الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 09 / نوفمبر 23:02

رسالة الصيام ورمضان/ بقلم: الشيخ محمد محاميد

كل العرب
نُشر: 28/07/12 22:39,  حُتلن: 09:31

الشيخ محمد محاميد:

فريضة الصيام بالشريعة الإسلامية لها مقاصد وغايات عظيمة ومتعددة منها الروحية والتربوية والأخلاقية والاجتماعية وكذلك الصحية

الصائم يكتسب مكارم الأخلاق وحسنها لأنه يهجر الكذب والغيبة والنميمة والزور والغش وما يتبعها من أفعال تجلب سخط الله وغضبه

إن الله تبارك وتعالى قد فرض على الإنسان صيام شهر رمضان بقوله: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ..}[البقرة 185]، فعمل الذين آمنوا بأمر ربهم الذي يقول بمحكم التنزيل: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة 183]، والصيام ركن من اركان الاسلام الخمس لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً"، والصيام شرعا هو الإمساك عن المفطرات من الطعام والشراب والامتناع الفعلي عن شهوتي البطن والفرج منذ بزوغ الفجر الصادق حتى غروب الشمس.

فريضة الصيام
إن فريضة الصيام بالشريعة الإسلامية لها مقاصد وغايات عظيمة ومتعددة منها الروحية والتربوية والأخلاقية والاجتماعية وكذلك الصحية، وهذه الأسباب بأسرها تسعى إلى تربية النفس وتزكيتها وتهذيبها وهدايتها للحق والرشاد، فالصيام هو وسيلة لتقوى الله تبارك وتعالى لأنه إذا انقادت نفس الإنسان للامتناع عن الحلال طمعاً في مرضاة الله تبارك وتعالى وخوفاً من أليم عقابه فأولى أن تنقاد للامتناع عن الحرام فكان الصوم سبباً لاتقاء المعاصي ومحارم الله، والصائم يكتسب مكارم الأخلاق وحسنها، لأنه يهجر الكذب والغيبة والنميمة والزور والغش وما يتبعها من أفعال تجلب سخط الله وغضبه فالصائم يترك كل هذا ابتغاء لمرضاة الله فيتحلى بمحاسن الأخلاق ومكرمها.

البركات والرحمات
وفي ظل كل هذه البركات والرحمات التي تتنزل علينا برمضان والتي ترتقي بأخلاقنا عالياً وتطهر أرواحنا وتزكيها بمعراج نفوس الصائمين، لي بعض المباركات والتحفظات لأثار رمضان بمجتمعنا المسلم في البلاد، فأولا أبارك وأشد على يد كل من زيّن بيته بالأضواء والزينة الرمضانية في هذا الشهر العظيم، فهذا العمل يدخل السرور على قلوب الأطفال ويربطهم روحيا برمضان ويغير الأجواء الروتينية التقليدية لسائر الشهور، والأمر الثاني هو طلبي وحثي لجميع المسلمين في المدن المختلطة بأن يزينوا بيوتهم بزينة رمضان فهذا نوع من اثبات وجودنا على ارضنا تماما كما يفعل المستوطنون برفع اعلامهم بين بيوتنا فهذا الأمر يرفع وبشكل غير مباشر معنويات مجتمعنا حيث تبدو الأجواء إسلامية أصيلة ويحبط معنويات قوم اخرين فيلمسون أنهم دخلاء وغرباء عن هذه الأرض والأهم من ذلك هو تزيين القلوب بالإيمان والإيمان هو ما وقر بالقلب وصدقه العمل.

الألعاب النارية
وأما تحفظي فهو على أمران، الأول قضية المفرقعات والألعاب النارية التي تجتاح شوارعنا بهذا الشهر المبارك ويلهوا بها أطفالنا حيث تتسبب بضرر كبير بمضايقة الجيران والأهالي وإنفاق المصروف بغير موضعه بل وتصل في بعض الأحيان إلى اصابة مشعليها وبتر أطرافهم فمن وظيفة الأهالي مراقبة أطفالهم وتوجيههم إلى الرشاد، وأما أكثر ما يغيظني في رمضان هو الاسراف المفرط بإعداد الولائم العملاقة التي تجمع كميات هائلة من شتى أنواع الطعام، فيأكل الصائمون حتى تتفجر بطونهم -للأسف الشديد- "لا يتقيدون بالسنة" ويتركون مكان للماء والهواء، وتبقى الوليمة على ما هي عليه دون تأثير يذكر فتتهاوى أطباقها بما تحويه من ما لذ وطاب من الطعام والشراب في حاويات القمامة، بينما هنالك مسلمون في بقاع كثيرة بالكاد يأكلون الخبز الناشف ولا حول ولا قوة إلا بالله، فأتمنى من جميع الأهالي بأن لا يفرطوا بموائدهم لأن الله تبارك وتعالى قد نهى عن التبذير بقوله: { وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً{ [الإسراء 26/27] والتبذير هو الإنفاق في غير حقّ كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، ودمتم بخير وتقبل الله طاعات الجميع. 

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة

.