فاروق سلطان رئيس المحكمة الدستورية العليا:

هذا يوم مشهود من تاريخ مصر ذلك الذي صبر فيه شعبنا العظيم وبدمائه وصلابته قلب صفحة من صفحات المجد والفخار

نستقبل اول رئيس منتخب لجمهورية مصر العربية بارادة شعبية ديمقراطية أسفرت عنها انتخابات حرة نزيهة

نرحب بكم ونعتز بحضوركم الى هذه المؤسسة الدستورية العريقة التي نثق أنكم تشاطرون شعب مصر تقديركم لها واعتزازكم بها بحمايتها الشرعية الدستورية وإعلاء القانون فوق رؤوس كل العباد

وجودكم سيادة الرئيس اليوم في مقر المحكمة الدستورية العليا هو تجسيد حي حقيقي لإعلاء الشرعية الدستورية إذ ترفعون بها راية الدستور فوق كل الهامات وتطيلون هالة القانون فوق جميع الرقاب

الرئيس المصري الجديد د. محمد مرسي:

هذه المؤسسات بها رجال مخلصون لوطنهم وحريصون على تحقيق مصلحته ويعرفون ويفهمون معنى إحترام الدستور والقانون

الشعب المصري أسس اليوم حياة جديدة وحرية تامة وأحترم واجب السلطة القضائية والسلطة التشريعية وأقوم بدوري لضمان إستقلال هذه السلطات

أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصا على النظام الجمهوري وأن أحترم الدستور والقانون وأن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة وأن أحافظ على إستقلال الوطن وسلامة أراضيه

مصر اليوم وأمام هذه الهيئة الموقرة هي دولة مدنية وطنية دستورية حديثة هكذا تولد هذه الدولة اليوم دولة قوية دولة قوية بشعبها بتاريخها بمعتقدات أبنائها بمؤسساتها

أدى الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي اليوم السبت اليمين الدستورية أمام الجمعية العمومية للمحكمة الدستورية العليا بضاحية المعادي جنوب القاهرة. ولم يسمح لممثلي وسائل الاعلام بحضور مراسم أداء اليمين الدستورية. يأتي ذلك بعد يوم من أداء مرسي الجمعة اليمين رمزيا أمام حشود من المصريين في ميدان التحرير. وفرضت إجراءات أمن مشددة أمام وداخل المحكمة الدستورية التي استلمها الحارس الخاص للرئيس منذ الجمعة وانتشرت عناصر من الحرس الجمهوري في محيط مقر المحكمة. وأدى مرسي اليمين أمام الجمعية العمومية للمحكمة بكاملها، والمكونة من 19 قاضيا، يرأسهم المستشار فاروق سلطان وهو آخر يوم له في مشواره القضائي قبل تقاعده لبلوغ السن القانوني.

شاهدوا مراسم تسليم السلطة الى مرسي

شاهدوا قناة الجزيرة مباشر

ومن المقرر أن يتوجه مرسي بعد أداء اليمين الدستورية إلى قاعة الاحتفالات الكبرى بجامعة القاهرة، ليلتقي مع القيادات الشعبية والتنفيذية والنقابية والحزبية للاحتفال بتنصيب أول رئيس منتخب لمصر، بعد ثورة 25 كانون ثان/ يناير، ثم يوجه كلمة إلى الأمة يوضح فيها أبعاد المشهد السياسي الراهن والقضايا المهمة والملحة في المرحلة المقبلة. وكان مرسي قد وصل الى مقر المحكمة في وقت سابق السبت وسط هتافات عشرات من الاشخاص الذين تجمعوا على الجانب الاخر من شارع كورنيش النيل بالمعادى مرددين" ثوار ..ثوار..حنكمل المشوار"، " مرسي ..مرسي".

