الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 09 / نوفمبر 16:01

نعيم شحادة:يجب إتباع نظام صحي لمرضى السكري خلال الصيام

ابراهيم أبو عطا
نُشر: 19/07/12 11:53,  حُتلن: 17:52

البروفيسور نعيم شحادة:

اتباع نظام صحي خلال الصيام يقف سدا منيعا لأي مضاعفات قد تضر بصحة وسلامة وحتى حياة مرضى السكري الذين يقبلون على الصيام

على كل مريض أن يتوجه لطبيبه ويستوضح حول هذا البرنامج ويحصل على الارشاد المطلوب وكيف يستعمل أنواع الانسولين خلال صيام شهر رمضان

سكري الأطفال هو سكري صعب للعلاج حيث يتلقى فيه المريض عدة حقن من الانسولين وفقط في الحالات التي لدينا فيها ثقة كاملة بأن المريض قادر على التعاطي مع الانسولين خلال الصيام نسمح له بأن يصوم

البرنامج مبني على نوعين من الانسولين وعلى إجراء فحصين للسكر خلال الصيام الاول بعد ثلاث ساعات من الإفطار والثاني خلال النهار في فترة الظهيرة وحسب نتيجة هذين الفحصين يقوم المريض بتغيير كميات الانسولين

أكد البروفيسور نعيم شحادة على أهمية العناية والرعاية والنظام الصحي الصحيح لمرضى السكري من مختلف الاجيال الصغار والكبار، كما وأكّد على أهمية وضرورة استشارة الطبيب عشية حلول شهر رمضان المبارك في سبيل أن يقدم لهم الاستشارة والنظام الصحي السليم والصحيح، الامر الذي يضمن لهم صياما صحيا وسليما وبدون مضاعفات.


البروفيسور نعيم شحادة

وقال البروفيسور نعيم شهادة: "إن اتباع نظام صحي خلال عملية الصيام يقف سدا منيعا لأي مضاعفات قد تضر بصحة وسلامة وحتى حياة مرضى السكري الذين يقبلون على الصيام". وقد جاءت تصريحات البروفيسور نعيم شحادة خلال التقرير الصحفي الذي أجراه موقع العرب وصحيفة كل العرب على شرف حلول شهر رمضان والبحث الذي أجراه مؤخرا حول موضوع الصائمين في رمضان ممن يعانون من مرض السكري.
 
اليكم الحوار الكامل:

العرب: هلا عرفتنا عن نفسك ؟
البروفيسور شحادة: البروفيسور نعيم شحادة، مدير قسم الاطفال وعيادة السكري والسمنة في المركز الطبي رمبام وفي كلية الطب التخنيون. أنا اعمل ايضا كرئيس للجنة المختصة بالفئات السكانية في خطر عال للسكري والسمنة في المجلس الوطني للسكري.

