النائب دوف حنين:
هذا الأسبوع سررت بمعرفة أن الجبهة تتصدر كافة الكتل في السلم الاجتماعي وفي نشاطها من اجل العدل الاجتماعي داخل الكنيست
الاحتجاجات الاجتماعية تريد أن تكون بالفعل ذات تأثير فعليها معرفة كيفية التعامل ومواجهة السلطة أيضا في الحقل الذي تستمد منه شرعيتها
قوة الاحتجاجات الاجتماعية في اسرائيل مؤسسة على أن طوال أعوام هناك هوة بين موقف الجمهور الواسع وبين موقف السلطة في القضايا الاجتماعية-الاقتصادية: الاسرائيليون يميلون أكثر الى الموقف الاشتراكي
وصل لموقع العرب وصحيفة كل العرب بيان صادر عن مكتب النائب دوف حنين، جاء فيه ما يلي :" تحياتي لكم جميعا، مر عام منذ صيف الاحتجاجات الاجتماعية في البلاد، صيف مشجع ومثير للاحترام، صيف انبعاث النشاط الاجتماعي من جديد ونقاشات جماهيرية واسعة وصيف الخروج الى الشارع. الاحتجاجات الاجتماعية في اسرائيل كانت كبيرة للغاية، نسبيا وبصورة مطلقة، اذا ما قورنت بالاحتجاجات في دول غربية أخرى. ونحن نستحق أن نشعر بالاعتزاز بذلك – فقد أثبتنا انه أيضا في مجتمعنا هناك قوى حقيقية من أجل التغيير والعدل" .
دوف حنين
وأضاف :" بعد الشعور بالاعتزاز الحقيقي هناك حاجة للوقوف والتحليل. لماذا كانت الاحتجاجات الاجتماعية لدينا أكبر منها في أماكن أخرى؟ للإجابة على هذا السؤال علينا النظر الى جدلية الاحتجاجات، حيث ان نقطة ضعف هذه الاحتجاجات موجودة بالذات في قوتها وحجمها" .
هوة بين موقف الجمهور الواسع وبين موقف السلطة
وتابع البيان: "قوة الاحتجاجات الاجتماعية في اسرائيل مؤسسة على أن طوال أعوام هناك هوة بين موقف الجمهور الواسع وبين موقف السلطة في القضايا الاجتماعية-الاقتصادية: الاسرائيليون يميلون أكثر الى الموقف الاشتراكي. بينما قيادتهم – من حزب العمل في السابق الى حزب الليكود اليوم – تقوم بتمرير سياسة رأسمالية خنازيرية. هذه الهوة في كل دولة ديمقراطية كانت ستؤدي الى تغيير القيادة في الانتخابات. ولكن في اسرائيل القيادة يتم انتخابها بناء على معطيات أخرى وخصوصا على أساس المواقف من قضية الاحتلال أو السلام. وهكذا نحن أمام واقع تحولت به الفروق بين موقف الجمهور الواسع وبين موقف القيادة الى هوة غير قابلة للردم".
قوة الاحتجاجات وضعفها
وأكد دوف حنين في بيانه:" لذلك ليس مفاجئا انطلاق الاحتجاجات وليس مفاجئا ان تكون الاحتجاجات بهذه القوة وبهذا الحجم. ولكن كل قوة الاحتجاجات تتعلق، وبشكل جدلي، بضعفها. حيث انها ومقابل هذه الاحتجاجات تقف سلطة حاكمة تستقي شرعيتها من مكان آخر. السلطة الحاكمة لم تضعف ولم تغير من مواقفها. في هذه الحالة، الاحتجاجات لم تستطع ان تحقق بالفعل، بأية لحظة، الهدف الذي لأجله خرجنا الى الشوارع – تغيير نحو العدل الاجتماعي. هذه هي الدراما، وبمفهوم معين تراجيدية الاحتجاجات الاجتماعية. لهذا التحليل هناك معنى عملي. اذا الاحتجاجات الاجتماعية تريد أن تكون بالفعل ذات تأثير فعليها معرفة كيفية التعامل ومواجهة السلطة أيضا في الحقل الذي تستمد منه شرعيتها. على الاحتجاج الاجتماعي أن يكون مستعدا ليقول: "ان اردتم بالفعل عدل اجتماعي عليكم التنازل عن مشاريع "أرض اسرائيل الكاملة" وعن حرب جديدة في المنطقة"".
حدث تاريخي
ولخص البيان:" الحدث التاريخي ينتهي بعد وقت طويل من اللحظة التي يظن الجميع أنه انتهى بها. الاحتجاجات الاجتماعية لا زالت معنا – في النشاطات، في مجموعات النقاش، في المظاهرات وفي صداها الضخم في الوعي الجماهيري. السلطة تفهم ذلك. وهي تقوم بتجربة طرق جديدة لمواجهة الاحتجاجات – من خلال دمج العنف والقوة مع الفقاعات الاعلامية، المحلية والمؤسساتية والتي تحاول من خلالها إحياء نظام "فرق تسد" القديم والمتجدد. حول هذه الطرق تحدثت في الكنيست. واحدة من ثمرات الاحتجاجات الاجتماعية هي مبادرة "الحرس الاجتماعي" وهي مجموعة رائعة من متطوعين والتي تقوم بالفحص عن قرب عمل الكنيست. هذا الأسبوع سررت بمعرفة أن "الجبهة" تتصدر كافة الكتل في السلم الاجتماعي وفي نشاطها من اجل العدل الاجتماعي داخل الكنيست. كما دائما يسعدنا تلقي ملاحظاتكم وتوجهاتكم".