براء المحسيري:
إسرافنا يجب ان يكون في العبادة والطاعة وليس في زيادة الانفاق ، فشهر رمضان جاء للمساواة بين الغني والفقير
الاسراف مظهر من المظاهر شديدة السلبية التي تترافق والشهر الفضيل والذي هو بريء منها في كل الاحوال
ازدياد حجم الانفاق في رمضان مقارنة مع الدخل الشهري لبعض الاسر تؤدي بها الى الوقوع في شرك الاستدانة لان راتب الموظف البسيط لن يكفيه حتى الاسبوع الاول من الشهر
ها قد حل الشهر الكريم شهر رمضان ضيفاً عزيزاً على النفوس ، قريب الى القلوب تزذان البيوت بمظاهر الفرحة التي يأتي بها هذا الشهر الفضيل ويستعد الجميع لاستقبال العائد بعد غياب عام بكثير من التحضيرات التي تصب بشكل مباشر في شراء كل ما يلزم وما لا يلزم من السلع الغذائية المختلفة تحسباً واستعداداً بالفعل لموائد عامرة تقام في معظم البيوت على مدار الشهر ، سواء كان اصحابها من القادرين مادياً او من اصحاب الدخل المحدود ، فالكل سواسية في حالة الاسراف غير المحسوب. الاسراف مظهر من المظاهر شديدة السلبية التي تترافق والشهر الفضيل والذي هو بريء منها في كل الاحوال فحمى التسوق التي تصيب الكثير من الناس قبل قدوم رمضان ، وتتواصل على مدار ايامه من دون توقف وتنصب الموائد يومياً لتفض ويلقى ما تبقى منها في القمامة ، لتعود وتقام في اليوم التالي وهذا هو سيناريو الاسراف على مدار الشهر الفضيل الذي تناسى فيه الناس انه شهر الصبر والعبادة وتحمل الجوع والعطش لنشكر الله على نعمه التي اعطانا اياها وليس للتبذير والاسراف.
سلوكيات المجتمع
إسرافنا يجب ان يكون في العبادة والطاعة وليس في زيادة الانفاق ، فشهر رمضان جاء للمساواة بين الغني والفقير. وللتبذير والاسراف اوجه قاتمة فمن الاسر ممن لا يستطيعون الايفاء بمتطلبات اسرهم وتلبية احتياجاتهم المتزايده وهنا يضطر البعض الى تحمل مشاق الاستدانه من اجل توفير احتياجات اسرته خلال هذا الشهر حتر لا يشعر اسرته بالنقص ومن جهة اخرى فإن الكثير من اسرنا لا تتمكن من تلبية هذه الاحتياجات فلا يجب ان ننساهم ونحن نعد موائدنا العامرة بما لزم وما لا يلزم. ولازدياد ظاهرة الاسراف رغم ما نمر به من ظروف اقتصادية عصيبة كان لزاماً علينا ان نلفت النظر الى هذه الظاهرة للوقوف على سلبياتها المجتمعية المختلفة وانعكاساتها على ترابط المجتمع وما للاعلام من دور في تعزيز سلوكيات المجتمع.
موائد رمضان العامرة
ان ازدياد حجم الانفاق في رمضان مقارنة مع الدخل الشهري لبعض الاسر تؤدي بها الى الوقوع في شرك الاستدانة ، لان راتب الموظف البسيط لن يكفيه حتى الاسبوع الاول من الشهر في حال اراد مجاراة متطلبات موائد رمضان العامرة ومتنوعة الاطعمة الى جانب ارتفاع الاسعار مما يزيد العبئ على اصحاب الدخل المحدود والمتوسط . في دراسة لعلماء الاجتماع حول قضية الاسراف والاستهلاك المفرط في شهر رمضان ، تحدث الباحثين في هذ الظاهرة الغير طبيعية والتي تحمل الكثير الكثير من النواحي السلبية التي تنعكس على مجتمعاتنا العربية مما يزيد الهوة ما بين الطبقات في المجتمع ، ما يدفع البعض الى ان يثقل نفسه باعباء مادية اضافية لذا وجب التركيز على الجانب المعنوي لرمضان بتكثيف حملات التبرع لصالح الفقراء لمساعدتهم في هذه الاجواء المفعمة بالعديد من مظاهر البذخ . وحتاماً نقول ان هذا الشهر الفضيل جاء ليربي الروح ويزكي النفس ويهذبها لذا يجب ان نجعله شهر للمنافسة في عمل الخير لاتنسَ الفقراء والمساكين ممن حولك ؛ انفق عليهم بما تستطيع ، وساعدهم بما تتمكن ، وتصدق عليهم بما يمكن ، فلا تنسوا قوت الحمام في رمضان .
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net