بداية المراسيم
وبدأ أحد المحامين مراسم إحتفال تولي د. محمد مرسي تولي منصب رئيس الجمهورية بالقول: "هذه مناسبة غالية عزيزة، مناسبة يوم ميلاد الجمهورية الثانية وهي ذات المناسبة التي نحتفل فيها لانتخاب أول رئيس مصري فرضتها الإرادة الشعبية لجموع المواطنين ثم إنها كذلك مناسبة عزيزة غالية التي نحمي فيها الشرعية الدستورية ونعلن فيها سيادة القانون. إذا كانت المحكمة الدستورية العليا تغمرها اليوم مشاعر السعادة والزهو والرضا، باسهامها في إعلاء هذه الشرعية الدستورية فإنها تعلمت وتعلم قضاتها أنه ليس بالدساتير وحدها تحيا الشعوب ولكنها تعيش وتبقى وتقوى ويستقيم عودها ويشتد بنيانها بقضاء دستوري شامخ وراسخ ومستقل". وتابع: "النصوص كانت مثالية في كل الدساتير وتكون كذلك ولكن حين تختل أو تهدر أو تنتهك وراء رؤسائها الحكام وأعوانهم وقتها فإن المحكمة الدستورية والقضاء الدستوري يحيي نواة هذه النصوص أو ضعفها ويبعث فيها الحياة من جديد. سيدي الرئيس أهلا بك.. أهلا بكم في داركم في المحكمة الدستورية. نرجو لك التوفيق وأن تبفقى على عهدك وفيا".

مصر الشعب العظيم
بعد ذلك تحدث فاروق سلطان رئيس المحكمة الدستورية العليا قائلا: "بسم الله الرحمن الرحيم.. السيد رئيس الجمهورية. هذا يوم مشهود من تاريخ مصر ذلك الذي صبر فيه شعبنا العظيم وبدمائه وصلابته قلب صفحة من صفحات المجد والفخار. اليوم تستقبل المحكمة هذه القلعة الشامخة، حصن الأمة المنيع في مواجهة البغي والظلم واستلاب الحقوق. نستقبل اول رئيس منتخب لجمهورية مصر العربية بارادة شعبية ديمقراطية أسفرت عنها انتخابات حرة نزيهة. نرحب بكم ونعتز بحضوركم الى هذه المؤسسة الدستورية العريقة التي نثق أنكم تشاطرون شعب مصر تقديركم لها واعتزازكم بها بحمايتها الشرعية الدستورية وإعلاء القانون فوق رؤوس كل العباد". وتابع فاروق سلطان بالقول: "وجودكم سيادة الرئيس اليوم في مقر المحكمة الدستورية العليا هو تجسيد حي حقيقي لإعلاء الشرعية الدستورية، ترفعون بها راية الدستور فوق كل الهامات وتطيلون هالة القانون فوق جميع الرقاب".

مرسي: مصر دولة قوية بشعبها
هذا، وأدى الرئيس المصري الجديد د. محمد مرسي اليمين الدستوري بالقول:" بسم الله الرحمن الرحيم.. أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصا على النظام الجمهوري وأن أحترم الدستور والقانون وأن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة وأن أحافظ على إستقلال الوطن وسلامة أراضيه". وبعد ذلك ألقى كلمة مقتضبة جاء فيها: وقال الرئيس المصري الجديد: "أتوجه بالتحية من القلب الى شعب مصر والى الجمعية العمومية للمحكمة الدستورية ورئيسها وأعضائها جميعا. هذه المؤسسة التي نحرص جميعا شعبا وسلطة تنفيذية وتشريعية، نحرص وهكذا يجب، وأحرص على أن تبقى هذه المؤسسة مستقلة وقوية وفاعلة لا تشوبها شائبة ولا يؤثر عليها مؤثر، فهي مؤسسة حرة على أرض حرة على شعب حر".

