الدكتور يوسف جبارين:
حقوق الأقليات يجب أن تجمع بين الحقوق القومية والتاريخية والاجتماعية-الاقتصادية
الاهتمام الدولي المتزايد بقضايانا في مستطاعه تشكيل رافعة للضغط على إسرائيل
خصّصت الأكاديمية الأوروبية للأبحاث ("يوراك") محاضرتها السنوية لهذا العام لمناقشة قضايا الأقلية العربية الفلسطينية في إسرائيل، وذلك ضمن المؤتمر الدولي السنوي الذي تعقده حول حقوق الأقليات. حيث قدم المحاضرة المركزية في المؤتمر بناءً على دعوة الأكاديمية د. يوسف جبارين، المحاضر الحقوقي ورئيس "دراسات" - المركز العربي للحقوق والسياسات. وقدّم د. جبارين محاضرته في مقرّ الأكاديمية في شمال ايطاليا، ثم قدمت د. كارين غالفو محاضرة القانون الدولي من المركز الأكاديمي للقانون في "رمات جان" تعقيبها على المحاضرة. وأدارت النقاش د. روبيرتا ميدا، باحثة كبيرة في الأكاديمية، بحضور عشرات الباحثين والمحاضرين الدوليين، بالإضافة إلى سياسيين أوروبيين وممثلي مؤسسات المجتمع المدني.
د. يوسف جبارين
وكان د. جبارين قد استهلّ حديثه بالتأكيد على أهمية أن يتعاطى المجتمع الدولي عامة، والأوروبي خاصة، مع قضايا الأقلية العربية الفلسطينية في إسرائيل ضمن نظرة شمولية لحقوق الأقليات، مشيدًا بالاهتمام المتزايد بهذه الأقلية وبحقوقها وتخصيص الأكاديمية الأوروبية نقاشها لهذا الموضوع هذا العام.
محاور التمييز الأربعة
وطرح بإسهاب قضايا التمييز القومي التي تعاني منها الجماهير العربية في البلاد كأقلية قومية وكأهل الوطن الأصليين، مستعرضًا محاور التمييز الأربعة الأساسية ضد المواطنين العرب: أولا، التمييز الرسمي وفق قوانين تمييزية هي جزء من المنظومة القضائية الإسرائيلية؛ ثانيًا، تشريعات تبدو حيادية ظاهريًا لكنها تمسّ حقوق المواطنين العرب بالأساس؛ ثالثًا، التمييز الاجتماعي-الاقتصادي القائم في ظروف معيشة المواطنين العرب في التعليم والسكن والعمل؛ ورابعًا، ظواهر العنصرية المتفشية في البلاد سواء أكانت على صعيد التعبير الكلامي أو الاعتداءات الجسدية.
الحمايات الدولية المنشودة
وفي ختام محاضرته طرح د. جبارين الحمايات القانونية المطلوب ضمانها للأقلية العربية على المستوى المنشود، بحسب ما تقرّها المواثيق الدولية والأوروبية ومبادئ حقوق الأقليات، مثل المساواة في توزيعة الموارد العامة في الدولة بما في ذلك الموارد السياسية والمادية والثقافية والرمزية، وضمان الإدارة الذاتية لشؤون التعليم والثقافة والدين، بالإضافة إلى إحقاق الحقوق التاريخية مثل قضايا المهجّرين والأوقاف والأراضي العربية التي سلبتها حكومات إسرائيل المتعاقبة والقرى التي ترفض الاعتراف بها.وجرى نقاش استمر لأكثر من ساعتين حول القضايا المطروحة واتسم النقاش بمواقف التأييد والتعاطف مع قضايا الجماهير العربية ونضالها العادل، وضرورة أن يضع الاتحاد الأوروبي ثقله من أجل الدفاع عن حقوقها المشروعة.
فرص التعاون الأكاديمي
وعلى هامش أعمال المؤتمر التقى رئيس "دراسات" بمسؤولي الأكاديمية الأوروبية وبُحثت فرص التعاون الأكاديمي مع الباحثين العرب في قضايا حقوق الأقليات. كما التقى بمسؤولة التعاون الدولي في مقاطعة جنوب تيرول الإيطالية (ذات الأكثرية الناطقة بالألمانية) حيث تم أيضًا بحث سبل التعاون بين مؤسسات المقاطعة والمجتمع العربي الفلسطيني في البلاد، خاصةً وأنّ لقيادة المقاطعة تضامنًا واضحًا مع الأقليات المضطهدة بحكم نضال أهلها من ذوي الأصول الألمانية لتحقيق المساواة مع الأكثرية الإيطالية، وضد سياسات "طلينة" الإقليم وطمس هويته الألمانية، حيث تم تتويج هذا النضال بحصول جنوب تيرول على إدارة ذاتية ضمن تسويات دستورية في إيطاليا وضمانات دولية.
الاهتمام المتزايد
وأكد د. جبارين: قضايا جماهيرنا العربية الباقية في الوطن عادلة وحقوقها مشروعة وكفاحها ديمقراطي، والاهتمام المتزايد بها على المستوى الأكاديمي يبعث على التفاؤل لأنّ في مستطاعه تشكيل رافعة للضغط على إسرائيل لإحقاق الحقوق والحمايات والضمانات التي تتمتع بها أقليات قومية أخرى في العالم.