العرب: ما هو الموضوع المركزي للبحث الذي أجريته وما هي أهم النقاط التي احتواها البحث؟
البروفيسور شحادة: اليوم يتواجد 1.6 مليارد مسلم حول العالم، أي حوالي 23 بالمئة من سكان العالم، من بينهم على الاقل 50 مليون مريض سكري يصومون رمضان، ومن بين الـ 50 مليون الذين يصومون رمضان هناك 5 ملايين يستخدمون الانسولين في علاجهم ويصومون رمضان. المؤسف أنه اليوم في العالم لا يوجد برنامج واضح لنوعية الأنسولين أو كيفية استعمال الانسولين خلال صيام شهر رمضان. قمنا ببناء برنامج لاستعمال أنسولين خاص مناسب جدا لفترة الصيام وللوجبات التي يتناولها الصائم، وقمنا بفحص هذا البرنامج خلال رمضان العام الماضي. هذا البحث هو الأول من نوعه لبحث برنامج مبني وواضح لنوعية الانسولين التي يجب استعماله خلال الصيام وكيفية استعماله، ومتى يجب فحص نسبة السكر في الدم، وكيف يمكن تغيير كميات الانسولين لكي نمنع المشاكل والمضاعفات لأن الابحاث في السنوات السابقة اظهرت بشكل واضح أنه خلال فترة الصيام لمرضى السكري هنالك ارتفاع على الاقل بسبعة أضعاف في إمكانية حصول مضاعفات صحية لدى مريض السكري، خصوصا المرضى الذين يستعملون الأنسولين في علاجهم. ولهذا السبب كما ذكرت قمنا ببناء برنامج خاص للفحص خلال صيام شهر رمضان السنة الماضية، وقد شارك في هذا البحث حوالي 300 مريض سكري يعالجون بالانسولين في البلاد، وتم إجراء هذا البحث في اثنتي عشر عيادة من عيادات السكري في الوسط العربي من شمال البلاد الى جنوبها، وطبعا شارك فيه أطباء عرب من الذين يعالجون مرضى سكري في البلاد. وفي الأيام الأخيرة حصلنا على المعطيات الأولية لنتائج البحث التي أظهرت بشكل واضح أن المرضى الذين ساروا حسب هذا البرنامج كانت لديهم مضاعفات أقل من المضاعفات لدى من يستخدم الانسولين بشكل عادي دون برنامج واضح. كما كان هنالك استفتاء حول جودة الحياة للمريض خلال الصيام، وتبين بشكل واضح أن المرضى الذين ساروا حسب البرنامج الذي قمنا ببنائه أشاروا الى جودة حياة أفضل وشعور أفضل خلال الصيام من المرضى الذين استعملوا الانسولين بشكل عشوائي وبدون برنامج واضح.

العرب: بناء على هذه المعطيات بماذا تنصح مرضى السكري الذين يصومون رمضان؟
البروفيسور شحادة: بناء على الاستنتاجات سنقوم بنشر هذا البرنامج لجميع الناس في العالم، واليوم أصبح هنالك اهتمام في العالم الاسلامي بالموضوع بعد أن أعلنا عن النتائج الاولية. نحن بصدد إتمام تحضير النتائج لنشرها في مجلة طبية عالمية لكي يقوم باقي المسلمين من مرضى السكري الذين يعالجون بالانسولين باستخدام هذا البرنامج الخاص الذي قمنا ببنائه خلال صيام شهر رمضان في السنوات القادمة.

العرب: هل حدثتنا عن الأمور الرئيسية في هذا البرنامج؟
البروفيسور شحادة: بالتأكيد، الأمور الرئيسية تتمخض عن استعمال نوعين خاصين من الانسولين، الاول نوفوميكس 70 والثاني ليفيمير. هذان النوعان موجودان في الاسواق. وتم تمرير وإعطاء محاضرات للأطباء الذين يعالجون مرضاهم، وكل مريض يمكن أن يتوجه لطبيبه ويستوضح حول هذا البرنامج ويحصل على الارشاد المطلوب، وكيف يستعمل هذه الانواع من الانسولين خلال صيام شهر رمضان.

العرب: كيف يجب على المرضى أن يتصرفوا ؟
البروفيسور شحادة: كما قلت فإن البرنامج مبني على نوعين من الانسولين وعلى إجراء فحصين للسكر خلال الصيام، الفحص الاول بعد ثلاث ساعات من الإفطار وفحص آخر يجرى خلال النهار في فترة الظهيرة (بين الساعة الثانية عشرة الى الساعة الثانية بعد الظهر) وحسب نتيجة هذين الفحصين يقوم المريض بتغيير كميات الانسولين لكي يمضي شهر رمضان دون أن تكون لديه أية مضاعفات أو انخفاض أو ارتفاع في السكر ليصوم بشكل آمن وبجودة حياة جيدة. أهم استنتاجين كانا: نحن شعرنا أفضل خلال هذا الشهر باستعمال هذه النوعية من الانسولين، والنقطة الثانية: المضاعفات الجانبية من دوخة ودوران وشعور بالضعف وما الى ذلك من المضاعفات التي قد يعاني منها مريض السكري كانت أقل بشكل واضح لدى المرضى الذين استعملوا هذه النوعية من الانسولين، لذلك نحن أعطيناهم وسيلة للصيام مع استعمال الانسولين، والصيام مع شعور أفضل وبشكل آمن أكثر.

