طالب وزير الأمن الإسرائيلي ايهود باراك السلطات المصرية فرض سيطرتها على داخل سيناء ووضع حد لما وصفه بالفوضى فيها
تصريحات الساسة والخبراء تؤكد على أن إسرائيل تشعر أنها على بوابة خطرة تطل على حرب مقبلة ما دفعها لتحريك الأذرع الأمنية للعمل في تلك الدول الثورية لإشغالها في ذاتها وأوضاعها الداخلية وتأخير تعزيز مكانتهم في هذه الدول
الجنرال أفيف كوخافي رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلي:
الدولة العبرية سنحافظ على حكم العسكر في مصر مهما كلف ذلك الأمر من ثمن
بنيامين بن أليعازر:
يجب أن نتذكر بأن هذه حكومة انتقالية مؤقتة لذلك يجب علينا أن ننتظر ونرى ما هو شكل الحكومة الجديدة الدائمة
على مر الزمن نحن يجب أن نكون مستعدين لاحتمال حدوث مواجهة مع مصر وآمل أن أكون مخطئاً لا أريد أكثر من أن تجلس الحكومة المصرية القادمة معنا
نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن الجنرال أفيف كوخافي رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الاسرائيلي (أمان) قوله إن " الدولة العبرية سنحافظ على حكم العسكر في مصر مهما كلف ذلك الأمر من ثمن"، لافتًا إلى " أننا لن نهنئ بالنوم وهناك جيش يسيطر عليه الإسلاميون"، وهذا التصريح، يعكس بشكل أو بأخر أن إسرائيل تضع في حسابانها التغيرات الجارية في الدول المجاورة لها بشكل كبير، وتبدي قلقاً داخلياً وخارجياً واضحاً نتيجة صعود أعدائها لسدة الحكم في تلك الدول، وهذا القلق والخوف يترتب عليه الكثير من الأفعال التي ستبدأ في تنفيذها تل أبيب أو بدأت فعلاً في تطبيقها منذ عدة أشهر.
أفيف كوخافي -بيني غانتس - ايهود باراك
ولعل أبرز القضايا التي شرعت إسرائيل التفكير فيها للتعامل مع صعود الإسلاميين هي قضية الأمن ومستقبل الدولة العبرية، ذلك أن الأخيرة تُدرك ضرورة العمل الأمني الاستخباري والتخريبي لإفشال تجربة الإسلاميين في مصر.
بوابة خطرة
كما أن تصريحات الساسة وتحليلات الخبراء والدراسات الإستراتيجية تؤكد على أن إسرائيل تشعر أنها على بوابة خطرة تطل على حرب مقبلة ما دفعها لتحريك الأذرع الأمنية للعمل في تلك الدول الثورية لإشغالها في ذاتها وأوضاعها الداخلية وتأخير تعزيز مكانتهم في هذه الدول. وفي هذا السياق تكفي الإشارة إلى ما كان صرح به الشهر الماضي قال وزير الأمن الإسرائيلي الأسبق عضو الكنيست، بنيامين بن أليعازر، والذي قال إنه إن على الدولة العبرية أن تكون مستعدةً لاحتمال مواجهة عسكرية مع مصر في المستقبل القريب.
الجنرال بيني غانتس
استمرار العلاقات مع مصر
وصرح بن أليعازر خلال مقابلة أجرتها معه صحيفة هآرتس العبرية بأنه " على مر الزمن نحن يجب أن نكون مستعدين لاحتمال حدوث مواجهة مع مصر، وآمل أن أكون مخطئاً، لا أريد أكثر من أن تجلس الحكومة المصرية القادمة معنا، وأنا إذا كنت مستشارا للرئيس المصري القادم سأقول له بأن يحافظ على اتفاق السلام بأي ثمن، وتابع بن إليعازر، الذي كانت تربطه علاقة وطيدة بالرئيس المصري المخلوع، حسني مبارك، إن مصر دولة محورية بالنسبة لإسرائيل، والناس ليس لديهم أي فكرة عن أهميتها، فهي كانت من عوامل الاستقرار في الخليج العربي، وهي تسيطر على الجامعة العربية، وخسارتها ستكون ضربة كبيرة بالنسبة لنا، ومن الآن ستكون القصة مختلفة تماما، فالجيش المصري تضعف سيطرته لصالح الحكومة المدنية، وهذا أمر سيء بالنسبة لنا، ومن المهم أن نحافظ على العلاقة مع مصر بأي ثمن" . وفي حديثه تطرق وزير الأمن الإسرائيلي الأسبق إلى قضية إلغاء صفقة الغاز، قائلاً: " إن هذا الاتفاق مهم بالنسبة لإسرائيل، ورئيس الحكومة نتنياهو يود استمرار العلاقات مع مصر وأنا أؤيد ذلك، وتحدث بن أليعازر عن عقد جديد للغاز بأسعار مناسبة". وأردف أن "وقف صفقة الغاز هو قرار سياسي, ولا يمكن إيقافها من دون موافقة القيادة السياسية في مصر"، ومن ناحية أخرى، أضاف بن إليعازر، " يجب أن نتذكر بأن هذه حكومة انتقالية مؤقتة لذلك يجب علينا أن ننتظر ونرى ما هو شكل الحكومة الجديدة الدائمة".
