مطانس فرح في مقاله:
من المفترض أن أنتبه إلى صلاحيّة المستطيَبَيْن قبل أن أحملهما مهرولًا من الدكّان فمسؤوليّة ذلك تقع على عاتقي، إلّا أنّ المسؤوليّة الكبرى والأساس تقع على كواهل أصحاب الدّكاكين والمتاجر الكبيرة
المُنتَجات الغذائيّة ومستحضَرات الحليب واللّبن وغيرها المنقضية مدّة صلاحيّتها، نجدها غالبًا - ولا أعمّم - لدى أصحاب المحالّ التجاريّة العرب سواء أكان ذلك في الدكاكين الصغيرة منها أم في المتاجر الكبيرة ولا أجد تفسيرًا مُقنعًا لذلك
من الواجب والضروريّ أن يجول مراقبون من قِبل وزارة الصحّة بين الدكاكين والمحالّ التجاريّة للتأكّد من سلامة المُنتجات وصلاحيّتها، إن لم يفلح في القيام بذلك صاحب الدكّان أو المتجر نفسه، وأن يتّخذوا الإجراءات المناسبة
أخلوا دكاكينكم ومتاجركم من هذه المُنتَجات وأعيدوها إلى حيث يجب أن تكون بدل أن يفعل ذلك مراقبو وزارة الصحّة..! فقد يدفع المستهلِكون ثمنًا صحيّـًا باهظًا لقاء ذلك، وأنتم قد تدفعون مقابل بضع حفنات من الشّواقل أموالًا طائلة
دخلت صباح نهاية الأسبوع، وأنا على عجلة من أمري، إلى أحد الدكاكين في حيّ وادي النسناس الحيفاويّ، متّجهًا نحو البرّاد، مباشرةً، خاطفًا منه مستطيَبَيْن من مستطيبات الحليب ("مَعْدان")، دافعًا مقابل "خطفي" هذا حفنةً قليلة من الشواقل، وهرولت إلى المكتب. ولكنّني لم أنتبه إلّا بعد سويعات إلى أنّني دفعت تلك الشواقل مقابل مستطيَبَيْن منتهية مدّة صلاحيّتهما! وقد اكتشفت ذلك بعد أن فتحت رزمة أحد مستطيَبَي الحليب، الّتي فاحت منها رائحة حموضة. ولدى فحصي لتاريخ صلاحيّة المستطيَب تبيّن لي أنّه انقضى منذ أكثر من خمسة أيّام مضت..! فلم استطيِب وأتلذّذ بطعم هذا المُستطيَب!
كان من المفترض أن أنتبه إلى صلاحيّة المستطيَبَيْن قبل أن أحملهما مهرولًا من الدكّان؛ فمسؤوليّة ذلك تقع على عاتقي، إلّا أنّ المسؤوليّة الكبرى والأساس تقع على كواهل أصحاب الدّكاكين والمتاجر الكبيرة (الـ"سوبّر ماركت")، الّذين من واجبهم المهنيّ والأخلاقيّ عدم الاحتفاظ بمُنتَجات غذائيّة أو مستحضَرات حليب منقضية مدّة صلاحيّتها، وعرضها في مقدّمة البرّادات أو على الرّفوف.
تفسير مقنع
أقولها بأسف، إنّ المُنتَجات الغذائيّة ومستحضَرات الحليب واللّبن وغيرها المنقضية مدّة صلاحيّتها، نجدها غالبًا - ولا أعمّم - لدى أصحاب المحالّ التجاريّة العرب، سواء أكان ذلك في الدكاكين الصغيرة منها أم في المتاجر الكبيرة؛ ولا أجد تفسيرًا مُقنعًا لذلك، سوى كسب بضع حفنات إضافيّة بائسة من الشّواقل على حساب ثقة الزّبائن والمستهلِكين، وذلك بدل أن يعيدوا هذه المُنتجات والمستحضَرات إلى الشِّرْكات المزوِّدة. من حقّنا كمستهلكين - وهذا مفهوم، ضمنًا - أن نقتني مُنتَجاتنا الغذائيّة المختلفة ومستحضَرات الحليب على أنواعها، صالحةً، معروضةً ومخزونةً أو مبرّدةً بشكل "ساغ سليم". ومن واجب أصغر المحالّ الغذائيّة وأكبرها أن يوفّر لنا ذلك.