حياة جديدة وحرية تامة
وأضاف الرئيس: "المحكمة الدستورية والقضاء المصري كله والسلطة التنفيذية والتشريعية، تنطلق هذه السلطات الى غد أفضل الى مصر الجديدة الى الجمهورية الثانية. اليوم أسس الشعب المصري حياة جديدة وحرية تامة. أحترم واجب السلطة القضائية والسلطة التشريعية وأقوم بدوري لضمان إستقلال هذه السلطات. أحترم المحكمة الدستورية وأحكامها والقضاء وأحكامه ومؤسساته جميعا وهذا ما سنسعى إليه جميعا في المستقبل والحمد لله أن لدينا هذه المؤسسات، والحمد لله أن هذه المؤسسات بها رجال مخلصون لوطنهم وحريصون على تحقيق مصلحته ويعرفون ويفهمون معنى إحترام الدستور والقانون".

دولة مدنية وطنية دستورية
وختم د. محمد مرسي كلمته قائلا: "مصر اليوم وأمام هذه الهيئة الموقرة، دولة مدنية وطنية دستورية حديثة، هكذا تولد هذه الدولة اليوم. دولة قوية، دولة قوية بشعبها بتاريخها وبمعتقدات أبنائها وبمؤسساتها وفي القلب من ذلك المحكمة الدستورية. أحييكم جميعا وأشكركم وأتمنى لكم التوفيق والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

تأدية اليمين
هذا، وأدى الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي اليمين اليوم السبت بعد يوم من استباق الزعيم الاسلامي الحفل الرسمي بأداء اليمين امام حشود مبتهجة في ميدان التحرير محذرا المجلس العسكري من محاولة كبح سلطاته. وقلص المجلس العسكري بالفعل صلاحيات مرسي الذي يحتل حاليا المنصب الذي شغله في الماضي حسني مبارك الذي يقضي عقوبة السجن مدى الحياة بعد 16 شهرا من اطاحة المصريين به. وقال مرسي يوم الجمعة للهتافات شديدة الحماسة للحضور الذي كان بينهم العديد من اتباع جماعة الاخوان المسلمين التي كانت محظورة يوما "اقسم بالله العظيم ان احافظ مخلصا على النظام الجمهوري وان احترم الدستور والقانون".  وفي كلمة الى "مسلمي ومسيحيي مصر" وعد مرسي "بدولة مدنية وطنية دستورية حديثة" ولم يشر الى حلم الاخوان بخلق نظام اسلامي.

ارادة الشعب
وقال مرسي في ميدان التحرير بوتقة الثورة التي انهت 30 عاما من حكم مبارك "انني مؤمن تماما بانكم مصدر السلطة والشرعية". وتمثل كلمته الجريئة تحديا واضحا للجيش الذي يقول ايضا أنه يجسد ارادة الشعب والذي يرى نفسه الضامن للمصالح الوطنية وللدولة. وتولى المجلس العسكري برئاسة المشير طنطاوي السلطة من مبارك عندما تنحى في 11 فبراير شباط 2011 وتعهد مرارا بتسليم السلطة لرئيس منتخب بحلول الاول من يوليو تموز.

مرحلة انتقالية متخبطة وعنيفة
وقالت مصادر بالجيش إن طنطاوي الذي تولى وزارة الدفاع طيلة 20 عاما في عهد مبارك سيسلم السلطة لمرسي في حفل يذاع في التلفزيون اليوم السبت بعد اداء الرئيس اليمين. وتحت حكم المجلس العسكري عانت مصر من مرحلة انتقالية متخبطة وعنيفة في بعض الاوقات اجريت خلالها الانتخابات البرلمانية والرئاسية بدون وضع البلاد على طريق واضح للديمقراطية او حكم دستوري.

مأزق سياسي
ولا تزال مصر في مأزق سياسي بدون دستور ولا مجلس شعب ولا اي وضوح بشأن دور المؤسسة العسكرية الحريصة على البقاء في مقعد القيادة. وبدأت لجنة من المفترض ان تكتب دستورا جديدا العمل بعدما انهارت سابقتها وسط نزاعات بشأن اذا ما كان هناك زيادة في تمثيل الاسلاميين في دولة يوجد بها اقلية مسيحية نسبتها 10 بالمئة والعديد من الليبراليين العلمانيين.