عليكِ إتّخاذ بعض الخطوات البسيطة التي تحد من فرص أخذه الأشياء التي ليست له كأنّ تحاولي دوماً إفهامه أنّه سيحصل على الشيء الذي يحبه كهدية في عيد ميلاده أو إذا تصرف بشكل لائق
أحياناً كثيرة يُقدم طفلك على القيام بتصرفات معيّنة لا يعرف مدى صحتها أو ضررها على الآخر. مثلاً غالباً ما ترينه يأخذ أشياء تخصُّ شقيقه أو رفيقه ويدَّعي أنها له، وعندما تحاولين حل المشكلة بإعادة هذه الأشياء إلى أصحابها الحقيقيين، يثور طفلك باكياً شاكياً. فكيف يمكن إفهامه أن ما أقدم عليه هو تصرف غير سليم، وما الطريقة التي تساعده في التوقف عن "سرقة" ما ليس له؟
تصوير: thinkstock
"لقد أخذ سالم سيارتي يا ماما"، صرخ أيمن. وعندما سألت والدتهما سالم، أجابها: "كلا لم أفعل ذلك"، وهو يغطي جيبه بيديه. طلبت منه أن يريها ما في جيبه بلطف، لكنه قاومها وبدأ يبكي. وعندما حاولت إخراج يديه من جيبه وجدت أنّه خبأ فيه سيارة زرقاء صغيرة هي بالفعل لشقيقه أيمن، لكنه أصر على أنها سيارته ورفض إعادتها لشقيقه، إلا بعدما أجبرته والدته على ذلك. الأمر لم يتوقف عند هذه النقطة، فقد أخبرتها المعلمة في المدرسة أن سالم غالباً ما يأخذ أشياء رفاقه، وقد بدأت بعض الأشياء الصغيرة تختفي في الصف، وهي تشك في أنّ الفاعل هو سالم، على الرغم من أنها لم تره يأخذها. ما العمل في هذه الحالة، وكيف يمكن حل مشكلة الطفل الذي يُنكر دوماً أنّه يأخذ الأشياء حتى عندما يُجابَه بالدليل؟
مراقبة السلوك
إذا واجهت مثل هذه المشكلة، عليك، قبل كل شيء، أن تحددي ماهية الأشياء التي يأخذها طفلك. هل تخص شخصاً آخر أو تخص المدرسة، أو الإثنين معاً؟ هل هي مواد صغيرة أم كبيرة؟ هل هي مادة محددة أو نوع معيَّن مثل الأكل أو لُعب السيارات أو المال؟ بعد ذلك، عليك أن تراقبي سلوكه لبضعة أيام ليزداد فهمك للموضوع، حتى إنّه يمكن أن تطلبي المساعدة من معلمته في المدرسة لمراقبته، لتتمكنا معاً من حل المشكلة، ومساعدته في تخطِّيها. من المهم جدّاً أن تحددي الوقت الذي يأخذ فيه ما ليس له، بمعنى آخر، هل يسرق في أي وقت، أم أنّه يقوم بذلك خلال أنشطة محددة أو خلال وجود عدد كبير من الناس والأطفال، أو خلال القيام بزيارة إلى الأصحاب أو في الصف؟ إضافة إلى ذلك، عليك أن تراقبي جيِّداً تصرفه في الفترة التي تسبق السرقة، هل تسمعينه يتحدث عن شغفه بلعبة ما، أو ترينه يلعب بلعبة محددة، أو يعاود الرجوع إلى الشيء الذي يحبه؟ هل يسألك عمّا إذا كان في إمكانه الإحتفاظ بالشيء الذي يحبه، أو هل يرفض أن يشاركه أحد في تلك اللعبة التي لا تخصه؟ هل ترينه يبقى إلى جانب الطفل الذي يملك اللعبة التي أحبَّها؟
راقبي أيضاً سلوكه بعد إقدامه على أخذ الشيء. هل ترينه يجول بنظره ليرى مَن يراقبه؟ هل يخبئ ما أخذه في جيبه أو هل يمسكه بيده، أو هل يضعه في مكان ما؟ هل ينكر أنّه أخذ الشيء عندما يُسأل عن الموضوع، أو أنّه يصرُّ على أنّ هذه اللعبة مثلاً هي له؟ هل ينزعج عندما يكتشف أنّ الشيء عنده، أو هل يدّعي أنّه أخذ اللعبة بالصدفة؟ هل يُرجع الشيء إلى صاحبه أم يرفض فعل ذلك؟
- مفهوم الملكية:
إستعملي الملاحظات والمعلومات التي جمعتها لتنالي تفهُّماً أكثر عن متى وكيف تحدث السرقة؟ عندما يأخذ طفلك الصغير شيئاً لا يملكه، فإنّه عادة يفعل ذلك لأنّه يريد هذا الشيء. والطفل في مرحلة، ما قبل المدرسة، لايزال في طور تطوير فهمه معنى الملكية الذي يصبح في النهاية، جزءاً من فهم أوسع للآداب والأخلاق. لهذا فإن فهم حقوق الملكية لايزال بالنسبة إليه غير واضح في هذه المرحلة، ويحتاج إلى أن يتعلم أنّه من الخطأ أخذ شيء لا يملكه. وعندما يتعلم، عن طريق الإرشاد الإيجابي، ما تعنيه الملكية ولماذا يجب إحترامها، فإنّه يتبنى قيمة الإحترام لممتلكات الآخرين. لكن، عندما يشعر بالخزي والذنب ساعة يأخذ شيئاً ليس له، فإنّه يستاء. كل طفل له رغبات خارج نطاق إمكاناته، وهنا يجب أن تساعدي طفلك على فهم رغباته، وإرشاده إلى الطرق التي تمكنه من التعامل معها بأسلوب سليم. صحيح أنّه لا يمكن السماح بالسرقة في أي مكان، سواء أكان ذلك في المدرسة أم في المنزل أم عند الجيران، إلاّ أنّه يمكن التعامل معها بطريقة لا تُشعر الطفل بالخزي نحو نفسه.
- الإرشاد والتوجيه:
عليكِ إتّخاذ بعض الخطوات البسيطة التي تحد من فرص أخذه الأشياء التي ليست له، كأنّ تحاولي دوماً إفهامه أنّه سيحصل على الشيء الذي يحبه كهدية في عيد ميلاده، أو إذا تصرف بشكل لائق. يجب أيضاً أن توفري له الضروريات اللازمة من مأكل وملبس مناسب لسنه. وأن تحرصي على أن يعيش أبناؤك في وسط أسري يتمتع بالدفء العاطفي. عليك أيضاً أن تحترمي ملكية طفلك وتعوديه على إحترام ملكية الآخرين، وتدريبه على ذلك منذ الصغر مع مداومة التوجيه والإشراف. كذلك يجب عدم الإلحاح على طفلك الإعتراف بأنّه سرق، لأن ذلك يدفعه إلى الكذب فيتمادى في سلوك السرقة والكذب، كما سبق وأشرنا.
في المنزل، يمكنك أن تحددي الأشياء التي يمكن أن يتشارك فيها مع شقيقه، أو أن تخصصي يوماً في الأسبوع يتمكن فيه مع شقيقه من المشاركة في كل الألعاب التي يملكانها معاً، أمّا في حال جلب أشياء معيّنة معه من المدرسة، عليك سؤاله أوّلاً: لمن هي؟ فإذا قال لك إنها لرفيقه، عليك أن تعرفي ما إذا كان أخذها بعلم رفيقه أو لا. وفي كلتا الحالتين، عليك الرجوع إلى معلمته لمعرفة الحقيقة منها، شرط أن تفعلي ذلك من دون علم طفلك كي لا يشعر بالخزي أو الخوف. فإذا تبيّن أنّه يكذب، ما عليك سوى الطلب منه إعادة الشيء إلى صاحبه، أمّا إذا كان يقول الحقيقة، فعليك نسيان الموضوع.
* من الأفضل لدى إكتشافك أنّ طفلك يقوم بالسرقة، أن تفعلي ما يلي:
1- إخباره بأنّ السرقة سلوك خاطئ.
2- مساعدته في رد المسروقات.
3- التأكُّد من عدم إستفادته من السرقة بأي طريقة من الطرق.
4- تجنُّب وصفه بالسارق أو اللص.
5- توضيح أنّ هذا السلوك غير مقبول دينياً وأخلاقياً وإجتماعياً، وفي أسرتك تحديداً. إضافة إلى توضيح مساوئ السرقة، وأضرارها على الفرد والمجتمع.
موقع العرب يتيح لكم الفرصة بنشر صور أولادكم.. ما عليكم سوى ارسال صور بجودة عالية وحجم كبير مع تفاصيل الطفل ورقم هاتف الأهل للتأكد من صحة الأمور وارسال المواد على الميل التالي alarab@alarab.net