استهتار بعض أصحاب المحال
ولفتتني في محالّ تجاريّة عدّة قنانيّ المشروبات اللّدائنيّة (الپلاستيكيّة) - العاديّة منها والغازيّة - المعروضة في الواجهة، والمعرَّضة طوال ساعات النّهار لأشعّة الشمس الحارقة، الّتي تخترق قناني المشروب اللّدائنيّة هذه فتغيّر من "تركيبتها" وطعم محتواها..! فمن الضروري، أيضًا - عدا الاهتمام بتاريخ صلاحيّة المُنتَج - معرفة كيفيّة خزنه والحفاظ عليه؛ ليصلنا من دون أيّ عطب أو خلل. إنّ استهتار بعض أصحاب المحالّ التجاريّة الغذائيّة وإهمالهم في كيفيّة خزن المُنتَجات الغذائيّة والحفاظ عليها، يُضرّان بصحّة المستهلِكين؛ حيث إنّه من الممكن أن يقتني أيّ شخص - طفلًا كان، شابًا أو مسنًّا - مُستطيَبًا، أو كيسًا من الحليب، أو رزمةً من النقانق، وغيرها من المُنتَجات الغذائيّة المنتهية مدّة صلاحيّتها، من دون أن يلتفت إلى ذلك، أو حتّى من دون أن يلفت صاحب المحلّ انتباهه إلى ذلك(!)، ما يؤثّر في صحّته.
الواجب والضروريّ
من الواجب والضروريّ أن يجول مراقبون من قِبل وزارة الصحّة بين الدكاكين والمحالّ التجاريّة؛ للتأكّد من سلامة المُنتجات وصلاحيّتها، إن لم يفلح في القيام بذلك صاحب الدكّان أو المتجر نفسه، وأن يتّخذوا الإجراءات المناسبة؛ لعلّ ذلك يلقّن البعض درسًا في كيفيّة الحفاظ على المُنتجات الّتي تدخل إلى بيت كلّ واحد منّا. تقع على المستهلِك، أيضًا، مسؤوليّة فحص تاريخ صلاحيّة أيّ مُنتَج غذائيّ قبل اقتنائه، وذلك بفحص تاريخ انقضاء صلاحيّته؛ كما التأكّد من أن المُنتَج كان محفوظًا في ظروف مثاليّة، من ناحية التبريد عند الحاجة، أو عدم تعرّضه للشّمس طَوال النّهار، وما شابه.
أخلوا دكاكينكم من هذه المُنتَجات
ولأصحاب الدّكاكين والمحالّ والمتاجر الغذائيّة (الـ"ميني ماركت" والـ"سوپر ماركت")، والعرب منهم خصوصًا، أقول: أرجو منكم التأكّد من صلاحيّة كلّ مُنتَج غذائيّ لديكم، والتأكّد من أنّه مخزون بشكل سليم؛ حفاظًا على صحّة المستهلِكين وسلامتهم. فبدل أن تَعرِضوا المُنتجات الغذائيّة المُنتهية مدّة صلاحيّتها بين مُنتَجات صالحة (للتّمويه) - كما يفعل البعض - أو على الرّفوف، وتَعرِضوا مستحضَرات الحليب المنتهية مدّة صلاحيّتها، أيضًا، في مقدّمة واجهة رفوف البرّادات؛ أخلوا دكاكينكم ومتاجركم من هذه المُنتَجات وأعيدوها إلى حيث يجب أن تكون، بدل أن يفعل ذلك مراقبو وزارة الصحّة..! فقد يدفع المستهلِكون ثمنًا صحيّـًا باهظًا لقاء ذلك، وأنتم قد تدفعون مقابل بضع حفنات من الشّواقل أموالًا طائلة!
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net