فرض السيطرة داخل سيناء
ومن جانب آخر، وخلال اجتماعه بصحافيين أجانب، في تل أبيب طالب وزير الأمن الإسرائيلي، ايهود باراك السلطات المصرية فرض سيطرتها على داخل سيناء ووضع حد لما وصفه بالفوضى فيها، قائلا: " هذا الأمر سيصب في مصلحة مصر وإسرائيل من اجل تقوية السلام بين الدولتين" ، على حد تعبيره. بالإضافة إلى ما ذُكر سابقًا، قامت الدولة العبرية، بحسب المصادر في تل أبيب بإعادة تفعيل قيادة العمق، فمنذ بداية الثورات العربية أعادت إسرائيل إلى القاموس النظري تعبير (قيادة العمق)، وأحيت عملياً قيادة عسكرية للعمليات الخارجية، وكانت هذه القيادة قد ألغيت في إسرائيل في مطلع الثمانينيات بعد زوال الخطر العسكري الأكبر الذي كان يواجه الدولة العبرية من الجبهة الجنوبية أي مصر، إثر إبرامها مع مصر معاهدة كامب ديفيد.
ايهود باراك
الاستعدادات للحرب
وقد أعلن عن إعادة تشكيل هذه القيادة رئيس الأركان الجنرال بيني غانتس في خطوة فهم الجميع منها أنها تندرج في إطار الاستعدادات للحرب مع إيران والقيام بمهام أخرى، وهنا تندرج مصر ضمن المهام الأخرى التي لم يتم الإعلان عنها في التصريحات الإسرائيلية خلال الفترة الماضية، إلا أن كل الدلالات والمعطيات تفيد بأن هذه الوحدة ستعمل في مصر وسيناء عل اعتبار أنها معادية لإسرائيل، ويرأس القيادة الجديدة الجنرال شاي أفيطال الذي سبق له أن تولى في الماضي مهمات قيادية مختلفة ربطت في الغالب بين العمل الميداني والجهد الاستخباراتي، ولفتت المصادر الأمنية في تل أبيب إلى أن مهام وحدة العمق هي: العمل في معالجة المهام المتعلقة بتهريب الوسائل القتالية إلى لبنان وغزة، اختراق الدول المعادية المحيطة والبعيدة، إقامة تشكيلات عصابية للتخريب في تلك الدول والقيام بمهام عسكرية ضد منشآت عسكرية وأمنية.
الإرهاب في سيناء
وكان تشكيل قيادة العمق قد تمت دراسته في الجيش الإسرائيلي في سياق دراسي طويل أجراه في الماضي كل من الجنرال عيدو نحوشتان، قائد سلاح الجو السابق، والجنرال أفيف كوخافي، رئيس شعبة الاستخبارات اليوم، وكذلك الجنرال غادي آيزنكوت الذي كانت حتى قبل بضعة أشهر قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي. كما أشارت المصادر الأمنية الإسرائيلية إلى ما كان أكده مؤخرًا الجنرال أفيف كوخافي أنه تم خلال الشهرين الماضيين اكتشاف أكثر من 10 بنى تحتية للإرهاب في سيناء وتم إحباط الاعتداءات المخططة، وهذا الأمر يدلل ربًما على عمل إسرائيلي داخل الأراضي المصرية.