العرب: ما هي أهم النصائح التي تقدمها لمرضى السكري ؟
البروفيسور شحادة: النصائح الهامة عديدة، اولا يجب استشارة الطبيب، فالطبيب هو المفوض لفحصك ورؤية التقرير الطبي ونتائج الفحوصات الخاصة بك ليقرر هل انت قادر على صيام شهر رمضان أم لا. ثانيا إذا كان القرار نعم فعلى الطبيب أن يقدم لك البرنامج العلاجي الذي يجب أن تسير وفقا له خلال فترة الصيام. هناك نصائح هامة اخرى وهي بأنه على مريض السكري أن يتناول وجبة السحور وهذه نقطة هامة جدا، فالسحور وجبة هامة خصوصا الإكثار من تناول المأكولات التي تحتوي على الكثير من السوائل وشرب كمية كبيرة من السوائل ايضا قبل بداية الصيام، لأنه وكما يعرف الجميع فإن صيام هذه السنة يستمر أكثر من ستة عشرة ساعة في جو حار، ولذلك من المهم جدا أن يتزود الصائم وخصوصا مريض السكري بالسوائل المطلوبة.

العرب: هل برأيك هنالك اختلاف بين مريض السكري من الاطفال وبين الكبار في برنامج الصيام؟
البروفيسور شحادة: بالتأكيد، فسكري الأطفال أو سكري النمط الأول هو سكري صعب للعلاج حيث يتلقى فيه المريض عدة حقن من الانسولين، وفقط في الحالات التي لدينا فيها ثقة كاملة بأن المريض قادر على التعاطي مع الانسولين خلال الصيام نسمح له بأن يصوم، بينما سكري الكبار أو السكري الكهلي فحتى لو كان المريض يتعاطى الانسولين يمكنه أن يصوم الشهر طبعا إذا سمح الطبيب بذلك، والمعالجة خلال الصيام أسهل وأقل ضررا. هناك نقطة إضافية هامة وهي أنه خلال الصيام على المريض أن يفحص السكر فإذا كانت نسبة السكر أقل من 70 ملغرام أو أعلى من 300 ملغرام عليه أن يوقف الصيام وهذه نقطة هامة جدا. ونقطة مهمة أخرى هي إذا شعر الصائم بدوار أو دوخة عليه أن يفحص نسبة السكر حالا. ونقطة رابعة إذا شعرت شعورا غريبا صحيا، حتى لو بقي لانتهاء الصيام نصف ساعة، عليك ايقاف الصيام، ولا تقل سأتحمل هذه الفترة القصيرة وسأظل صائما وهذا خطأ، فربما في النصف ساعة هذه يسوء الوضع وتكون لديك مشاكل كبيرة. هذه هي النصائح بشكل عام والتي على مريض السكري أن يتبعها، وإذا اتبعها فبالتأكيد سيكون الصيام آمنا وقليل المشاكل.

العرب: هل من كلمة أخيرة تود توجيهها ونحن على ابواب الشهر الفضيل؟
البروفيسور شحادة: الكلمة الاخيرة هي أننا تحدثنا مع الاشخاص الذين يقدمون فتاوى في موضوع الصيام، واليوم وبشكل واضح المريض معرض لأن يصاب بمضاعفات صحية. فالصحة والمحافظة عليها أهم من الصيام من الناحية الدينية. لذلك على المريض أن يستشير طبيبه الذي يقدم له الارشادات اللازمة للصيام والا يعتمد على شعوره العام وعلى كونه صام قبل سنة أو سنتين لذا فهو قادر على الصيام فهذا خطأ، فجسم الانسان يمكن أن يتغير وهنالك تغيرات في فحوصات الدم وتغيرات في عمل الكلى، وتغيرات كثيرة تكون عبر السنين، ولذلك أهم نصيحة لمريض السكري سواء من يعالج بالأنسولين أو بالأقراص عليه أن يستشير الطبيب ويحصل منه على الإرشادات المطلوبة لصيام رمضان بشكل آمن وبدون مضاعفات لأن هذا الأمر هام جدا، ونتمنى للجميع صوما مباركا وكل عام وانتم بخير.

مقالات متعلقة

.