الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 13 / نوفمبر 03:02

هذه أيّام الرحمة /بقلم: أبو وهيب

كل العرب
نُشر: 23/07/12 07:34,  حُتلن: 14:24

يقول عليه الصلاة والسلام: "أوّله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتقٌ من النار"أي هذا الشهر الفضيل. لا شك أن كل عاصي يتمنّى أن يتوب الله عليه، اللهم إلاّ إن كان مجاهرا في معصيته ونسال الله أن تكون هذه الفئة قلة نادرة في المجتمع ، مع أنّ هذه القلة النادرة تعشق المعصية وقد عميت بصائرهم فلا يرون ما حولهم إلا أنفسهم، ولا يعشقون إلا ملذاتهم ،إنّ نصيحتنا لكل تائب أن يختار الرفقاء من أهل الخير.

ليجالس العلماء والأتقياء, وأهل الاستقامة والأيمان, ويرتبط بأماكن الذكر ودراسة العلم وكتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلّم , وكذلك الدوام على الصلاة في وقتها كما قال تعالى (أنّ الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا) , ويقول الله تعالى أيضا في كتابه العزيز: (أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين) .

إن هذه الأعمال كفيلة بملأ الفراغ وعمارة القلب بالإيمان وطرد الشيطان كي نحوز على الرحمة بإذنه تعالى, أنّ مجالسة العلماء تنزل رحمة السماء بإذنه تعالى. ويقول صلى الله عليه وسلم: " مثل الجليس الصالح كمثل العطّار, إن لم يجزك من عطره أصابك من ريحه , ومثل جليس السوء كصاحب الكير إن لم يصبك من ناره أصابك من دخانه" وفي حديث آخر يقول صلى الله عليه وسلم:" لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي" ,صدقت يا رسول الله صلى الله عليك وسلم.. إن التائب إلى الله تعالى يصبح حبيب الرحمن يحب مجالسة الأتقياء وأهل الأيمان.

يحب الطهارة وينشغل بفعل الخيرات والطاعات تعال بنا أيها الأخ التائب إلى الله تعالى لنتأمّل معا ما قاله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح يقول: "إن مثل الذي يعمل السيئات ثم يعمل الحسنات كمثل رجل كانت عليه درع ضيّقه قد خنقته, ثم عمل حسنة فانفكّت حلقة, ثم عمل أخرى فانفكّت
الأخرى حتى يخرج إلى الأرض" اللهم اجعلنا من أهل الحسنات.

وهكذا حال التائب , إن صاحب الذنب أسير المعصية فالتوبة النصوح تفك عنق العاصي من هذا السجن المظلم إن فعل الحسنات والخيرات يمنحه حريته ويشع عليه الهداية والنور ها نحن نعيش أيام فضيلة أيام رحمة أيّام العشر الأوائل من هذا الشهر الفضيل أي رمضان .

اللهم اجعلنا من التوابين ومن المتطهرين فلنغتنم هذه الأوقات لنتوب إلى الله ونستغفره تعالى حتّى نمحو الذنوب والمعاصي ونكمل طاعاتنا حتى مماتنا , الله تعالى غفار شريطة أن يستغفر العبد (فقلت استغفروا ربّكم انه كان غفّارا) , ويقول عليه الصلاة والسلام:"لا كبيرة مع الاستغفار, ولا صغيرة مع الإصرار ".

نفهم من هذه النصوص الكريمة بأنّها تدفع العبد المؤمن بأن يؤمن إيمانا حقيقيا ( أن الله يغفر الذنوب جميعا ). ليلازم هذا الإيمان برفض القنوط من رحمة الله التي وسعت كل شيء ( ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون). يقول بن مسعود رضي الله عنه وأرضاه: اكبر الكبائر الإشراك بالله, والأمن من مكر الله, والقنوط من رحمة الله, واليأس من مغفرة الله.

فلنحذر من مزالق المعصية ولنلتمس التوبة النصوح التي تتكلل بالندم وعدم الرجوع إلى المعصية بل الرجوع والإنابة إلى الله تعالى حتى يتوب علينا، وان يجعلنا من التوابين المتطهرين الغير قانطين من رحمة رب العالمين.

لذلك يقول عليه الصلاة والسلام:" إن لله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ", ما أجملها من توبة في هذه الأيام الفضيلة (ومن تاب وعمل صالحا فأنّه يتوب إلى الله متابا) , لذلك يقول عليه الصلاة والسلام:" التائب من الذنب كمن لا ذنب له"فلنبدأ توبتنا في هذه الأيّام الفضيلة عند الله تعالى ,( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين ) .
وكل عام وانتم بخير...

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة

.