الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 09 / نوفمبر 17:01

هجرة السودانيين أسبابها ونتائجها الديمغرافية/بقلم: طارق محمود بصول

كل العرب
نُشر: 27/06/12 10:03,  حُتلن: 08:28

طارق بصول - ماجستير في الجغرافيا والدراسات البيئية:

الهجرة لها تأثير في المنشأ وهو المكان الذي يهاجرون منه ولها تأثير آخر بالهدف المكان الذي يصلون إليه

هنالك نوعان من الهجرة الهجرة الخارجية عبر الحدود من دولة الى أخرى والهجرة الداخلية من مكان الى آخر داخل حدود الدولة

عدد كبير من سكان السودان يقررون كل عام ترك بلادهم والبحث عن دول أخرى من أجل الإستقرار والعيش فيها، هذه الهجرة نابعة بالأساس من الوضع الإقتصادي والأمني في السودان

البطالة لها معقبات كبيرة مثل مشاكل إجتماعية أو إحتكاك عنيف بين السكان المحليين والمهاجرين بإدعاء من السكان المحليين بأن المهاجرين سيطروا على أماكن العمل وأرزاقهم مثلما يحصل اليوم بجنوب تل ابيب

سبحان الذي خلق كل شيء بمقدار ونحمده ونستعين به، وأفضل الصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي المصطفى المختار.
تعد الهجرة إحدى مجالات الديمغرافية، يبحث هذا الموضوع بإنتقال السكان من مكان الى آخر. هنالك نوعان من الهجرة، الهجرة الخارجية عبر الحدود من دولة الى أخرى والهجرة الداخلية من مكان الى آخر داخل حدود الدولة، وبالأرجح من القرية الى المدينة. الهجرة الداخلية والخارجية قد تكون إختيارية عن طيب خاطر مثل الزواج أو التعليم والعمل وقد تكون هجرة إجبارية مثل:
أ – الحرب. عند حدوث حرب العديد من السكان يقررون ترك الدولة والبحث عن دولة آمنة.
ب- وضع إقتصادي سيء ونسبة بطالة عالية يؤدي الى فرار السكان المحليين لدولة متطورة للبحث عن أماكن عمل.
ت- الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والبراكين.

الوضع الإقتصادي والأمني
بعد هذه المقدمة القصيرة والتعرف على الهجرة وأنواعها، سوف يبحث هذا المقال بهجرة السودانيين الى البلاد في الآونة الأخيرة. فالحديث السائد في البلاد هو ازدياد عدد المهاجرين السودانيين وفكرة إعادتهم الى وطنهم. عدد كبير من سكان السودان يقررون كل عام ترك بلادهم والبحث عن دول أخرى من أجل الإستقرار والعيش فيها، هذه الهجرة نابعة بالأساس من الوضع الإقتصادي والأمني في السودان. تعاني السودان من وضع إقتصادي سيء، فنسبة البطالة عالية، المعاشات منخفضة وهنالك غلاء في المعيشة مما يحتم على السكان المحليين ترك البلاد والهجرة الى أماكن أكثر تطورا من أجل البحث عن أماكن عمل، ومن ناحية أخرى الوضع الأمني الذي تعاني منه البلاد وبالتحديد الإضطرابات بين الجنوب والشمال تعد سببا لهجرة عدد من السكان المحليين الى دول أخرى هادئة وآمنة.

الجغرافية السياسية
إذن وفقا لما ذكر أعلاه نلاحظ مدى تأثير السياسة على المدى الجغرافي ما يسمى "بالجغرافية السياسية"، هذه الهجرة لها تأثير في المنشأ وهو المكان الذي يهاجرون منه، ولها تأثير آخر بالهدف المكان الذي يصلون إليه. تعاني السودان في المنشأ اليوم من نقص بالأيدي العاملة الشابة، فغالبية المهاجرين هم من الشباب وبقي في الدولة كبار السن الذين ينتجون كمية قليلة بوقت كبير. أما في دول الهدف فيصبح العكس، إزدياد بالأيدي العاملة، مما يؤدي الى إرتفاع نسبة البطالة في الدولة.

حرب إقليمية
البطالة لها معقبات كبيرة مثل مشاكل إجتماعية أو إحتكاك عنيف بين السكان المحليين والمهاجرين، بإدعاء من السكان المحليين بأن المهاجرين سيطروا على أماكن العمل وأرزاقهم مثلما يحصل اليوم بجنوب تل ابيب بين السكان المحليين والسودانيين، ونسوا أن رزق العبد في السماء لقول الله "وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُون" (الذريات:22 ). وفي بعض الأحيان تتحول هذه المشاحنات الى حرب إقليمية بين دولة المنشأ ودول الهدف في حال قربهم من بعضهم البعض، أما إذا كان هناك بعد جغرافي بين الدولتين ربما يحدث توتر سياسي بينهم مثل إغلاق السفارات.

إقامة مشاريع ومصانع
للختام: من أجل منع مثل هذه الإضطرابات والإحتكاكات، يجب على كل دولة أن تهتم بسكانها وتقدم لهم الخدمات من أجل كسبهم في البلاد، وكون هذا المقال يبحث بهجرة السودانيين نشد على يد الحكومة السودانية بتوفير أماكن عمل للمواطنين من خلال إقامة مشاريع ومصانع بجميع أنحاء البلاد، أو تطوير الأماكن السياحية والإقتصادية، لا سيما وأن السودان تتمتع بثورات طبيعية غنية، بالإضافة الى نهر النيل الذي يعد مصدر إقتصادي كبير للدولة. الحمد لله الرزاق والمنعم والمتصرف بالأمور.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة

.