله تعالى في القرآن الكريم بقوله :" سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله، لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير" (سورة الإسراء آية 1 ).

ويقصد بالإسراء: الرحلة التي أكرم الله بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام بمكة المكرمة إلى المسجد الأقصى المبارك بالقدس الشريف. أما المعراج فهو ما أعقب ذلك من العروج بالنبي عليه الصلاة والسلام إلى طبقات السماوات العلى ثم الوصول به إلى حد انقطعت به علوم الخلائق من ملائكة وإنس وجن، إلى أن وصل إلى سدرة المنتهى عند جنة المأوى ودنا من ربه مقاماً لم يبلغه أحد من الأنبياء.

وقد كانت حادثة الإسراء والمعراج معجزة ربانية أكرم الله بها نبيه تسرية له بعد عودته من الطائف وما لاقاه من أذى أهلها بعد أن دعاهم إلى الإسلام، فكان الإسراء والمعراج تكريماً له وتجديداً لعزيمته وثباته . وفي المعراج أكرم الله تعالى نبيه الكريم بعدد من المشاهد العظيمة سنأتي في هذا المقال على بعضها : فقد روت كتب الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : رأيت رجالا لهم مشافر كمشافر ( أي شفاه ) الإبل في أيديهم قطع من نار كالأفهار ( أي الحجارة العظيمة ) يقذفونها في أفواههم فتخرج من أدبارهم . فقلت : من هؤلاء يا جبريل ؟ قال هؤلاء أكلة أموال اليتامى ظلما .
قال ثم رأيت رجالا لهم بطون لم أر مثلها قط بسبيل آل فرعون يمرون عليهم كالإبل المهيومة حين يعرضون على النار يطئونهم لا يقدرون على أن يتحولوا من مكانهم ذلك قال قلت : من هؤلاء يا جبريل ؟ قال هؤلاء أكلة الربا. نظر الرسول صلى الله عليه وسلم فرأى موائد كثيرة, عليها لحم مشرّح جيّد ولا يقربها أحد, وموائد أخرى عليها لحم نتن كريه الرائحة وحول هذا اللحم النتنة أناس يتنافسون على الأكل منها ويتركون اللحم المشرّح الجيّد, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ومن هؤلاء ياجبريل"؟ . قال جبريل: هذا حال ناس من أمتك يتركون الحلال الطيّب فلا يطعمونه, ويأتون الحرام الخبيث فيأكلونه!

ثم رأى أقواما يقطع اللحم من جنوبهم ثم يقال لكل منهم:  كل من هذا اللحم كما كنت تأكل لحم أخيك ميتا.  فقال الرسول صلى الله عليه وسلم:" من هؤلاء يا جبريل"؟ قال جبريل: هؤلاء هم الذين يغتابون الناس من أمتك, كان كل منهم يأكل لحم أخيه ميتا.  ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد أقواما تضرب رؤؤسهم بالصخركلما ضربت تحطمت, وكلما تحطمت عادت كما كانت فترضخ من جديد بالصخر فتتحطم.. وهكذا, فقال عليه الصلاة والسلام:" من هؤلاء يا جبريل ؟  قال جبريل عليه السلام: هؤلاء من أمتك هم الذين تتثاقل رؤؤسهم عن الصلاة المكتوبة.
ثم يأتي رسول الله على رجل قد جمع حزمة عظيمة لا يستطيع حملها هو يزيد عليها, وذلك دليل على كثرة الذنوب التي ارتكبها والمعاصي التي اقترفها, ومع ذلك فهو يزيد منها ويثقل على نفسه بالذنوب فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ما هذا يا جبريل"؟
قال جبريل: هذا الرجل من أمتك تكون عليه أمانات الناس, لايقدر على أدائها وهو يزيدعليها أمانات اخرى, وقد دعا الاسلام الى ردّ الأمانات.
ومشهد عظيم آخر: فقد مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على أقوام تقرض ألسنتهم وشفاههم بمقاريض من حديد, كلما قرضت عادت كما كانت قال" ما هذا يا جبريل"؟ قال جبريل: هؤلاء خطباء الفتنة. نسأل الله تعالى أن يجنبنا المعاصي والفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يعيد علينا هذه الذكرى باليمن والخير والبركة، إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير 

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة

.