أوقات ... أُحاول أن أتكلم، أسعى لأن أتغير، أرنو من المستقبل، ولا زال حصار يحوم حول مدافعي، حول مخالدي، فاطير بشراع يأخذني إلى ذاتي الموصوده، لأرى وأحس وأتكلم، ما يربطني ويقيّدني اكبر من كلام، ما يأسرني ربما شعور، وربما احساس، ما يكبتني ربما شريان حبي لذاتي المغلق ، فيختلج، يترامى، ويتتوّق، او ربما صوت امل دافىء يتكلم، فيشد كل جوارحي اليه فيقف الدم في عروقي ويتجمع فيه كشعاعات تناجيني، وتوقد غفلتي..
أوقات ... عند رقود الروح في أوقات الحلوك الى باريها، نقف أمام واقعنا المدقع، ونتأرجح خلف حقائقنا المفروضة، في تلك اللحظات ليس فقط نحلم أحلامنا الخيالية وإنما أيضا نشاهد واقعنا الذي أصبح حلماً، في تلك اللحظات نتمنى الأفضل ونخمن من فرض علينا هذا الواقع ونتذكر الله، نتألم عندما نتذكر خالقنا، ألاننا غفلنا عنه طول الوقت وتذكرناه عندما تراكمت هذه الشجون، حين حان حنو المستقبل، أم لأننا تذكرناه في وقت خلت أنفسنا به ولم يعد حولنا غيره، اشعر بذكراه ضعف نفسي يحاورني، يخلق بداخلي سيفا أمام الحياة الرنقاء، ربما توانيت بالاكتراث بنفسي لأني أسير وفق ملامح بشر يغيرون ما بداخلك حتى لو كان بينك وبين آراءهم حاجز من طين، ينخرون في دماغك، ينقشون في أحشاءك معالم وسمات هم يريدون رؤيتها بك، فيحبطونك بخياراتهم البالية، أي اختيار تقتاده يحولك إلى الاسوء، ينزلك درجات، ليس بما فيه من تضارب مع الحياة، وانما لانك قبلت أن تمر بمرحلة اختيار ...
عندما تتمادى في التخمين، وتتراءى الأمور التي خلف السطور، تشعر بأنك ضُربت بسهم في مخيلتك التي باتت الموقع الأهم لتصرفاتك، فأنت تفكر وتحلل وبعدها ترسم الأشياء لتنفذها، فجميع أفعالك وتصرفاتك ناتجة من مخيلتك التي تمر عبرها جميع امورك في هذه الحياة، فهذا السهم يأتي نحوك مسرعا لينبهك مما تحلل ومما تقدم اليه من أفعال، فيضعك بين العابر والقادم من حياتك، فتقف مكتوف الأيدي تتمعن وتختار، فعندما تفكر بان الأحمر هو القلب، يجب ان تدرك بان سائر أعضاءك ذات نفس اللون، فالدم يسري في جميع نوافذ جسدك، فاذا كانت نافذة القلب هي لأعمال الحب والخير والنقاء، فهذا يجب ان يجعلك تعتبر كل اعضاءك قلوب حمراء، وتفعل بها الأشياء بحب.
موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان:alarab@alarab.net